[align=center]الـشاعـر الـداغـستانـي [/align][/font]
[align=center]رســول حـمـزاتــــوف[/align][/font]
ولد عام 1923 في قرية تسادا الداغستانية من عائلة الشاعر المعروف حمزة تساداسا . و عمل معلماً في شبابه . في عام 1950 تخرج من معهد غوركي للآداب . صدر أول ديوان له عام 1943 . كما صدرت له ملحمتا حوار مع أبي 1953 و البنت الجبلية 1958 و دواوين عام ولدت فيه 1950 و النجوم العالية 1962 و كتابات 1963 و نجم يحدث نجماً 1964 و السمراء 1966 و مسبحة السنين 1973 . كما نظم قصة شعرية بعنوان داغستان بلدي . و يتميز شعر حمزاتوف المكرس لحياة داغستان المعاصرة بالصبغة القومية الساطعة و النزعة الغنائية . في عام 1959 منح حمزاتوف لقب شاعر الشعب في داغستان . كما منح جائزة لينين , أصبح منذ 1974 شاعر و بطل الإشتراكية و العمال .
" إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام وإلى ستين عامًا ليتعلم الصمت، وأنا لست ابن عامين ولا ابن ستين عامًا.. أنا في نصف الطريق، ومع ذلك فيخيل إلي أني أقرب إلى الستين؛ لأن الكلمات التي لم أقلها أغلى على قلبي من كل الكلمات التي قلتها".
رسول حمزاتوف هو قائل هذه الكلمات أو هي التي قالته!! فلا تقديم لهذا الرجل أفضل من كلماته. إنه شاعر من داغستان؛ أرض الجبال التي صهرت كل شيء، فلم يعد هناك فرق بين الحبيبة والوطن، ولا بين النشيد الوطني ونشيد العاطفة والنفس.
الحب.. لحظة تشرق داخلنا
يقول شاعرنا:
ثلاث نساء ودعتني عند سفري.
قالت الأولى
وهي مستندة على شجرة دون أن تحني رأسها: إذا نسيتني فلن أبكي،
ووقفت الثانية
عند بابها ممسكة بجرة ممتلئة وسمعتها تقول: عد سريعًا،
أما الثالثة
فكانت تتنهد دون أن تنطق بحرف واحد، ووراء الجبل الأول نسيت المرأة الأولى ونسيت الثانية بنفس هادئة بعد الممر الجبلي الثاني، لكنني لم أستطع عبر الجبال كلها أن أنسى المرأة الثالثة وهي وحدها التي أحلم بها من بينهن جميعًا".
الحب إذن هو تلك اللحظة التي تشرق داخلنا فننسى كل ما قبلها؛ فمن منا لا يذكر اللحظة الأولى، الابتسامة الأولى أو حتى الوداع الأول؟ حمزاتوف أدرك تلك اللحظة عندما حملت إليه في المرة الأولى إشراقة الوطن وابتسامة الأرض التي جعلته محبًّا للجميع وعاشقًا لكل اللحظات التي تلتها متمنيًا أن يعيش أكثر من حياة لا لشيء إلا ليزرع حبًّا أكثر.. حبًّا قليل الكلام
.
يقول: ".. نحن لا نملك إلا حياة واحدة، ولو كان لنا أكثر من حياة لأمكنني أن أزرع حبي حتى يعم الجميع.. يكفيني أن يظل حبي حيًّا في كل قصائدي.. لم يعد أمامي الكثير من الوقت لأكتب عن التفاهات".
لم يعد الحب عند حمزاتوف مقصورًا على معنى دون غيره بل اتسع ليطال الجميع؛ فلا الأوطان وحدها تستحق الحب، كما أن المرأة ليست الوحيدة التي نكتب أشعارنا من أجلها.. لقد أحب حمزاتوف الصديقَ، ورأى فيه مصدرًا للدفء والقوة..
يقول رسول: "إذا شد صديق طيب على يدك فإن يدك لا تذوب في يده بل تصبح أكثر دفئًا وقوة".
لقد تعدى الحب عند حمزاتوف كل قوانين الوجود؛ فأصبح قادرًا على حب من لا يعرفهم ومن لم ير وجوههم.
كتب حمزاتوف قصيدة حب إلى المسافر الغريب وإلى الضيف الذي لا يعرفه .....
[align=center]و للحديث بقية [/align]