لقد حث رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم على الزواج المبكر لأن الداعي له متوفر بكثرة عند الشباب
ولكثرة فوائده ولتوفر مراحل الإنجاب عندهم ولسلامة صحتهم غالبا.....بخلاف الكبار
ولايعني ذلك منع زواج الكبار لأنه صلى الله عليه وسلم حث على الزواج مطلقا.
فقد قال صلى الله عليه وسلم:((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم ))
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شبابا لانجد شيئا فقال لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر واحصن
للفرج ومن لم يستطع فعليه الصوم فأنه له وجاء))متفق عليه.
لقد جاء العلم الحديث ليبين لنا فائدة النكاح المبكر وخطورة النكاح لمن تقدمت بهم السن.
وذلك أن الإنسان في شبابه يكون قويا في جميع اعضائه من بصر وسمع وقوة وقلب ومعدة وتنفس لكن كلما
تقدمت به السن ضعفت حواسه وسائر أعضائه ومن جملة مايضعف الرغبة في المعاشرة الجنسية إضافة الى قلة الإنجاب.
وقد جاء العلم الحديث ليبين لنا قلة عدد الحوينات وضعفها عند الرجل,اضافة الى الخطر على الأمهات وعلى
الأولاد وحصول تشوهات ولادية وأمراض خطيرة .
فقد اكتشف الباحثون في اسبانيا:أن تأخير الإنجاب سواء عند الرجال أو النساء يزيد خطر تعرض أطفالهم للتشوهات الولادية.
وقال هؤلاء الباحثون:أن الإعتلال الكروموزومي يسبب تشوهات ولادية فعلى سبيل المثال:يصاب الطفل
بمتلازم داون أو مايعرف بالطفل المنغولي عند وجود ثلاث نسخ من الكروموزوم (21)بدلا من اولئك اللاتي
ينجبن في أوائل العشرينات من اعمارهن.
فإذا كان الزواج هو العامل الأساسي في الإنجاب وتبين لنا خطورة تأخير الإنجاب مابعد الثلاثين والأربعين من
العمر للرجل والمرأة:علمنا سر حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشباب على الزواج المبكر,والله تعالى اعلم
