بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)}البقرة الآية 183-187
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"الصيام جُنّة، فلايرفث ولايجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنّي صائم –مرتين-والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ،يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصّيام لي وأنا أجزي به ،والحسنة بعشر أمثالها "البخاري
وعن سهل رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليهوسلم قال:
" إنّ في الجنّة باباً يُقال له الريّان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لايدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصّائمون فيقومون لايدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد "البخاري
أولاً:تعريف الصيام:1-لغة: الإمساك عن الشيء والترك له،ومن هنا قيل للصمت صوم لأنّه إمساك عن الكلام قال تعالى على لسان زكريا عليه السلام :
"إنّي نذرت للرحمن صوما فلن أكلّم اليوم إنسيا"مريم26
-ويطلق أيضا على الإعتدال يُقال صام النهار إذا اعتدل وقام قائم الظهيرة ، قال امرؤ القيس:
فدع ذا وسلّ الهمّ عنك بجسرة ..........ذمول إذا صام النهاروهجّرا
وقال آخر إذا صام النهار واعتدل .
وكذلك يطلق الصوم على ترك الأكل ،يقال صام الفرس إذا قام على غير إعتلاف ،قال النابغة:
خيلٌ صيام وخيل ٌغير صائمة........تحت العجاج وأخرى تعلك اللّجما
وله في اللغة معان اخرى .
2-أمّا في الإصطلاح الشرعي:فهو الإمساك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس نهاراًمع
"الإقتران بالنيّة"..
وهو الإمساك نهارا عن إدخال شيء ،عمداً أو خطأ ،بطناً أو ماله في حكم البطن وعن شهوة الفرج، بنية من أهله…… سيأتي تفصيل التعريف لاحقا .
سأتطرق بعد ما قدمته من تعريف للصيام إلى تفسير الآيات التي اوردتهاسايقاًثانياً: التفسير : في قوله تعالى …..
"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ "ناداهم بلفظ الإيمان ليحرّك فيهم مشاعر الطاعة ويُذكي فيهم جذوة الإيمان
"
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ "أي فُرض عليكم صيام شهر رمضان.
"
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ" أي كما فرض على الأمم قبلكم "
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 183" أي لتكونوا من المتقين لله المجتنبين لمحارمه "
أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ " أي و الصيام أيامه معدوددات وهي أيام قلائل ، فلم يفرض عليكم الدهر كلّه تخفيفا ورحمة بكم "
فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَر" أي من كان به مرض أو مسافراًفأفطر فعليه قضاء عدة ما أفطر من أيام غيرها "
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ " أي وعلى الذين يستطيعون صيامه مع المشقّة لشيخوخة أو ضعف إذا أفطروا عليهم فدية بقدر طعام مسكين لكل يوم "
فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا " أي من زاد على القدر المذكور في الفدية "
فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ".
ثم قال تعالى: وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) "
أي والصوم خير لكم من الفطر والفدية إن كنتم تعلمون مافي الصوم من أجر وفضيلة ،
ثم بين تعالى وقت الصيام فقال:"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ " أي والأيام المعدودات التي فرضتها عليكم ايّها المؤمنون هي شهر رمضان الذي
ابتدأ فيه نزول القران حال كونه هداية للناس لما فيه من إرشاد وإعجاز وآياتٍ واضحاتٍ تفرّق بين الحق والباطل "
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " أي من حضر منكم الشهر فليصمه "
وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" أي ومن كان مريضا أو مسافر فافطر فعليه صيام أيام أخر،
وكرر لئلا يتوهم نسخه بعموم لفظ شهود الشهر "
يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ " أي يريد الله بهذا الترخيص التيسير عليكم لاالتعسير "
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ "أي ولتكملوا عدة شهررمضان بقضاء ما أفطرتم "
وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ " أي ولتحمدوا الله على ما أرشدكم إليه من معالم الدين "
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"َ (185)أي لتشكروا الله على فضله وإحسانه ..
ثم بين تعالى انه قريب مجيب دعوة الداعين ويقضي حوائج السائلين فقال:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ "أي أنا معهم أسمع دعائهم ،وأرى تضرّعهم وأعلم حالهم كقوله
–ونحن اقرب اليه من حبل الوريد-قــــــــــــــ16 ،"
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "أي أجيب دعوة من دعاني إذا كان عن إيمان وخشوع قلب "
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)"أي إذا كنت أنا ربكم الغني ّعنكم أجيب دعاءكم فاستجيبوا أنتم لدعوتي بالإيمان بي وطاعتي ودواموا على الإيمان لتكونوا من السّعداء الرّاشدين..
ثم شرع تعالى في بيان تتمة أحكام الصيام بعد ان ذكر آية القرب والدعاء فقال : "
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ"أي أُبيح لكم أيّها الصائمون غشيان النساء في ليالي الصوم ((الجماع))
"هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ"
قال بن عباس :هن سكن لكم وانتم سكن لهم ."
عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ"أي تخونونها بمقارفة الجماع ليلة الصيام وكان هذا محرماً في صدر السلام ثم نسخ ،
روى البخاري عن البراء رضي الله عنه قال:لمانزل صومرمضان كانوا لايقربون النساء رمضان كله ،وكان رجال يخونون انفسهم فانزل الله "
عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ "……"
فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ "أي فقبل توبتكم وعفا عنكم لمافعلتموه قبل النسخ. "فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ"أي جامهوهن في ليالي الصوم
واطلبوا بنكاحهن الولد ولاتباشروهن لقضاءالشهوة فقط "
وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ"أي كلوا واشربوا لطلوع الفجر"
ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ "أي امسكوا عن الطعام والشراب والنكاح الى غروب الشمس "
وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ" أي لاتقربوهنّ ليلاً أو نهاراً مادمتم معتكفين في المساجد "
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا "أي تلك أوامر الله وزواجره واحكامه التي شرّعها لكم فلا تخالفوها "
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)" أي يتقون المحارم .
ثالثاً:حكم الصيام وشروط فرضيته :وهو فرض أداء وقضاء على من اجتمع فيه أربعة اشياء "الاسلام والعقل والبلوغ والإقامة .......
و
يشترط لوجوب ادائه ثلاثة : النية
(في وقتها لكل يوم ) والخلو عمّا ينافيه من حيض ونفاس وعمّا يفسده ولا يشترط الخلو عن الجنابة(لقدرته على الازالة وضرورة حصولها ليلا… ).
وحكمه :سقوط الواجب عن الذمة والثواب في الاخرة .
رابعاً:شروط صحة الصوم :1-النية في وقتها لكل يوم والنية هي: القصد وهي عزم القلب على الفعل،ولايشترط النطق بها ولايسن ،ولوتلفظ بها لتذكير نفسه وتوكيد عزمه فلا بأس وكل عمل أو فكر أوحديث يدل على الصوم يكون نية ؛كالسحور ،والعزم على الإستيقاظ للسحور، أو التوسع في طعام العشاء ليكون كافيا عن السحور ونحو ذلك .
ووقت النية لصوم رمضان : من اول الليل اي مما بعد المغرب حتى الضحوة الكبرى اي قبل ظهر النهار التالي بساعة فإذا غفل عن النية وما يدل على عزم الصوم حتى إشراق الفجر وكان ضحى اليوم التالي حتى ماقبل الظهر بساعة ثم حدّث نفسه انّه لن ياكل أو لن يشرب لانّه صائم كان ذلك نية منه وكان صومه صحيحا ……. وعند الإمام مالك فقط والامام زفر من الحنفية تكفي فيه نية واحدة لجميع الشهر …….
أما إذا لم يتبادر لذهنه شيء من ذلك لامن الليل ولامن النهار حتى الظهر لم ينعقد صيامه لافرضا ولا نفلا. ويلزمه الإمساك عن الطعام والشراب ويقضي صوم هذا اليوم في غير رمضان ولا كفارة عليه……..
-وعند الشافعية لابد من تثبيت النبية من الليل فيما عدا النّفل فقط مستدلين بما رواه الدار قطني وغيره ،
أنّه صلى الله عليه وسلم قال:" من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له " وصحت النية لنفل قبل الزوال بناء لما ورد ،
أنّه صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة ذات يوم ، فقال : هل عندكم شي ؟،قالت : لا ،قال إنّي إذاً أصوم قالت ودخل علي يوما آخر ، فقال أعندكم شي قلت نعم ، قال :" إذا أفطر ". -وقال المالكية : أنه لابد من تبييت النية من الليل في سائر أنواع الصيام المفروض منها وغيرها.
2-خلو المرأة عن الحيض والنفاس : لأن الحيض والنفاس حالان يوجبان الضعف واضطراب المزاج وهما من موانع الصلاة وتلاوة القرآن.
3-عدم حصول ما يفسد الصوم……كما يلي :
خامسا :مفسدات الصوم :ركن الصوم: هو الإمتناع عن شهوة الفرج وعن إدخال شيء عمدا او خطأ الى البطن اوماله حكم البطن من طلوع لافجر حتى غياب الشمس ويشترط لصحة الصوم أن لايحصل من الصائم ما يفسد صيامه.
والمفسدات التي تبطل الصوم نوعان؛ نوع يوجب القضاء مع الكفارة ،ونوع يوجب القضاء فقط دون الكفارة.
***المفسدات التي توجب القضاء والكفارة:إذا بيّت المسلم البالغ العاقل البالغ-غير المسافر-نية الصوم في رمضان فيفسد صومه ويجب عليه القضاء مع الكفارة
بفعل احد الامرين :أ-تعمد أكل او شرب او ابتلاع شيء مما يؤكل – او اعتاد هو بالذات اكله او شربه-إذا كان فيه غذاء أو معنى الغذاء أو كان مما تنقضي به شهوة البطن.
ب-الجماع المتعمد ويحصل بمجرد التقاء الختانين وغياب الحشفة …. سواء انزل ام لم يُنزل ،ومن العوام من يتوهم انّه إذا عاشر أهله ولم ينزل لم يفسد صومه ،وهو خطأ كما علمت فبمجرد غياب الجزء المذكور في موضعه تحصل الجنابة ويفسد صوم الطرفين وتجب الكفارة على غير الساهي والناسي .
-وتسقط الكفارة عن المفطر المتعمد اذا طرا عليه بقية يومه مرض يبيح له الفطر او طرأ على المراة حيض او نفاس ولا يسقطها السفر لأنّه ليس من المعاني التي توجب تغير الطبيعة الى الفساد …
الكفارة : راجع كتاب المفصّل في الفقه الحنفي ص 273-274.
***المفسدات التي توجب القضاء دون الكفارة:
1-ابتلاع شيء لايميل الطبع إليه ولا يتغذّى به عادة كالارز والعجين النيء، وكذا الحصى والنوى والمسمار وقطعة النقود او مخطئا
2-اكل او شرب شيء مضطراً أو مكرهاص أو مخطئاّ
فالمضطر : هو المريض الذي يضطرالى الطعام او الشراب او الدواء، والصائم الذي يضعف عن متابعة الصيام فيفطر خشية الضرر .
والمكره: هو من اُكره من هو مقتدر عليه على الافطار أو رشّه احد بالماء فدخل جوفه
والمخطئ :هو الذي يبتلع شيئا عن غير قصد .كمن سبقه ماء المضمضة الى جوفه
( اما عند الشافعي رحمه الله : من كان يتوضأ فسبقه ماء المضمضة الى جوفه لم يفطر لأنّه مامور بها إلا إذا كان قد بالغ أو زاد على الثلاث أما خارج الوضوء فيفطر ولولم يبالغ)…أو المراة التي تذوق الحليب او الطعام لابنها فسبقها ذلك الى جوفها.
ففي هذه الحلات يفسد الصوم ولكن لاتجب الكفارة لعدم القصد وإنّما لم يعفّ عن الخطا في الصيام لإمكان الاحتراز منه .
3-من اكل او شرب بعد الفجر وهو يشك في طلوعه او يظن عدم طلوعه وكذا من اكل او شرب ظانا أنّ المغرب قد حان ولم يحن بعد ولو قبل لحظات يسيرة .
4-إذا فعل الصائم شيئا ظنّه مفسدا للصوم فأكل أو شرب فسد صومه بالأكل والشرب ولا كفارة عليه لأنّه أكل على ظن انه مفطر
5-طروء الحيض او النفاس على المرأة في اثناء النهار
ومن فسد صومه في رمضان عمدا او خطا لزمه الامساك بقية يومه الى الغروب تشبها بالصائمين صيانة لحرمة الشهر ،ويثاب على إمساكه كماقال الكاساني رحمه الله تعالى . ولايطلب الامساك من المريض او المسافر او الحائض والنفساء .
سادساً :امورلاتفسد الصوم 1-
الأكل او الشراب او الجماع ناسيا،سواء في رمضان ام غيره.فإذا تذكّر صيامه طرح مافي فمه وأتم صوم
لقوله عليه الصلاة والسلام طمن نسي وهو صائم فاكل اوشرب فليتم صومه فانما اطعمه الله واسقاه" متفق عليه، واذا كان للنّاسي قدرة على الصوم يذكره من يراه وإن لم يكن به قدرة بأن كان ضعيفا او صغيرا او في شدة العطش فالاولى عدم تذكيره تلطفا بحاله
2-
الإحتلام :فمن نام نهارا فاحتلم واصبح جنبا لم يضره ذلك
3-
البقاء على الجنابة : الجنابة لاتمنع من صحة الصوم فلو طلع الفجر على الصائم وهو جنب فلم يغتسل حتى غربت الشمس صح صومه لأنّ الطهارة من الجنابة ليست من شروط الصوم وإن كان آثما لتفويته الصلوات المفروضة.
4-
ابتلاع البلغم او النخامة ونحوهما ممّا ينزل من الدماغ والأولى طرحه لما فيه من الأذى وكذا ابتلاع مابين الأسنان من الطعامإذا كان دون قدر الحمصة .
5
-القيء غير المتعمد:ولوكان كثيرا لايفسد الصوم وكذا لايفسد بعودة شيء منه –دون قصد-الى جوف الصائم ولوكان العائد كبيرا .
6-
ابتلاع الدخان او الغبار او غبار الطحين عند النخل او بخار الطعام اذا لم يكن يتعمد ذلك لأنّه ممايعسر الاحتراز منه ولاسيما عند الطهي او التسخين للسيدات ،واذا تعمد الصائم رفع رأسه عند منبع الدخان او بخار الطعام يستنشقه فسد صومه.
7-دخول الماء الى الأذن عند السباحة او الاغتسال او للرياضة او التبرد.
8-دخول ذباب او بعوض ونحوه الى الحلق
9-القطرة فبي العين وكذلك الاكتحال وان سرى الدواء او الكحل الى الحلق.
10-الحقنة الطبية –الابرة-في العضل او تحت الجلد اذا كانت مادة الدواء للعلاج وليست للتقوية والتغذية أمّا الحقنة في الوريد ( الإبرة ف بالعرق وليس السيروم)فقد اختلف فيها العلماء والاكثر على أنّها لاتفطر والأولى تاخيرها لما بعد الغروب مالم يكن هناك ضرورة .
11-الإغماء والصرع ، فلو اغمي على الصائم لسبب ما او كان مريضا فحلّت به ساعة الصرع بقي على صومه وإن استمر اغماؤه لما بعد الغروب
12-نية الإفطار ثم الامساك فلو عرض للصائم ما جعله يقرر الافطار ولم يفطر بقي على صومه لعدم التنفيذ لأن مجرد النية لاعبرة له في أحكام الشرع حتى يتصل به العمل.
13- الفحص الطبي النسائي لايفسد الصوم وإن استخدمت فيه الآلآت أماحقن الأدوية في الرحم أو في الفرج الداخل فيفسد .
سابعا: مكروهات الصوم :يكره للصائم الامور التالية:
1-ذوق شي لاتدعوا الضرورة لذوقه كذوق المرأة الطعام في أثناء الطهي إذا كان زوجها يتساهل في طعمه او درجة ملوحته اما اذا كان زوجها سيء الخلق ويضيق بذلك فلا كراهية عليها على ان تذوقه بطرف لسانها وتطرحه خارجا ً وكذلك لايثكره ذوق الحليب للصغير لمعرفة حلاوته او حموضته او حرارته كمالايكره ذوق شيء يريد شراءه اذا خفيت عليه درجة صلاحه
2-مضغ شيء لاينحلّ في الفم كعلك حصاة او قطعة نقود او علك متماسك لايتفتت بالريق لأنّ ذلك يضع صاحبه موضع الريب فيبدوا كالمفطر المجاهر .....علما بانه مضغ العلك مكروه للرجال سواء في رمضان او غيره
3-جمع الريق في الفم وابتلاعه أمام النّاس كجمع الريق وابتلاعه لإذهاب جفاف الحلق فلابأس به ولكن يكره فعله بحضرة الناس
4-فعل شيء يضعف الصائم عن اتمام صومه كالرياضة الثقيلة والعمل الشاق الذي يمكن تاجيله والفصد والحجامة ونحو ذلك
5-القبلة والمداعبة للشباب الذي لايامن على نفسه من الإنزال او إفساد مزاجه بشدة الميل .
ثامناً : مالا يكره للصائم :1-السباحة والاغتسال والتبرّد ولا عبرة لما يدخل مسام الجلد من الماء لانّه لايدخل حقيقة
وقدر روى أبو داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه صب على راسه الماء وهو صائم من العطش ,و الحر. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يبلّ الثوب ويلفه عليه وهو صائم ولأن هذه الاشاء بها عون على العبادة ودفع الضجر الطبيعي
وكرهها ابو حنيفة لما فيها من إظهار للضجر في العبادة.
2-المضمة والإستنشاق ولو خارج الوضوء ولو للتبرد والنظافة والنشاط ولايضره ابتلاع بلل المضمضة الباقي في فمه كما لا يضره الإحساس بطعم الماء او برودته فلايلزمه البصق بعده ليذهب أثره .
3-
الاستياك لايكره للصائم ان يستاك ولو عشياً وذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه الى أنّه يكره له الاستياك بعد الزوال مستدلاً بأنّ الإستياك يزيل ريح فمه وفي الحديث
((لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري وفي رواية مسلم
(يوم القيامة) ،وخلوف فم الصائم بضم الخاء رائحته ،واختار النووي من الشافعية عدم الكراهة مطلق لايكره فهو موافق لمذهبنا.
4-ولايكره الاستياك بفرشاة الأسنان رطبة او يابسة يستوي في ذلك أول النهار وآخره كما في السواك عند الحنفية :arrow
5-التطيّب او التكحل على أنّ العطر الثقيل قد يكون مزعجا للصائم وغيره فيقلل منه ويكره ذلك عند الشافعي رحمه الله تعالى
6-مضغ الأم الطعام لإبنها الصغير وكذا ذوق الحليب على ان تحترس فلايسبقها بشي الى جوفها .
7-ولا تكره القبلة والمداعبة الخفيفة لمن كان ضابطا نفسه ففي الحديث
عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبّل بعض ازواجه وهو صائم "رواه مسلم
تاسعاً: سنن الصوم وآدابه :