كان الصديق هناك
من بعد ما أفرغ عقله معهده
همّ بالتبصر والنزوح لآفاق المستقبل
كان يسألني دائما
أريد أن أتزوج
وأكمل نصف ديني
كان يريد أن ينشل جسده
من عذابات الدراسة
والفوضى المتكتلة بين أهله الفقراء
كان يحلم أن يسافر ليزور البندقية
وبرشلونة واليونان بلاد الإغريق
كان مولعا
بالقراءة والأساطير
كان يرى زيارة البلاد العربية في حلمه
كل ليلة وليلة
وأكف الزيتون
كان يغرد فوق بساط الياسمين
ويشرب من عبق ليلك المستقبل
ويركب شراع الأمل
يحلق بعيدا...بعيدا
كم كان يود أن يزور غرناطة
ليكتب قصيدته هناك
بين ذكرى الأندلس العظيمة
يود أن يسافر لفلسطين ذات يوم
ليرى قصة العذاب
ورحلة المآسي
يود أن يراها من دون تلفاز
كان يود أن يطلق اسم مجد لابنه
الذي طالما كان يحدثنا
انه يحب ان يرى بين يديه طفلا من صلبه
كم كان يحدثنا عن جمال النرجس في دار مخيلته
ويستقي من شجر الجوز حكايات الزمن الغابر
ليؤسس بها ... طريق مستقبله
آخذا منها الحكم
وناظرا للأمام صاعدا الجبل للقمة
لكنه
لكنه
لم يكن يدري أن في طريق هذا الجبل
مغارات لصوص
وكهوف قطاع طرق
تنتظره لكي تغتال أحلامه
لينتهي كــــــــــــــــل شيئ
بدقيقة موت شلّت كل شيئ
ameer,
موسى محمد موسى,
rehab,
البرشلونية,
تحية لعبير آرائكم