السلام عليكم
أتقدم بشديد الاعتذار عن تأخري عن الموضوع رغم أهميته لي
فالحياة تنتهي و العمل يطول
أعجبني ما قد قدمتم عن الكاتب و حياته و حال شخصه , و لست ممن يؤهلهم مكانته لتقييمه أو نقده . فلا يسعني إلا الثناء عليه و على ما قد قدم في هذا الكتاب الذي يعتبر الأول من نوعه و فكرته
الباب الثني هو فعلا من أهم و أجمل أبواب الكتاب (( باب علامات الحب ))
بشكل عام , تذهلني عبارات الكاتب و دقتها . حيث يبدو واضحاً شدة اهتمامه بمبدأ (( خير الكلام ما قلّ و دلّ )) و أيضاً اجتهد في التماس المعاني و جمع كل ضدين في الجملة الواحدة التي كثيرا ما تكون أربع أو خمس كلامات , و هذا ما يميز أسلوبه في الكتابة و يعطي الكتاب القدرة على جذب القارئ
أما عن هذا الباب كنت قد تساءلت عمّا إذا كان يضع الأبيات من قصائد سابقة قد كتبها أم هي أبياتٌ كتبت لتناسب غرض الفكرة ؟
فإذا كان السبب الثاني فسيتضح لنا قوة و سرعة بديهته , رغم أني لا أحبذ ذلك , ليس لاستخدامه في هذا الكتاب , و لكن كي لا يفهمها أي احد الفهم الخاطئ و يصبح الشعر بيد كل من أراد أن يشعر و تختل الأوزان و تنقص المعاني و يتشوه الشعر في ذلك .
أيضاً لي عتب على الكاتب في أمر وجب توضيحه , رغم ظهوره إلى القراء المتمرسون و الأكاديميون . و هو أنه لم يوضح أي من التصرفات أو العلامات هي أمر سلبيٌ أو منكر , و الإيجابي المقبول هو واضحٌ بطبعه بلا شك . فمثلا حينما قال :
اقتباس:
ومن علاماته وشواهده الظاهرة لكل ذي بصر الانبساط الكثير الزائد، والتضايق في المكان الواسع، والمجاذبة على الشيء يأخذه أحدهما، وكثرة الغمز الخفي، والميل بالاتكاء، والتعمد لمس اليد عند المحادثة، ولمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة. وشرب فضلة ما أبقى المحبوب في الإناء، وتحري المكان الذي يقابله فيه.
و أيضاً كان من المفيد جداً التعمق في حال المحب و ما يواجهه . و التفصيل الدقيق لكل ما يمكن أن يخفى على أحدنا و وشرح معنا ذلك و إيضاحه . فمثلا عندما تحدث عن بعض التصرفات اللاإرادية حين قال :
اقتباس:
ومن علاماته أنك ترى المحب يحب آهل محبوبه وقرابته وخاصته حتى يكونوا أحظى لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته. والبكاء من علامات المحب ولكن يتفاضلون فيه، فمنهم غزير الدمع هامل الشؤون تجيبه عينه وتحضره عبرته إذا شاء، ومنهم جمود العين عديم الدمع، وأنا منهم. وكان الأصل في ذلك إدماني أكل الكندر لخفقان القلب، وكان عرض لي في الصبا، فإني لأصاب بالمصيبة الفادحة فأجد قلبي يتفطر ويتقطع وأحس في قلبي غضة أمر من العلقم تحول بيني وبين توفية الكلام حق مخارجه، وتكاد تشوقني النفس أحياناً ولا تجيب عيني البتة إلا في الندرة بالشيء اليسير من الدمع.
حيث نجده لا يخفي ما مرّ به هو ذاته أحياناً دون خجلٍ أو فخر و هذا ما يعطي صفة الصدق للكاتب
كما أنه أكثر من الحكم التي يسردها حيث يكاد أن يصبح الكتاب كله حكم. و كان برأيي أن تكون الحكم أكثر تركيزاً و أقل كماً لتأخذ الأهمية التي تستحق , رغم إقراري بعظيم فائدتها كلها
و أيضاً كان من أكثر جوانب و طرق جذبي لهذا الكتاب الأخبار التي يوردها و القصص التي حدثت واقعاً من قبل , فلا شك في حقيقتها بسبب اكتساب الكاتب صفة الصدق أمام القارئ كما ذكرت آنفاً . لكن لي عتبٌ أيضاً على ذكر أخبار و قصص في أبواب أخرى رغم توجب ذلك بسبب غرض الفكرة
يوجد الكثير للنقاش به و لكن حاولت أن أكون شاملاً في طريقة تأليف الكتاب و سرده بشكل عام بسبب ضيق الوقت
متابع معكم و لكل حرف يكتب في هذا الموضوع
