آرتيني جديد
   | 
				 
										
					  | 
				 
											
						| 
						اشترك في: الخميس مارس 06, 2008 8:20 pm
						 | 
					 	
																				
						| 
						مشاركات: 11
						 | 
					 	
															
										
						| 
						القسم: اللغة الانكليزية
						 | 
					 	
										
						| 
						السنة: الثالثة و الحمد لله
						 | 
					 	
													
				 
										
  
		
				
 
			 | 
			
				
				
					| 
										
						 
						 
											هذه البلاد شقة مفروشة ! 
 
هـذي البـلاد شـقـةٌ مفـروشـةٌ ، يملكها شخصٌ يسمى عنتره … 
 
يسـكر طوال الليل عنـد بابهـا ، و يجمع الإيجـار من سكـانهـا .. 
 
و يطلب الزواج من نسـوانهـا ، و يطلق النـار على الأشجـار … 
 
و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المعطـره ... 
 
هـذي البـلاد كلهـا مزرعـةٌ شخصيـةٌ لعنـتره … 
 
سـماؤهـا .. هواؤهـا … نسـاؤها … حقولهـا المخضوضره … 
 
كل البنايـات – هنـا – يسـكن فيها عـنتره … 
 
كل الشـبابيك عليـها صـورةٌ لعـنتره … 
 
كل الميـادين هنـا ، تحمـل اسـم عــنتره … 
 
عــنترةٌ يقـيم فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز … 
 
و فـي زجـاجـة الكولا ، و فـي أحـلامنـا المحتضـره ... 
 
مـدينـةٌ مهـجورةٌ مهجـره … 
 
لم يبق – فيها – فأرةٌ ، أو نملـةٌ ، أو جدولٌ ، أو شـجره … 
 
لاشـيء – فيها – يدهش السـياح إلا الصـورة الرسميـة المقرره .. 
 
للجـنرال عــنتره … 
 
فـي عربـات الخـس ، و البـطيخ … 
 
فــي البـاصـات ، فـي محطـة القطـار ، فـي جمارك المطـار.. 
 
فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا … 
 
و فـي كل فئـات العمـلة المزوره … 
 
فـي غرفـة الجلوس … فـي الحمـام .. فـي المرحاض .. 
 
فـي ميـلاده السـعيد ، فـي ختـانه المجيـد .. 
 
فـي قصـوره الشـامخـة ، البـاذخـة ، المسـوره … 
 
مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينـة المسـتعمره … 
 
فحزننـا مكررٌ ، وموتنـا مكررٌ ،ونكهة القهوة في شفاهنـا مكرره … 
 
فمنذ أن ولدنـا ،و نحن محبوسون فـي زجـاجة الثقافة المـدوره … 
 
ومـذ دخلـنا المدرسـه ،و نحن لاندرس إلا سيرةً ذاتيـةً واحـدهً … 
 
تـخبرنـا عـن عضـلات عـنتره … 
 
و مكـرمات عــنتره … و معجزات عــنتره … 
 
ولا نرى في كل دور السينما إلا شريطاً عربياً مضجراً يلعب فيه عنتره … 
 
لا شـيء – في إذاعـة الصـباح – نهتـم به … 
 
فـالخـبر الأولــ – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره … 
 
و الخـبر الأخـير – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره … 
 
لا شـيء – في البرنامج الثـاني – سـوى : 
 
عـزفٌ – عـلى القـانون – من مؤلفـات عــنتره … 
 
و لـوحـةٌ زيتيـةٌ من خـربشــات عــنتره ... 
 
و بـاقـةٌ من أردئ الشـعر بصـوت عـنتره … 
 
هذي بلادٌ يمنح المثقفون – فيها – صوتهم ،لسـيد المثقفين عنتره … 
 
يجملون قـبحه ، يؤرخون عصره ، و ينشرون فكره … 
 
و يقـرعون الطبـل فـي حـروبـه المظـفره … 
 
لا نجـم – في شـاشـة التلفـاز – إلا عــنتره … 
 
بقـده الميـاس ، أو ضحكـته المعبـره … 
 
يـوماً بزي الدوق و الأمير … يـوماً بزي الكادحٍ الفـقير … 
 
يـوماً عـلى طـائرةٍ سـمتيـةٍ .. يوماً على دبابة روسيـةٍ … 
 
يـوماً عـلى مجـنزره … 
 
يـوماً عـلى أضـلاعنـا المكسـره … 
 
لا أحـدٌ يجـرؤ أن يقـول : " لا " ، للجـنرال عــنتره … 
 
لا أحـدٌ يجرؤ أن يسـأل أهل العلم – في المدينة – عن حكم عنتره … 
 
إن الخيارات هنا ، محدودةٌ ،بين دخول السجن ،أو دخول المقبره .. 
 
لا شـيء فـي مدينة المائة و خمسين مليون تابوت سوى … 
 
تلاوة القرآن ، و السرادق الكبير ، و الجنائز المنتظره … 
 
لا شيء ،إلا رجلٌ يبيع - في حقيبةٍ - تذاكر الدخول للقبر ، يدعى عنتره … 
 
عــنترة العبسـي … لا يتركنـا دقيقةً واحدةً … 
 
فـ مرة ، يـأكل من طعامنـا … و مـرةً يشرب من شـرابنـا … 
 
و مرةً يندس فـي فراشـنا … و مـرةً يزورنـا مسـلحاً … 
 
ليقبض الإيجـار عن بلادنـا المسـتأجره  
					
										 
					
					
					
  
						
					 | 
				 
				 
			 |