(لا شكرا )
سأجيب ... أنا لا أبحث عنك .. أنا لا أملك الوقت ولا القلب ولا الفراغ في الروح لألم جديد .. لقد أترعتني الحياة بكل ما قد يخطر لك من عذابات , و أنا الآن مجرد هيكل ... شكل امرأة ... تمثال زجاجي بقدرة تحمل غريبة ... بعيدة كل البعد عن سمات الزجاج ...
أنا لن أنكسر ... و لن أنصهر و لست أنتظرك كي تأتي و تصلح الشرخ الذي يعلو جبهتي .. فإنه لي و هو الجائزة الوحيدة التي حظيت بها من عالمي ...
لي وحدي
شرخ أعنى به و أرويه كل ليلة بأصداء قديمة ... بأفكار مجهولة لا أعرف عنها شيئا و لكنها واضحة أمامي بنقاء مدهش...
ربما كلامي يبعث فيك الرغبة على التظاهر باحترامي و تقدير ما تدعوه (المرأة القوية) لكني أعلم أنك من داخلك تسخر مني و تكاد كل تقطيبة جدية رسمتها على جبهتك ... تكاد أن تتفطر ازدراءا و تهكما ...
لكن لا يا سيدي ... لن أمنحك هذه المتعة ... لن تكون المنتصر عليّ حتى في تخيلاتك ... سأبقى أحارب أرستقراطيتك و شموخك المزيف .. سأكسر كل ثقافتك و ما تدعيه من معرفة ...
علي إذا نزعت عنك كل قشور الحضارة و التمدن ... أصل إلى جوهر نقي ... إلى روحك المكوية بالشمس ... المصقولة بألف حبة مطر أولى ... بألف حبة تراب .. بألف صفة خبأتها لك .....
ربما حينها أصل إليك .... ربما أكتشف ما هي الفطرة التي نفخها فيك الله ....