Obada Arwany,
كل الشكر .. سأعقب على بعض النقاط:
اقتباس:
ويمثل كتاب ( أزمة التعريب) للأستاذ الدكتور محمود فوزي المناوي صرخة مخلصة ترصد نقاط القوة والضعف في لغتنا العربية، وكيفية الخروج من عثرتها الراهنة. وحين تصدر هذه الصيحة من عالم متخصص في فرع من فروع الطب- الذي ما زال يدرس في مصر باللغة الأجنبية- يكون لها صداها الكبير، وتأثيرها المدوي؛ فكثيرا ما استندت المعارضة في وجه آراء غير أساتذة الطب أو التخصصات العلمية المختلفة في هذا المجال على أساس أن ( أهل مكة أدرى بشعابها).
الجميل في الجامعات السورية أنّ معظم المناهج إن لم يكن جميعها في كافة الكليات تُدرس باللغة العربية .. و في إحدى الدراسات تبيّن أن من يدرس اختصاصه بلغته الأم يمتص و يفهم المعلومة على نحو أفضل بكثير و يتقن عمله أكثر من أولئك الذين يدرسون بلغة أجنيبة غير لغتهم الأم.
يوجد بالفعل الكثير من المصطلحات الجديدة و الدخيلة على اللغة العربية فالبعض يحاولون تعريبها وهذا حسن و البعض يكتبونها كما تلفظ بالانكليزية و يوردون الشرح بالحاشية وهذا برأيي غير محبذ دائماً
اقتباس:
حين حدد الهدف، وهو الارتقاء باللغة العربية لتصبح لغة التعليم والتعلم. ونقل رأي أستاذنا الدكتور محمود محفوظ الذي بيّن أن العلوم ثابتة الأصل وتنتقل بلغة ناقلها ومستخدمها: فالطب في الصين باللغة الصينية، وفي ألمانيا باللغة الألمانية، وفي فرنسا باللغة الفرنسية،وهذا هو التعليم. ولكن النمو والتقدم العلمي يستلزم قدرة وتمكنا من لغة أجنبية شائعة في ربوع المعرفة العلمية. وعن طريق التمكن من هذه اللغة الأجنبية تكون القدرة على استيعاب المعرفة والمعلومات، وسرعة نقلها من اللغة الأجنبية إلى اللغة الوطنية، وهذا هو التعلم. فالتعليم يكون باللغة الأم أما التعلم والتقدم العلمي والتكنولوجي فلا يكون إلا بالتمكن من اللغة الأجنبية التي كتبت بها هذه المراجع نطقا وكتابة؛ حيث إن بها يكون الاطلاع على المراجع الأجنبية.
والتعليم والتعلم باللغة الأم من الأسس التي يؤيدها علم النفس اللغوي.
جميل جداً

في الحقيقة أقوم بالاقتباس و التعليق مباشرة حتى لا أنسى أي فكرة تدور في رأسي وهذه السطور دعمت ما قرأت عنه من دراسة حول الأمر نفسه
و متابعة للمقالة ألمس بين السطور حث على الاعتزاز و الشعور بقوة انتمائنا بلغتنا العربية و هذا ما سيقويها و يعزز مكانتها في قلوبنا أولاً و بين باقي اللغات ثانياً.
أُشيرَ أيضاً إلى أهمية وجود أساتذة أكْفاء علمياً و لغوياً لتعليم الطلاب في المراحل الدراسية الأولى حتى يبنون أساساً قوياً يرتقون فيه بنهل العلم بلغتهم الأم.
وذُكر ماذكر عن العولمة التي لا يخفى على أحد منا إيجابياتها و سلبياتها.
اقتباس:
ولا ننسى أن الوعي بالهوية والقومية دفع فرنسا إلى تنقية لغتها من التلوث اللغوي الذي أصابها من مفردات الانجليزية: فقانون حماية اللغة الفرنسية الذي أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1994م نص على "حظر انعقاد المؤتمرات العلمية التي تتخذ الإنجليزية لغة للتداول". كما تدخَّل برلمانها لحماية اللغة حين وضع قائمة سوداء من الكلمات التي يحظر استخدامها في الإعلانات والمدارس والحكومة والمؤسسات، كما رسمت فرنسا سياسة لغوية لجأت فيها إلى سن القوانين بما يحفظ للأمة مظهر حياتها العقلية؛ فاستطاعت الحفاظ على اللغة الفرنسية.
كم أشعر بالأسى عندما أقرأ هذا الكلام و أرى ما أراه من لافتات المتاجر وقد كُتبت باللغة الانكليزية بالرغم من أننا نعيش في بلد عربي .. و بنفس الوقت كم أحترم الشعب الفرنسي عندما يحافظ على لغته بشتى الطرق و لا يسمح لأي شيء أن يخلخل لغتهم.
اقتباس:
كما أن اللغة العبرية الحديثة لم تحقق ما حققته من مكانة لتصبح اللغة الوطنية لدولة إسرائيل إلا نتيجة لتنامي الشعور الوطني والإرادة الجماعية لليهود. ومما يلفت النظر في التجربة اليهودية السرعة المذهلة في تنفيذها وفاعليتها، وشمولها كل مناحي الحياة داخل الدولة الحديثة، سواء كانت اجتماعية أو تقنية أو تعليمية.
ولم لا

, من الطبيعي أن يحققوا هذا من حبهم و قوة انتمائهم للغتهم و ليس من الغريب أن حُولت أسماء المدن الفلسطينية بالعربية على اللافتات لتصبح مكتوبة بالعربية ولكن بلفظها العبري حتى يترسخ الاسم جيداً في عقولنا
فأصبحت القدس على اللافتات تُكتب "يروشلايم" بالعربية و "yerushalayim" بالانكليزية و"الناصرة" أصبحت "نتسرات" ، وعكا "عكو", وصفد "تسفات" فلا حول ولا قوة إلا بالله.
اقتباس:
إن تعريب العلوم والمصطلحات من القضايا المهمة التي يتأكد دورها، وتزداد أهميتها يوما بعد يوم؛ بسبب التسارع التكنولوجي الحديث، وضروررة معاصرة اللغة له. ولا بد في هذا المجال من اتباع سياسة ومنهجية عربية موحدة، تصب في قالب التضامن العربي، وتشد أواصر الوحدة العربية. ولم ينس الكاتب أن يحدد أساسيات التعريب، التي ذكر أهمها، وهي: وضوح الأهداف، وتأهيل المتخصصين، وإعداد الكفاءات، وتدريب العناصر الفاعلة المؤثرة، وإعداد المصطلحات التي تنهل من اللغة العربية وتعبر عن المفاهيم العلمية تعبيرا دقيقا.
ويتعين علينا- لمواجهة طوفان الكلمات والمصطلحات الأجنبية في مختلف نواحي الحياة- أن نلجأ إلى الترجمة الشاملة التي تنقل الحركة الحياتية الكاملة في مجال العلم- بوجه خاص - إلى اللغة العربية في مقدرة وسرعة وكفاءة؛ بحيث يصبح الذهن العربي متشبعا بحقائقها، مستوعبا ومتمثلا لها، قادرا على تطويرها؛ مما يتيح للعقل العربي الإسهام بنصيب في التقدم العلمي العالمي، مستثمرا ملكاتِه الخاصةَ وقدراته الذاتية؛ ليضمن للكيان العربي الرسوخ والانطلاق في مجال الحضارة العالمية، فنكون بهذا قد انخرطنا في مجال العولمة ودرنا في مدارها محتفظين بذاتنا وكِياننا وقوميتنا. إن المجهود المنشود كبير، والتضحيات اللازمة أكبر، ولكن آن الأوان لتلعب الترجمة دورها في نقل الثقافة والحضارة والمدنية والتقدم العلمي المعاصر من الغرب إلى الشرق.
لا اعتراض على هذا الكلام

و كم أتمنى أن يصبح واقعاً يوماً لا مجرد كلام نظري لا يغني ولا يسمن من جوع , ولكن:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
لن أذهب بعيداً .. بل سأسأل نفسي عن حال المترجمين و الترجمة في سوريا

بداية من طلاب قسم الأدب الانكليزي وخريجيه ممن يعشقون الترجمة عموماً إلى طلاب قسم الترجمة و خريجيه خصوصاً .. الحال في الواقع مأساوي .. فهناك القلة القليلة من المترجمين الحقيقيين و نحتاج للكثير من الاهتمام و التأهيل والتوسع في الترجمة لتصبح على خير ما يرام و نرتقي عن طريقها لما هو أفضل لمواكبة العصر و نقل العلوم الحديثة.
اقتباس:
والترجمة بهذا المعنى تستحق ما ينفق في سبيلها من جهد ومال، وما يبذل من أجلها من تضحيات. ولا ننسى ما كان يفعله الخليفة العباسي المأمون الذي كان يعطي لمن يترجم كتابا -عن الرومية أو الفارسية إلى العربية - وزنه ذهبا. وكان حصاد ذلك أن لعبت الترجمة في ذلك العهد دورا بارزا في الحضارة العربية الزاهرة. ولنذكر أيضا أنه في مطلع العصر الحديث كان العائدون من البعثات لا يغادرون القلعة حتى يترجم كل منهم كتابا في تخصصه.
يجب أن لا ننسى هذا أبداً و نضع نصب أعيننا هذا المثال الرائع علنا ندرك يوما أهمية الترجمة
وفي المقابل في أي أمر هناك ما يدعو للتفاؤل حيث أُعلن للمرة الثانية عن (مسابقة "سامي الدروبي" الثانية للترجمة 2010 )و قد سُمّيَت باسم هذا المترجم الكبير تكريماً له

.. و إن شاء الله ستكون هذه المسابقة بادئة خير لأعمال و مشاريع و ورشات ترجمة أكبر في المستقبل.
فيما يأتي أورد نتائج المسابقة بعد حوالي 4 أشهر من التحكيم ,دعوةً للتفاؤل و حثّاً على الاهتمام بالترجمة
::::::::::::::::::::::
أنهت لجنة التحكيم الخاصة بالدورة الثانية من مسابقة سامي الدروبي للترجمة التي تقيمها وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب أعمالها، وجاءت النصوص الفائزة على النحو التالي:
1 ـ الجائزة الأولى، وقيمتها (300،000ل.س) ثلاثمئة ألف ليرة سورية: حجبت هذا العام.
2 ـ الجائزة الثانية وقيمتها (250،000ل.س) مئتان وخمسون ألف ليرة سورية: للسيد محمود منقذ الهاشمي عن ترجمته لكتاب (المعجزات) للكاتب الإنكليزي جفري آش.
3 ـ الجائزة الثالثة وقيمتها (200،000ل.س) مئتا ألف ليرة سورية: للسيد عياد ميخائيل عيد عن ترجمته لنص الكاتب الروسي المسرحي الكساندر فامبيلوف (طرفتان ريفيتان).
وقد تألفت لجنة التحكيم من السادة: د. نبيل حفار رئيسا، و عدنان جاموس، توفيق الأسدي، ديمتري أفييرينوس، معين الإمام، أعضاء. وقد استعانت اللجنة بعدة خبراء من لغات أخرى.
جدير بالذكر أن عدد المتسابقين هذا العام قد بلغ أربعين متسابقا توزعت أعمالهم على النحو التالي: (17) عن اللغة الإنكليزية، (12) عن الفرنسية، (7) عن الروسية، ومخطوط واحد عن كل من اللغات: اللاتينية، الإيطالية، التشيكية والفارسية.
::::::::::::::::::::::
_________________
You need to remember that what happens in you is more important than what happens to you