لم أملك ثمن قطرة مطر في الزمن السئ ..
قايضتها بنهر من دمي , و بصبري , و بألف من ضحكات أطفالي و لم تلن .
أقسمت لها بأن آنف الماء من بعدها , بأن أدفن رغباتي في صحراء من تمسكي بذكراها , ولم تجب .
عللتها بوعد الغد .. بسماء خصبة إلى ما بعد الثمالة .. باقتصار الوحي على أمّاتها من الغيم ..
ملّكتها بعضا من بقايا روحي , فعافت هشاشتها و كرهت لونها .
أتيتها باحتضاراتي , بيأسي حين غضب , و اشتعل , و أحرق قومي و مضاربهم معا : معصوب العينين لم يعاقر الندم يوما , فسخرت مني ووطئت كل ذاك باشمئزاز ..
وقفت أمامها يعلوني غبار الذل , يحرقني عاري كسلسلة رقّ رُكّبت من جمر و قار ..
أدركت بعقلي الثقيل المتعب أنها تجلدني بنشوة لن تنتهي .. أني دمية مستكينة طيّعة , يحلو لها أن تمزّق أوصالها ثم تجمعها بحيلة مبتكرة كل جيل و جيل ..
في وقفتي هذه استوى لديّ كل خيار : فموتي يعادل انبعاثي , و ألمي يعادل خشوعي ..
وحده غدي لم يكن كيومي ..
غدي لم تكتب فيه كلمات بأي لون بعد ..
غدي سيبدأ حين أنفض عني شلل عبوديتي لقطرة مطر ..
