السُنّة الأولى:
(( السحور ))
تسحروا فإن في السحور بركة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( تسحروا فإن في السحور بركة ))( صحيح البخاري )
ومن المؤسف أن كثيرا من المسلمين ضيعوا هذه السنة وما عاد يواظب عليها إلا القليل
كما أن بعض المتسحرين يعجل السحور فتراه يتسحر قبل الفجر بساعة أو نصف ساعة وهذا أيضا مخالف للسنة، والسنة تأخير السحور ليكون قريبا من أذان الفجر الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ))( موطأ مالك )
عن عبد الله بن الحارث يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متسحر ، فقال
(( إنها بركة أعطاكم الله إياها ، فلا تدعوه ))( رواه النسائي )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( السحور أكله بركة ، فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء، فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين ))( أخرجه أحمد )
((( بركة السحور تأتي بأمور ثلاثة )))
أولا
أنه إحياء لهذه السنة العامرة من الرسول عليه الصلاة والسلام، فبركة السنة لا يعادلها شيء، وكثير من الناس قد يترك طعام السحور، وقد خالف في ذلك السنة ولو أن صومه صحيح، فالسنة أن تقوم فتتسحر بما يسر الله، ليبارك الله في قيامك وصيامك.
ثانيا
أنها ساعة ينزل الله فيها إلى سماء الدنيا فيقول
( هل من سائل فأستجيب له، هل من داع فأجيبه، هل من مستغفر فأغفر له )
فإذا رآك الله وأنت متسحر ذاكر له، مستغفر منيب تائب، غفر لك سبحانه، وقبل دعاءك وأجاب سؤالك، وتاب عليك فيمن تاب، وأعتق رقبتك من النار، فهنيئا لك بتلك الجلسة الإيمانية، فمقصودها وسرها الثاني أن تكون مستغفرا في السحر، فما أحسن السحر! وما أطيب السحر!قام طاوس بن كيسان العلامة الكبير الزاهد العابد يزور أخا له وقت السحر، فطرق عليه الباب، فقال له صديقه: أتأتيني في هذا الوقت، أيزار في هذا الوقت؟ فقال طاوس : والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن أحدا ينام في السحر، أي: من المسلمين.فانظر إليه من كثرة عبادته واتصاله بالله يستغرب أن ينام أحد من الناس في السحر.
ثالثا
أنه يعينك بإذن الله على الصيام في النهار، ويسكن حالك وأنت تتلذذ بنعمة الله، وتتناول طعام سحورك، كأنك تقول: يا رب هذا الطعام الذي خلقته ورزقته أتقوى به على طاعتك، وهو من أنواع الشكر على النعمة، وما أحسن الطعام إذا نوى به العبد التقوي على عبادة الواحد الأحد.