Nastia,
عزيزتي أنا لم أعد لقراءة الرواية الآن لأنقدها..وذلك أنني أشاطرك الرأي في كونها مملة
بالنسبة لما انتقدتيه في أسلوب الكاتب فهو والحق يقال اسلوب الرواية وليس اسلوب الكاتب
فأصل الرواية أن تكتب على هذا النسق..بحيث ترسم لك النظرة والحركة والآهه مع خطرات فكر الشخصيات
ففي المسرحية يرسم الممثل الحركات وفي الشعر خيال القارئ يتولى المهمة أما في الرواية فعلى عاتق الكاتب تقع مسؤولية رسم المكان " ولا تستغربي أن يرسم الزمان واصفاً لون السماء بأدق تدرجاته

" ومن ذلك وصفه لحركات وسكنات شخصياته
أما ما أستنكره أنا شخصياً في هذا الرواية

وأتحدث هنا بكل ثقة

لم أفهم "وكلي ثقة أنني سليمة عقلياً والمشكلة لا تكمن في فهمي" أي شخصية من شخصيات الرجال
فمن المعروف أن أي قارئ في تناوله لرواية معينة..تتكون لديه صورة ثابتة عن كل شخصية..وهنا يبدأ بتوقع ما سيبدر عن هذه الشخصية من كلمات وألفاظ على المستوى الحواري ومن تصرفات على مستوى الحبكة
أما في هذه الرواية فبالكاد أستطيع التمييز بين شخصية المتحدث ان كان جيرالد أو بيركن في حال لم يكتب بصريح العبارة
جيرالد:
بيركن:
أذكر أن لهما حوراً في مكتب جيرالد قبيل مبارزتهما المريبة...لا يذكر فيها الكاتب اسم المتحدث
صدقاً لم أميز سطراً من سطر
فالكلمات لا يمكن أن أنسبها لشخصية معينة...ولا حتى الأفكار
فكل جملة قابلة لأن يقولها بيركن بقدر ماهي قابلة ليفكر بها جيرالد
حتى في العاصمة في أحد المنازل تجتمع مجموعة رجال..أعجز فيها عن تمييز أحدهم عن الآخر
وهذا ينافي تماماً رسمه لشخصيات النساء...فكل شخصية واضحة الملامح وواضحة التفكير

شد ما نفرني في الرواية هو الحوارات القيمة بلا قيمة

فهم في كل جلسة يملكون قدرة ايجاد حديث مهم...وفكرة خلابة ومواقعهم دائماً ثقافية سياسية فلسفية عميقة..ولكنها أشبة بحوارات أنصاف المثقفين..أولئك المتبجحين بمصطلحات وحِدة حوارية بلا فكرة أو مضمون
فكل شخص له حيزه من الحوار...ويتكلم لفترة لا يستهان بها..ولكنه لا يضيف لمعلوماتي شيئاً ولا ينقص

...وما يزيد الطين بلة أنهم يحتدون ويعصبون..وأنا أستمر بالقراءة لا أعرف السبب وليس من شيءٍ يدلني من أغضب من؟ ولماذا؟

ثغرة اضافية وجدتها في عواطفهم....فالحالة العاطفية الوحيدة المشروحة "بعيداً عن الحب" هي حب والد جيرالد لابنته الصغيرة "اعتذر عن عدم ذكر الأسماء فقد نسيتها كلها..ولا أملك الرواية لأعود وأقرأها" وهنا يصف الكاتب بدقة نمو مشاعر الفتاة نحو أبيها ومشاعره تجاهها..وما دون ذلك لم أجد علاقة واحدة منطقيه
فهناك علاقة غريبة هلامية بادره لا تمت للعواطف الانسانية بصلة تربط والدة جيرالد بوالده
وعلاقة أخرى أكثر ابتعاداً عن المنطق تربط أرسلا بوالديها
وما يثير الاشمئزاز مشاعر جيرالد بالذات اثر غرق أخته...وكونه كان في البركة يسبح باحثاً عنها ويخرج صفر اليدين
فلا دمعة تذرف
ولا كلمة تعبر
ولا حدثاً جنائزياً يذكر
بل علاقة عاطفية هشة غبية تنشأ بينه وبين غيرترود
حقيقةً: الرواية بلا حبكة...ليست مترابطة..لا تضيف فكرة ولا تلغي أخرى ولا تثري القارئ بمثقال ذرة
لم يمتلك لورني في باله فكرة يبني عليها روايته..ولا أتخيله إلا وقد استل قلمه ليكتب لا شيء...ثم بدأ برسم شخصيات لا يعلم مدى تأثيرها وكأني به يتركها شهوراً ويعود للكتابة ناسياً بعض ما نسج...فكان ما كان من تفكك وضياع
أجد أنني بحاجة للعودة للرواية لأستزيد من تفاصيلها...فأنا أبخسها حقها بنقدٍ سطحي كهذا

فالرواية تستحق نقداً أعمق
ولو أنني وجدت شيئاً واحداً ايجابياً لذكرته
ومع ذلك لي عودة..وانما أود أن أسأل
Nastia, عن الجوانب الأخرى التي لفتت نظرك؟

_________________
لــلــمــلائــكــة حــضــورهــا