كرسي
من أجلك أيها الكرسيّ
يا صاحب السموّ والفخامةِ والرفعةِ
تُزهق الأرواحُ ويفنى الضمير...
ويسيل الدّمُ
إلى أن يصل آخر الأرض
من أجلك
تُسقفُ الحلوق بالمسامير...
ويُحرقُ القمح والشعير...
وتمشي
فوق رؤوس الملأ
أصوات الجنازير...
يا أيها الكرسيّ المتربع
فوق أعناق الأرض
لك تتجه العيون
ويسجد المنتفعون
يا من تحرك أباطرة روما
وتجعلهم يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات
والندوات...لتقرير المصير...
وأي مصير....؟؟
من أجلك
تضرب رؤوس وتدق رؤوس
وتغلق السواقي
وتغادر الراحة ألف سرير...
من أجلك
يا صاحب الفيروز والحرير...
تنصب الشهادات
وترفع اللوحات
وتصطف الشعارات
بعددٍ من دون تقدير....
من أجلك
تفقد أم ابنها
وتتعفن الأجسادُ في السجون
ويفتح من أجلك
عينيهِ الضرير...
فالأمر كلّه بيدك
والملك كما تقول ملكك
ونحن صابرون
فالعمر قصير...
من أجلك
تنساب الدموع
ويُصلبُ المفجوع
ويُكتبُ المصير...
وأي مصير....؟؟؟
يا أيها الكرسي
يا صاحب التكوين الخطير...
يا من لأجلك
تداس الرؤوس
ويشرّدُ الأطفال
في حر الصيف والزمهرير...
يا من تحوي في نسيجك
رصاصاً وهراواتٍ
دباباتٍ ومجنزراتٍ
طائراتٍ ومروحياتٍ
وآلافاً من الخنازير...
يا من لأجلك تسبى النساء
وتلتصق الجلود في الطرقات
وتغصّ المقابر
وتقلع عيونٌ وأظافر
وتدكُّ البيوت
وينتشر الخراب المرير...
سليمان الحسن
23/6/2011

نقف لحظة والدمع يرتجف فوق أخاديد الخدود
ما ذنب الطفل أن تُخرم أحلامه الوردية النقية
بين أجندة وأخرى
ما ذنب الطفل أ ن تشنق أحلامه على حبائل سياسة وأخرى
هل باتت الشفقة سائرة إلى هاوية الأرض
حيث هناك تنتحر وترحل
تلتقف الوحوش فرحة قد كانت تبني أهرام المستقبل
في قلب وعقل طفل منذوي في زوايا هذه الأزقّة
وبين دوامة وأخرى ومتاهة وأخرى
تأتي العواصف مختلفة بفكرها وغاياتها
لتخطف الليلك الذي تعشّق في حضن الياسمين
ويأبى البنفسج إلّا أن يذرف الدموع أنهاراً
من ينابيع الحزن والشجون
تبكي وتنشج
من نياط القلب أمٌّ
لم تكن تدري أن ابنها سيذهب ويرحل من فوق البسيطة
تعزف الأحزان فوق أثير الدموع
وينادي طفل وشاب من بعيد
من عالم الأرواح
دمي هدر
أين أحلامي وبسماتي
أين السلاسل الفضية
قد حر قت من أجل هذا وذاك
ويغرد البلبل تحت وطأة هذا الأزيز
وألسنة النار تأكل أطراف أجنحته
ويصيح ألما على نفسه
وعلى دموع ذاك الطفل
لا بد من الدموع
بل أصبحت حتمية النزول

تحية لك أخي ناصر

كان الصديق هناك
من بعد ما أفرغ عقله معهده
همّ بالتبصر والنزوح لآفاق المستقبل
كان يسألني دائما
أريد أن أتزوج
وأكمل نصف ديني
كان يريد أن ينشل جسده
من عذابات الدراسة
والفوضى المتكتلة بين أهله الفقراء
كان يحلم أن يسافر ليزور البندقية
وبرشلونة واليونان بلاد الإغريق
كان مولعا
بالقراءة والأساطير
كان يرى زيارة البلاد العربية في حلمه
كل ليلة وليلة
وأكف الزيتون
كان يغرد فوق بساط الياسمين
ويشرب من عبق ليلك المستقبل
ويركب شراع الأمل
يحلق بعيدا...بعيدا
كم كان يود أن يزور غرناطة
ليكتب قصيدته هناك
بين ذكرى الأندلس العظيمة
يود أن يسافر لفلسطين ذات يوم
ليرى قصة العذاب
ورحلة المآسي
يود أن يراها من دون تلفاز
كان يود أن يطلق اسم مجد لابنه
الذي طالما كان يحدثنا
انه يحب ان يرى بين يديه طفلا من صلبه
كم كان يحدثنا عن جمال النرجس في دار مخيلته
ويستقي من شجر الجوز حكايات الزمن الغابر
ليؤسس بها ... طريق مستقبله
آخذا منها الحكم
وناظرا للأمام صاعدا الجبل للقمة
لكنه
لكنه
لم يكن يدري أن في طريق هذا الجبل
مغارات لصوص
وكهوف قطاع طرق
تنتظره لكي تغتال أحلامه
لينتهي كــــــــــــــــل شيئ
بدقيقة موت شلّت كل شيئ

ameer,
موسى محمد موسى,
rehab,
البرشلونية,

تحية لعبير آرائكم

وتزداد الصرخات
في ليالي العذاب
فكيف لذاكرة الأم أن تنسى ابنها
وسنابل الأمل قد حرقت
واستوطن الأسى في ذلك الندى
تصرخ بقلبها ملتوية
من شدة العذاب والحزن
سقطت آآآآآخر أوراق الدار
لم يبقى لها أحد سوى ابنتها الصغيرة
مذ غادر الأب منذ عقد
ها قد سافر عمود البيت الثاني
واستنفر الأسى بكل ما لديه
من حرقة وشجون
غارت عينيها
وما لبثت أن انفجرت
مرة أخرى
لا تستطيع مقاومة الموقف
والناس حولها
وفي العزاء
انقطعت الكلمات
أهو حزن أم غابات من النواح
ويصرخ الصوت المعهود في صدرها
مناديا أماه..أماه
أستودعك الله
إلى لقاء آخر
في جنان الرحمن

عاشقة العربية,
أشكر كلامك ورأيك الكريم
إني أتوه بقلمي في هذا الفضاء المُترع بالضوضاء فاعذروني...
لم أعد أحتمل قلما يتزايد غليانه بعقلي وخاطري وفؤادي....