شمس الدين ابن العفيف التلمساني
1661 __ 1688
محمد بن سليمان بن علي، شمس الدين ابن الشيخ عفيف الدين التلمساني؛ شاعر مُجيد ابن شاعر مجيد ، فوالده من شعراء الصوفيّة في العصر المملوكي .
ويلقّب شمس الدين بـ (الشاب الظريف) لوسامته وجماله ورقة شعره .
ولنسمع ما قاله أهل عصره فيه
قال القاضي شهاب الدين ابن فضل الله في حقه: نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخفُّ موقعاً منه في الكرى .. لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب .. رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان ، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق ..
فإنه بين غمائم حياضهم رَبـِي، وفي كمائم رياضهم حَبـِي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر .. لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت ، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر ، وولع به كل ذاكر .
وقد نظنّ أن القاضي شهاب الدين قد بالغ في هذا المديح والنقد
ولكننا حين نطّلع ونقرأ ما كتبه الشاب الظريف فإننا سنصدق قوله ونتفق معه بل وسنزيد إطراءً وعجباً ونحن نقف أمام هذا الشاعر الرقيق الألفاظ
من شعره ..
بعينيك هذي الفاترات التي تسبي يهون علي اليوم يا حبي
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً وحقك يا روحي سكرت بلا شرب
وإن هز عطفيك الصبا متمايلاً أضاع الهوى نسكي وغُيّبتُ عن لبي
ما بين هجرك والنوى قد ذبت فيك من الجوى
وحياة وجهك لا سلا عنك المحب ولا نوى
يا فاتني بمعاطف سجدت لها قضيب اللوى
يا من حكى بقوامه قد القضيب إذا التوى
ما أنت عندي والقضيـ ـب اللدن في حال سوا
فذاك حركَهُ الهوا ء وأنت حركْتَ الهوى
وهل فيه من شيء أن طرفه لكل فؤاد في البرية صائد
وأن محياه إذا قابل الدجى أضاء به جنح من الليل راكد
للعاشقين بأحكام الغرام رضى فلا تكن في الهوى بالعذل معترضا
روحي الفداء لأحبابي وإن نقضوا عهد الوفي الذي للعهد ما نقضا
قف واستمع سيرة الصب الذي قتلوا فمات في حبهم لم يبلغ الغرضا
رأى فحب فرام الوصل فامتنعوا فرام صبراً فأعيا نيله فقضى
وللشعر بقية
دمتم بخير