هدى
لا أضاع َ اللهُ كلامك ِ سُدا , و أنالك ِ خيراً كلّما البلبلُ شَدا, و زادك ِ من عطاياه كلّما راحَ النسيمُ ولاح الضوءُ و فاحَ الشذا
أشكر ما نثرتي هنا من زبرجد ,و ما صغتي من كلام ٍ يـُمَجـَّد , و عطرٍ يـُجدَّد , و فوائد تـُعدَّد
لتـُزين هذه الصفحة بلون ٍ سرقَ من القمر ِ ضياه و من النجم ِ عُلاه و من الكوكبِّ الدرّي مُحيّاه
و أمّا عن
- "إنها صرخةٌ تريد فيها إيقاظ كل من يسير في هذا الدرب المعتم."
تماماً و لكنَّ الناس في هذه الأيام يَعُوزهم آذان ....... !!
-"سؤالي، لقد فرى، أ تقصد بها افترى؟ لأن فرى بهذا المعنى لم أسمع بها "
لا , أريدها كما هيَّ "فرى" فقد وردت في أبيات للشافعي كان أخرها
ما ضَرَّ نَصلَ السَيفِ إِخلاقُ غِمدِهِ إِذا كانَ عَضباً حَيثُ وَجَّهتَهُ فَرى
و قد وردت في "المحيط في اللغة "
الفري الشق , و أفريتُ بالسيف , و أفريتُ الشيء أي خرقته , و فلان يفري في العمل أي يجد
و أفريت عني الليل أي شققته , و فرى البرق أي تلألأ
و في لسان العرب فرى بمعنى قـَطـَّعَ
كما وردت في غير معجم بهذا المعنى
-" تصف ذلك العذاب الذي ينتظره بسبب ما يبتدعه، فيحلل ويحرم ويقتل ويسفك ظناً منه أنه يطبق الشرع والدين "
هذه هيّ المشكلة وهنا مربط الفرس و كما قيل : "كم من مُريد ٍ قام للإحسان فأساء"
وكما جاء "{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (104) سورة الكهف"
-"وأفضل التنويع بين الخبر والإنشاء، لكسر الرتابة والابتعاد عن الوصفية، التي يُخشى منها الملل، فربما الإنشاء يكسِبُ النصَّ تلويناً صوتياً تطرب له أذن السامع أو القارئ."
هذا صحيح ولا غبار عليه ِ , ولكن أحياناً يكون للموضوع تأثيره و للدفقة ِ الشعوريّة أبعادها
ولأَنْ أصفَ ما يدور أهون عليّ من أن أستحضر هذا الجاحد فأسأله و يسألني و أزيد عليه مقتاً
و بغضاً , هذا من ناحية و من أخرى فإن طريقة التناول للموضوع تفرض جوّاً معيّناً في القصيدة يصعب الخروج منه , منذ البيت الأول و محاولة الخروج من هذا المحيط تضفي على بعض الأبيات صفة "الزج و الإقحام" ضمن السياق ,هذا و من جهة ٍ ثالثة يستحضرني قول لأحد كبار الشعراء "الجاهلين على ما أظن ولا أستذكر اسمه" يقول فيه بما معناه :"الشعر وصف أو أكثر الشعر وصف " و يطغى على الوصف الأسلوب الخبري
ولكن هذا لا يمنع من المحاولة و التجديد و "التنويع" فهذا -بلا ريب- يدل على احترافية و طول تجربة و قدرة
فلك ِ الشكر على ما نبهتني إليه و أنرتي ضياه في فكري
- "تصف رحمة الله تعالى وكرمه ليحدّها هؤلاء الجهلة. إنك تهجوهم هجاءً مشبعاً بالسخرية والتهكم لضيق أفقهم وقلة علمهم."
قمّة الشيء انعدامه ...... (إذا زادت شدة الأصوات عن 21 ألأف هرتز لم تـَعد تـُسمع, و إذا وجّه الضوء مباشرةً إلى العين لا تسطيع الرؤية, و إذا ضاق الأمر اتسع)
و إذا وصلت الشدّة إلى غايتها انقلبت سخرية و تهكّم و هذه الإشكالية الفلسفيّة التي أعتنقها ما زالت تشكل صعوبة و هاجس يصعب التخلص منه فكثير ما قـُلبَ الجدُ تهكـّماً في قصيدتي
بغير ِ أو بقصد بدون أن أمتلك القدرة على تحريك دفة القصيدة إلى غير هذا الشكل
-"ولا أدري لمَ لم أحبب سكّرا"
و الله ِ إنَّ لي نفس الشعور حيالها و استوقفتني اكثر من مرة دون إيجاد بديل
وقد غيّرت الشطر كاملاً ليغدو
و ترى الرعاعَ لهُ جلوساً منصتيـ *** ـنَ لقوله ِ فكأنـَّهُ وحيٌ سَرى
أخيراً أشكر لك ِ هذه الإطلالة النقديّة , و النافذة الفكريّة التي فتحت لنا فضاءات أخرى
و جزاك ِ الله خيراً لِما نسجتي من خمائل ٍ حرفيّة ٍ وارت ما تكشـّف من القصيدة
تقبلي تحيتي و احترامي
_________________
اللهم صلِّ صلاةً كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقي الغمام بوجههِ الكريم وعلى وأله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس عدد كل معلومة لك