ماذا تعلمون عن الهوى ... ماذا تعلمون
تقولون من أنا لأحكم أن زوارقاً هم العاشقون
تقولون أني أظلم الحب بشعري ... آه لو تعلمون
كنتُ أميرةً على عرشِ قلبٍ حنون
كنت ملكة أحلامه قبل أن يقتلني الحب و أتباعه السفّاحون
كنت توأم روحه و نبضٍ لقلبه ... ألا تذكرون ؟!

نعم أيها العاشقون ..
أنتم بدون من تحبون زوارقاً تقودهم الرياح
جنوداً في معركةٍ لا يُستعمل فيها إلا السلاح
و أنتم حتى الرماح ... لا تملكون

الحب يبدأ كطفلٍ يلتجأُ لكم
تعتنوا به و تسكنوه في عيونكم
و تتبنوه في قلوبكم و أرواحكم
و بعد أن يكبر يسيطر على أفعالكم
تسيرون على هواه , ليس على أهوائكم
تفعلون ما يأمركم به و بعد الفراق
يبدأ بشدكم في بحر الأشواق
تمسكوا بيديه ليسحبكم .. و لكنكم أنفسكم ُتغرِقون
الحب يُغرِقكم ولا تشعرون

ييتر إصبعه ... فتهوج الرياح
يقطع ذراعه... فتنهار الجبال
يضرب على صدره ... فتغلق أبوابها الهضاب
يحاول الانتحار... فتحبس نفسها الأمطار في الغيوم
يرمي بقلبه ... فتغلق الورود على نفسها للأبد
يقتل نفسه ... فتتمزق قلوب العاشقون
لن يتألم بعد اليوم ... هم الذين سيتأملون

أنا الآن تائهة ولا أدري لماذا أرد على من يتكلمون
فعندما ناشدتكم كنتم أنّاتي تستعذبون
تجلسون على أرصفة الأحلام مُستريحون
و أنا أتخبط في ظلام غرفة الجنون
وحولي أحجاراً كلّما ذرفتُ دمعةٍ ... يرقصون
ولا يزالوا لسلةِ المهملات " نُحِبُّكِ " يقولون
فمن يدري ... ربما يكذبون , وربما هم حقاً صادقون ...
لم يعد يهمُّني لأنهم قريباً سيغيبون
و حتى عن أخباري لن يسألون
فسلمت أمري إلى ربي وربكم أيّها الظالمون
حسبي الله أن يجعلني من الصابرون
و أن لا يجعلني برحمته من القانطون