في متاهات الحياة هذه,هناك فتاة لديها مشاعر حساسة,شاعرية,تحلم بالمستحيل المستحيل,تحب الطبيعة الشعر الغناء الهدوء,وهي دائما" منفردة وانعزالية انطوائية....
رؤى تجلس كل مساء تتأمل في السماء وفي الكون الواسع,ذات مساء كانت تراقب القمر في منتصف السماء,زاد نوره سطوعا",النجوم من حوله مختبأة خجلا" من ضوءه الساطع البراق.وفي لحظة سرحت رؤى بخيالها فأبحرت في ذلك المنظر الخلاب لتذكر محبوبها فتراءى لها عالم أخر لايعيش فيه أحد سواهما,هنا يجري نهر وعلى ضفافه الأزهار وهنا العصافير تغني وتراقص أغصان الأشجار والفراشات تتنقل من زهرة إلى أخرى.الشمس تشرق من الغرب والقمر في منتصف السماء يشارك الشمس بالأحاديث وأمواج البحر هناك تتلاطم على الخدود الحمراء,المطر ينهمر على الأرض ليرويها ويخفف عنها شدة العطش والثلج يتساقط ليغطي الجبال.الغيوم تعبق في السماء فتهب الرياح لتحركها فينشأ سباق بين الغيوم والغيمة الفائزة تشرع بأجنحتها لتضم بينها الحبيبان في رحلة قصيرة إلى عالم الأحلام,كل تلك المناظر في اللحظة نفسها.......ترفع رؤى يدها لتمسك بيده فتفتح عيناها لترى كل شيء قد اختفى بلمح البصر إلا ذاك القمر الذي يشاركها هذه الأمسية بكل تشعباتها من حزن وذكرى,فرح وألم ليجد أن عيونها تغرغرت بالدموع.
لم تكن تدري أنه مسافر وسفره طويل المدى.