WELCOME1
WELCOME2
اليوم هو السبت أغسطس 02, 2025 2:27 am
اسم المستخدم : تذكرني
كلمة المرور :  

LATEST_POSTS

جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00




منتدى مغلق  هذا الموضوع مغلق، لا تستطيع تعديله أو إضافة الردود عليه  [ 19 مشاركةً ] 
الكاتب رسالة
  • عنوان المشاركة: >>لقاء في محطة القطار<<......الجزء الأول
مرسل: الخميس أغسطس 21, 2008 8:59 pm 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
اشترك في: السبت أغسطس 04, 2007 5:37 pm
مشاركات: 112
القسم: أدب فرنسي
السنة: الثالثة
مكان: حمص



غير متصل
رأيته وحيداً في محطة القطار,مستلقياً على كرسي خشبي مُفَرغ,قد جعل من حقيبته السوداء القاسية وسادة له, ومن معطفه الوبري الثمين غطاءً.
كان الوقت متأخراًوالمكان هادئ للغاية لا يعكره سوى أصوات بعض القطط الشاردة...
لم يكن مرتاحاً بالنوم على سريره الخشبي المصطنع,فقد كان يتقلب تارة إلى اليمين وتارة إلى الشمال ثم يعود ليستلقي على ظهره ويطلق بصره نحو الجدار الصامت, يحاول اجتيازه دون جدوى, فكل ما حوله جدران بيضاء تزينها بعض اللافتات الزرقاء,أرقام وكلمات لا تعني له شيء....
وفجأة يسمع صوتاً قوياً, ينهض مذعوراً, يحتضن حقيبته السوداء بحنان كما تحتضن الأم طفلها بعد غيابه,,,,ثم يختفي تحت الغطاء الوبري الأسود كما يفعل النعام الخائف..
وبعد تلاشي الصوت يعود لوضعه الطبيعي...
وقفت بعيداً عنه, أراقب حقيبته الغامضة والفضول يقتلني,,إنها تشبهه تماماً,....غامضة مثله....يكسوها غطاء أسود ..وفي أحشائها اختبأت آلاف من الأسرار والخفايا.....هناك أمر وحيد يميزها عن صاحبها...إنها ثلاث بكرات تحتوي أرقاماً....إن عرفتها, تمكنت من اكتشاف خباياها...وهذا أمر موجود ضمن لغة الاحتمالات...أما هذا الرجل فلا يحوي أية أرقام أو دلائل....إنما يحوي ألغازاً مستحيلة الحل....

مضى على وقوفي نصف ساعة, لم أشعر بأية آلام في قدمي فالموقف أنساني آلامي الجسدية..وفي داخلي وحشٌ من الفضول ينمو رويداً رويداً, يدفعني للاقتراب منه, ...
آلاف الأسئلة تتزاحم في رأسي, ولا أجد لها أجوبة.....

وبعد معركة طويلة بين ترددي وفضولي قررت المجازفة ودنوت منه....
لم يكن يفصلني عنه سوى بضع خطوات,,, ولكنني أحسست بأنها أميال بل سنوات ضوئية لا تنتهي...
بدأ نبضي يتسارع,أحسست أن قلبي سيطير من جوفي لشدة هذا الموقف, لا أعرف مالذي يخيفني؟؟؟
غموض هذا الرجل أم صوت الليل المرعب أم المكان أم الزمان أم أنني أخاف من كل شيء......
وبعد انتهاء هذه الرحلة الشاقة جاء وقت الكلام....
ولكن...فجأة هربت مني الكلمات وتاهت عني الحروف..
قلتُ له: من...كيــ ...لم...ســ ...
فأنهى تلعثمي صوت مرعب وخائف:((ابتعد عني, لا..أرجوك لا تؤذني....))
وانقض علي كانقضاض الذئب على فريسته....وفي هذه اللحظة أحسست بأن قدماي مغروزتان في أطنان من الاسمنت الجاف, فوقفت مكاني دون حول أو قوة أنتظر جسده الطائر كي يهبط على جسدي المرتعش....
وقفت تحته كجثة هامدة, لم أعد أرى سوى اللون الأسودفقد كان معطفه يعميني, ولم يحرك صمتي سوى بعض الوبر الملتصق على لساني....
وبعد لحظة عاد الرجل إلى رشده فنهض وتوجه نحو سريره الخشبي ثم طلب مني أن أجلس بجواره...
وبدأ يقص علي قصته.........وللحديث بقية

_________________
لا تؤمر قلبك على عقلك


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: >>لقاء في محطة القطار<<......الجزء الأول
مرسل: الأربعاء أغسطس 27, 2008 12:47 am 
مشرفة أقسام اللغة العربية
مشرفة أقسام اللغة العربية
اشترك في: الأحد أغسطس 19, 2007 4:26 pm
مشاركات: 5187
القسم: عربي
السنة: متخرجة



غير متصل
واضح من هالقصة إنو في عندك تأثر بقصص غربية بسبب محطة القطار اللي تعودنا عليا بقصص الآداب الأخرى

فضول الشخصية فاجئني لأني ما بحب الفضول :mrgreen:
عندك أسلوب حلو بجذب القارئ خصوصي بقصة فيا غموض متل هي
بانتظار البقية *1


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: >>لقاء في محطة القطار<<......الجزء الأول
مرسل: الأربعاء أغسطس 27, 2008 1:00 am 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
اشترك في: السبت أغسطس 04, 2007 5:37 pm
مشاركات: 112
القسم: أدب فرنسي
السنة: الثالثة
مكان: حمص



غير متصل
اقتباس:
واضح من هالقصة إنو في عندك تأثر بقصص غربية بسبب محطة القطار اللي تعودنا عليا بقصص الآداب الأخرى

فضول الشخصية فاجئني لأني ما بحب الفضول :mrgreen:
عندك أسلوب حلو بجذب القارئ خصوصي بقصة فيا غموض متل هي
بانتظار البقية *1
مدري ليش متأثر بالقصص الغربية...
كلامك صح.....والبقية أعظم..... *ورود

_________________
لا تؤمر قلبك على عقلك


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: >>لقاء في محطة القطار<<......الجزء الأول
مرسل: الأربعاء أغسطس 27, 2008 10:03 am 
آرتيني نشيط
آرتيني نشيط
اشترك في: الخميس مايو 03, 2007 2:04 pm
مشاركات: 508
القسم: عَبَثْ



غير متصل
جميلة

وبانتظار الباقي

_________________
....... !!


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: >>لقاء في محطة القطار<<......الجزء الأول
مرسل: الخميس أغسطس 28, 2008 8:32 pm 
مشرفة قسم مهارات تطوير الذات
مشرفة قسم مهارات تطوير الذات
اشترك في: الأحد إبريل 15, 2007 9:38 am
مشاركات: 3023
القسم: انجليزي
السنة: MA
مكان: حمص



غير متصل
ما رح احكم لكمل

*1

_________________
لــلــمــلائــكــة حــضــورهــا


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: >>لقاء في محطة القطار<<......الجزء الأول
مرسل: الخميس أغسطس 28, 2008 11:03 pm 
آرتيني فعّال
آرتيني فعّال
اشترك في: السبت نوفمبر 24, 2007 4:23 pm
مشاركات: 765
القسم: انكليزي



غير متصل
طموح,

تسلم عالخاطرة الجميلة منك

دمتي بخير دائما

_________________
سبحان الله


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: >>لقاء في محطة القطار<<......الجزء الأول
مرسل: الخميس أغسطس 28, 2008 11:30 pm 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
اشترك في: السبت أغسطس 04, 2007 5:37 pm
مشاركات: 112
القسم: أدب فرنسي
السنة: الثالثة
مكان: حمص



غير متصل
اقتباس:
طموح,

تسلم عالخاطرة الجميلة منك

دمتي بخير دائما

أنا شب مو بنت...
بدي أعملها توقيع :mrgreen:

_________________
لا تؤمر قلبك على عقلك


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: الرواية كاملة:::: لقاء في محطة القطار::::
مرسل: السبت أغسطس 30, 2008 11:16 pm 
آرتيني مشارك
آرتيني مشارك
اشترك في: السبت أغسطس 04, 2007 5:37 pm
مشاركات: 112
القسم: أدب فرنسي
السنة: الثالثة
مكان: حمص



غير متصل
[align=center] ::::::::::::
::: الجزء الأول:::
::::::::::::

رأيته وحيداً في محطة القطار,مستلقياً على كرسي خشبي مُفَرغ,قد جعل من حقيبته السوداء القاسية وسادة له, ومن معطفه الوبري الثمين غطاءً.
كان الوقت متأخراًوالمكان هادئ للغاية لا يعكره سوى أصوات بعض القطط الشاردة...
لم يكن مرتاحاً بالنوم على سريره الخشبي المصطنع,فقد كان يتقلب تارة إلى اليمين وتارة إلى الشمال ثم يعود ليستلقي على ظهره ويطلق بصره نحو الجدار الصامت, يحاول اجتيازه دون جدوى, فكل ما حوله جدران بيضاء تزينها بعض اللافتات الزرقاء,أرقام وكلمات لا تعني له شيئاً....
وفجأة يسمع صوتاً قوياً, ينهض مذعوراً, يحتضن حقيبته السوداء بحنانٍ كما تحتضن الأم طفلها بعد غيابه...ثم يختفي تحت الغطاء الوبري الأسود كما يفعل النعام الخائف..
وبعد تلاشي الصوت يعود لوضعه الطبيعي...
وقفت بعيداً عنه, أراقب حقيبته الغامضة والفضول يقتلني,,إنها تشبهه تماماً,....غامضة مثله....يكسوها غطاء أسود ..وفي أحشائها اختبأت آلاف من الأسرار والخفايا.....هناك أمر وحيد يميزها عن صاحبها...إنها ثلاث بكرات تحتوي أرقاماً....إن عرفتها, تمكنت من اكتشاف خباياها...وهذا أمر موجود ضمن لغة الاحتمالات...أما هذا الرجل فلا يحوي أية أرقام أو دلائل....إنما يحوي ألغازاً مستحيلة الحل....

مضى على وقوفي نصف ساعة, لم أشعر بأية آلام في قدمي فالموقف أنساني آلامي الجسدية..وفي داخلي وحشٌ من الفضول ينمو رويداً رويداً, يدفعني للاقتراب منه, ...
آلاف الأسئلة تتزاحم في رأسي, ولا أجد لها أجوبة.....

وبعد معركة طويلة بين ترددي وفضولي قررت المجازفة ودنوت منه....
لم يكن يفصلني عنه سوى بضع خطوات,,, ولكنني أحسست بأنها أميال بل سنوات ضوئية لا تنتهي...
بدأ نبضي يتسارع,أحسست أن قلبي سيطير من جوفي لشدة هذا الموقف, لا أعرف مالذي يخيفني؟؟؟
غموض هذا الرجل أم صوت الليل المرعب أم المكان أم الزمان أم أنني أخاف من كل شيء......
وبعد انتهاء هذه الرحلة الشاقة جاء وقت الكلام....
ولكن...فجأة هربت مني الكلمات وتاهت عني الحروف..
قلتُ له: من...كيــ ...لم...ســ ...
فأنهى تلعثمي صوت مرعب وخائف:((ابتعد عني, لا..أرجوك لا تؤذني....))
وانقض علي كانقضاض الذئب على فريسته....وفي هذه اللحظة أحسست بأن قدماي مغروزتان في أطنان من الاسمنت الجاف, فوقفت مكاني دون حول أو قوة أنتظر جسده الطائر كي يهبط على جسدي المرتعش....
وقفت تحته كجثة هامدة, لم أعد أرى سوى اللون الأسود فقد كان معطفه يعميني, ولم يحرك صمتي سوى بعض الوبر الملتصق على لساني....
وبعد لحظة عاد الرجل إلى رشده فنهض وتوجه نحو سريره الخشبي ثم طلب مني أن أجلس بجواره...
ــــــــــــــــــــ
:::::::::::::
:::الجزء الثاني:::
::::::::::::


وبدأ يقص علي قصته
..>> أتيت إلى الحياة وفي فمي ملعقة من حنظل مر...ولدت باكياً وكأني أعرف ما ينتظرني من هذه الحياة.. ولكنها كانت مشيئة الله ولا اعتراض على قدره..
آه ..يا لسعادتي..أين ولدت...ولدت لأب يعمل ليل نهار ولا يكاد يجني سوى بضع ليرات غير كافية لإنهاء اليوم...
ولدت في غرفة صغيرة مستأجرة...سقفها حديدي بالي..يتعارك مع حبات الشتاء الساقطة عليه كالحجارة...ويغازل الريح بأنغام حمقاء مزعجة..
كم كت اكره فصل الشتاء...في كل ليلة من لياليه...نجلس سوية على ضوء شمعة يتيمة...نتبادل النظرات الجامدة..تتراقص أطرافنا من موسيقى الأسنان المصطكة...
وفي بيتنا مدفأة...صماء خرساء...بيضاء من الداخل..قد شغفها الحنين لطعم الحطب المحترق...فقد فارقها منذ مدة ولم يعد....ما زالت تنتظره...في زاوية الغرفة,....
فطورنا خبز...غداؤنا خبز...عشاؤنا...آه ليس لنا عشاء..
تخلى عنا الجميع...كل الأصحاب والأقارب...إلا الفقر..ذاك الصديق الوفي الذي ما تخلى عنا يوماً...فيا لوفاءه وصدقه...أيا ليته يغادرنا بلا رجعة..
قد حفر الفقر في قلبي جرحاً....سقيته كرهاً واعتنيت به حتى كبر...
ـــــــــــــــــ
::::::::::::::::
::: الجزء الثالث:::
::::::::::::::::

مرت الأيام حتى بلغت السابعة من عمري...فدخلت المدرسة حالي كحال باقي البشر...
حقيبتي كيس أسود...ودفاتري أوراق صفراء مستعملة...وردائي..آه من ردائي..
قد رسمت عليه الرقع أشكالاً هندسية..مربعات مثلثات ..حتى دوائر..
لم يكن لي أصدقاء...فالكل ينفر مني...وهذا الأمر ما عاد يهمني..فلقد تعودت عليه وألفته...

كحال الأفلام الحزينة والروايات البائسة..مات أبي..ولا أدري أمات من القهر أم من التعب...
لا يهم كيف مات..المهم أنه مات...
قررت ترك الدراسة لأساعد والدتي في مصروفنا..ولكنها رفضت بشدة وأصرت على بقائي في المدرسة ..فاستجبت لمطالبها..
بعد وفاة والديبمدة بدأت أمي بالعمل في بيوت الأغنياء...تخرج في الصباح ولا تعود إلا عند الظهيرة كي تحضر لي الطعام ثم تعود لعملها...
وأنا أقف عاجزاً عن فعل أي شيء...وأكتفي بدور المتفرج لما يجري..
ــــــــــــــــــ
::::::::::::::
:::الجزء الرابع:::
::::::::::::::

انقضت الأيام والأشهر حتى حان موعد العطلة الصيفية...كنت صغيراً حينها فلم أتمكن من العثور على عمل...فعملت مع أمي في تنظيف البيوت..وما أقساها من لحظات حين أسمع أمي تتعرض لإهانات من أصحاب البيت بسبب وبدون سبب..لقد ولدت هذه الأحداث في قلبي مارداً من الحقد الجارف...بكيت كثيراً ولكن ماذا ستفعل بعض الدمعات الضعيفة أمام هذا المجتمع القاسي..
مضت الأيام والحقد في داخلي يكبر..والرغبة بالحصول على المال تكبر...صار حلمي الوحيد هو جني المال..مهما كانت السبل إلى ذلك...



وحين بلغت الخامسة عشر من عمري لم أجد حلاً سوى ترك الدراسة والتفرغ للعمل....ولأن أمي لن توافق على هذا القرار قررت أن لا أخبرها بما سافعل....
صرت اذهب كل صباح إلى السوق..لأرمي كتبي في زاوية مهجورة وأستخرج بعض علب السجائر المهربة لأبيعها في السوق.....وبذلك بدأت رحلتي في عالم الغش والخداع...
بدأت اجني مالاً وفيراص جراء عملي هذا فانتقلت لبيع القطع الكهربائية المهربة حتى تمكنت من استئجار دكان صغير انطلقت منه نحو تحقيق حلمي الغريب....
طالت فترة تغيبي عن المدرسة فجاء القرار بطردي ووصل الخبر إلى أمي المسكينة التي صعقت بهذا الخبر المفاجئ...
حاولت ان أفهمها وجهة نظري لكنها لم تقتنع ووضعتني أما خيار صعب للغاية..فإما أن أرجع للدراسة أو أرحل أنا وعملي....
فكرت كثيراً ترددت لكن حلمي كان اكبر من أي عوائق...فاتخذت القرار بالرحيل...
خرجت من بيتي الذي تربيت فيه ..حزيناً كئيباً لا يواسيني سوى أصداء حلمي التي تضج في رأسي وتدفعني للأمام...
ـــــــــــــــ
:::::::::::::::
::: الجزء الخامس :::
:::::::::::::::
مرت السنوات وتتابعت وتجارتي في ازدهار متواصل وثروتي في ازدياد...وحين بلغت الخامسة والعشرين عمري كنت قد ادخرت مبلغاص كبيراً من المال فأسست من خلاله شركة للاستيراد والتصدير...وخلال تلك السنوات لم انقطع عن زيارة امي لاقناعها بالسكن معي ولكن دون جدوى...
حققت حلمي الاول وجنيت المال لكن الحقد ما زال محفوراً في قلبي..رغم كل السنين التي مضتلم أنسى الإهانة والذل اللذان عاشرتهما منذ الصغر...فقررت الانتقام لكل دمعة ذرفتها امي....لكل كلمة مهينة سمعتها عن أمي....
ولكن المال اعمى بصري وقتل إحساسي...أصبحت إنساناً متعجرفا ..قاسياً ولئيماً..ترجمت ذاك الحقد الموجود في داخلي على خدمي وموظفي..
أشتم هذا وأهين ذاك...والفرح يغمرني....أحسست بنشوة الانتصار ولذة الاستعباد.
كان الكل يكرهني حتى زوجتي...
أصبحت إنساناص آخرأو بالأحرى نسيت معنى الإنسانية واننجرفت في دوامة الثأر التي لا تنتهي إلا بالموت...
أعوام مضت وفي كل يوم يمضي أزداد كبراً وغروراً..ويزداد بعدي عن أمي...لأنها الشيء الوحيد الذي يذكرني بإنسانيتي
طوال تلك السنوات بقيت أمي على موقفهاالرافض لكل ما افعله..كانت ترفض كل الأموال التي قدمتها لها بحجة أن ما اجنيه كان بطرق غير مشروعة....
ــــــــــــــــــــ
:::::::::::::::::
::: الجزء السادس :::
:::::::::::::::::

وجاء ذلك اليوم الذي لا أنساه.....حيث استيقظت باكراً على صوت امي يجوب ارجاء المنزل....لم أصدق ما أسمعه فقفزت مسرعاً نحو ردهة المنزل لأرى امي ...لقد احسست وقتها بطعم الانتصار...أخيراً اقتنعت بوجهة نظري وها هي الآن قد عادت اخيراً....
لم اكد اكمل الأفكار في رأسي حتى قاطعني صوتها الغاضب....وبدأت أسمع آلاف الكلمات الزاجرة وملايين النصائح....يا لخيبة املي ...
لم أنتبه لكلامها ولكن لفت انتباهي جملة صغيرة قالتها لم أدرك معناها...حيث قالت لي وهي تبكي>>أنسيت طعم الظلم الذي تذوقته في صغرك<<ثم رحلت وهي تردد((سامحك الله ...سامحك الله))
وكانت هذه المرة الاخيرة التي ارى فيها أمي.....
ــــــــــــــــــ
::::::::::::::::::
::: الجزء السابع :::
::::::::::::::::::

مرت الأيام وتتالت بنسق روتيني رهيب....تجارتي في ازدهار ورصيدي يزداد بشكل ملحوظ...
فقررت بناء مشفى طبي يحتوي على أحدث الأجهزة الأوروبية ..وأسميت المشفى على اسم أمي((أمل)).
ووبعد الانتهاء من بناء مشفاي الخاص سافرت إلى ألمانيا لإتمام صفقة شراء اجهزة متطورة ...وأثناء وجودي هناك جاءني اتصال عاجل من مدير المشفى يخبرني فيها عن وجود مريضة بحاجة لعملية جراحية فورية وهذه العملية مكلفة جداً ولا يمكن إجراءها إلا في هذا المشفى, والمريضة لا تمتلك اجور العملية...ولكنني تجبرت وصرخت عليه وأخبرته انني لم أحضر أموالي من الطريق وهذا المشفى لا يعالج بالمجان..ثم اطلقت ضحكة الانتصار الزائف....وهنا كنت قد وصلت إلى أقصى درجات الجشع والذل...
وبعد عودتي بأيام ذهبت للاطمئنان على أمي ..ولكني لم اجدها في منزلنا القديم وعند سؤالي عنها اخبرتني إحدى جاراتنا أنها رحلت دون أن تعلمهم عن مكان سكنها الجديد....
وبعد التقصي استطعت الوصول إلى مكان سكنها الجديد...
لم اجدها أيضاً فسألت عنها ليخبرني احد الصبية بأن هناك امرأة عجوز قد انتقلت حديثاً للسكن بجوارهم وكانت هذه المرأة دائمة البكاء ليلاً نهاراً...وعندما حاولنا معرفة سبب بكائها اخبرتنا أن ابنها الوحيد قد ضاع منها....ثم توقف عن الكلام..
قلت له اكمل بالله عليك اين هي الىن..
فقال:لقد أصيبت بمرض خطير فنقلناها إلى المشفى ولكن أصحاب المشفى رفضوا غجراء العملية لها بحجة عدم وجود ضامن مالي....
سألته بخوف: ماسم هذه المشفى...
فأجابني : يسمونها مشفى الأمل....
لم أمتلك نفسي وقتها واندفعت مباشرة بسيارتي بسرعة جنونية نحو المشفى وقد نويت قتل من تسبب بوفاة اغلى انسانة لدي...
دخلت إلى المشفى بطريقة جنونية وبدأت اصرخ...أين قاتل أمي ؟؟؟...أين قاتل امي .....
فخرج غلي المدير خائفاً يحاول نعرفة ماذا يجري...
ركضت غليه وبدات بضربه فحال بيني وبينه بعض الموظفين...
هدأت قليلاً ثم سألته عن سبب عدم غجراء عملية لأمي ...
فأجابني بجواب جاء كالسهم المسموم في نحري((لقد اتصلت بك وأخبرتك ولكنك رفضت غجراء العملية))..
وما كاد ينهي جملته هذه حتى بدات تتراقص في مخيلتي جملة وحيدة(لقد قتلت أمي)
وخرجت مسرعاً امشي في الطرقات ولكن لا أدري إلى اين...بدوت كالمجنون وأنا اصرخ(أنا قاتل أمي )....
وبعد ساعات من التجوال هدأت قليلاً,وبدأت بالبكاء كالطفل الصغير...
ماعاد يعنيني ما جمعت من أموال,,..فما جمعته كان لأجل امي وأمي قد ماتت....
عدت إلى بيتي وأنا أفكر بالموت بأي طريقة...لم استطع أن أسامح نفسي لهذه الجريمة البشعة.....
ــــــــــــــــــــ
::::::::::::::::
::: الجزء الأخير:::
::::::::::::::::

ثم بدأ بالبكاء.....
حاولت التخفيف عنه ولكن الكلمات خانتني....انتظرته قليلاً حتى فرغ من بكاءه ثم سألته والفضول يقتلني..:ما سر هذه الحقيبة السوداء؟؟؟
فنظر غلي نظرة مخيفة ثم قال: هنا في الداخل كتبت وصيتي....
وعندما أنهى جملته لم يخطر ببالي سوى انه يريد الانتحار...
قلت له: ما زال هناك أمل...لن يتنهي عذابك بالموت...
فابتسم ابتسامة ساخرة ثم قال: ومن قال لك بأني أفكر بالانتحار....
أربكني جوابه ..يا لغموض هذا الرجل....
فقطع شرودي صوت صفارة القطار الآتي....نهض الرجل وايتدار نحوي ثم رمى لي بالحقيبة وانطلق نحو القطار..
قلت له ما ذا تفعل..
فقال لي: خذ هذه الحقيبة إلى المكان الفلاني ...
قلت له غلى أين انت ذاهب..
فقال لي وفي عينيه بريق من أمل قادم: قد اشتقت لطعم الفقر....سأبدأ من جديد.....بعيداً عن هذا المكان المليء بالذكريات الحزينة...
ثم انطلق القطار ....
فتحت الحقيبة لأرى ما فيها...فلم أجد فيها سوى ورقة صغيرة مكتوب في نهايتها((أموالي جيعها في تصرف الجمعيات الخيرية))......

:::::::::::::::
::: النهاية :::
::::::::::::::[/align][/font]

_________________
لا تؤمر قلبك على عقلك


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: الرواية كاملة:::: لقاء في محطة القطار::::
مرسل: الاثنين سبتمبر 01, 2008 10:25 pm 
مشرفة أقسام اللغة العربية
مشرفة أقسام اللغة العربية
اشترك في: الأحد أغسطس 19, 2007 4:26 pm
مشاركات: 5187
القسم: عربي
السنة: متخرجة



غير متصل
بصراحة .. بداية القصة كانت تقليدية كتير من وقت الطفولة لوقت صار عندو مصاري وصار يتكبر .. يعني ما حسيت حالي عم أقرا شي جديد
المميز بهالمقطع قوة التشبيهات وحلاوة التعبير
بس كانت فكرتك بأنو تكون المرأة هي نفسا أمو كتير مؤثرة وهون كانت جمالية القصة
والنهاية كان واضح فيا مدى اليأس اللي وصلو الرجل .. واللي لفت نظري الانتقال بين التمسك الشديد بالحقيبة وبعدين تحول هالتمسك لثقة بالشخص الآخر اللي عم يسمعو لحتى يمنحو الحقيبة ويتصرف بأموالو للجمعيات الخيرية وتحولو كمان من التكبر للضعف والضياع ليبدا من الصفر


طموح,
قصصك واقعية ولمساتك الفنية موجودة :wink:
يسلمو
*1


أعلى .:. BACK_TO_END
  • عنوان المشاركة: الرواية كاملة:::: لقاء في محطة القطار::::
مرسل: الاثنين سبتمبر 01, 2008 11:38 pm 
آرتيني مؤسس
آرتيني مؤسس
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 14, 2007 8:18 pm
مشاركات: 4275
القسم: Français
السنة: Master FLE
مكان: Homs



غير متصل
اقتباس:
..>> أتيت إلى الحياة وفي فمي ملعقة من حنظل مر...ولدت باكياً وكأني أعرف ما ينتظرني من هذه الحياة.. ولكنها كانت مشيئة الله ولا اعتراض على قدره..
آه ..يا لسعادتي..أين ولدت...ولدت لأب يعمل ليل نهار ولا يكاد يجني سوى بضع ليرات غير كافية لإنهاء اليوم...
تصوير رائع للواقع مستخدم تعابير وصور فنية رائعة مؤلمة وجميلة بنفس الوقت
*1
اقتباس:
فطورنا خبز...غداؤنا خبز...عشاؤنا...آه ليس لنا عشاء..
تخلى عنا الجميع...كل الأصحاب والأقارب...إلا الفقر..ذاك الصديق الوفي الذي ما تخلى عنا يوماً...فيا لوفاءه وصدقه...أيا ليته يغادرنا بلا رجعة..
قد حفر الفقر في قلبي جرحاً....سقيته كرهاً واعتنيت به حتى كبر...
ـــــــــــــــــ
بهنيك على هالتصوير والسرد الرائع *1
بس عندي ملاحظة القصة كقصة نمطية كتير وبتشبه كتير روايات عالمية سواء لكتاب متل شارل ديكينز وفيكنور هوغو
بس الحلو عندك روعة العبارات والتصوير والصور البيانية والتشبيه أكتر ما يكون الروعة بجوهر القصة لأنو متل ما قلتلك ننمطية ومتأثرة كتير بالكتاب الأجانب يعني حاول تتفرد تخلق أسلوب خاص فيك بس طبعاً ما بنكر إنك بالمنتدى متفرد باسلوبك الرائع بالفعل
*ورود *ورود *ورود

_________________
حجري الكريم هو الصوّان، كل ضربة تجعله يطلق الشرر مثل القلب الحي. يدهشني انه حينما يشتم الناس انساناً يتهمونه بأن قلبه مثل الصوان. ليت قلوب الناس كالصوان تضيء كل ما يحتك بها.


أعلى .:. BACK_TO_END
منتدى مغلق  هذا الموضوع مغلق، لا تستطيع تعديله أو إضافة الردود عليه  [ 19 مشاركةً ] 

جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال إلى:  

RIGHTS_RESERVED . DESIGNBY . CONTACTUS . سياسة الخصوصية . شروط الاستخدام
Powered by phpBB© . الترجمة برعاية المنتديات العربية