يقول وايت وود سمول : " كل المقارنات ضارة إلا مقارنة الإنسان نفسه بنفسه كيف كان بالأمس و كيف هو اليوم و كيف سيكون في المستقبل " .

كما رأينا فإن المقارنة التي تقوم على أساس ربط الماضي بالحاضر بهدف معرفة التطوّر أو مقدار التقدم الذي أحرزه الشخص على مختلف الأصعدة تشكل خطوة إيجابية في مسيرة التطوير الشخصي .
ما أود الحديث عنه في هذا الموضوع هو " المقارنة " بحد ذاتها ...
قد يكون للمقارنة فوائدها إضافة إلى الكثير من السلبيات التي يكون الشخص نفسه الصانع الأكبر لها .
رجل يقارن زوجته الحالية بزوجته السابقة ...
شخص ما يقارن صديق له بصديق آخر ...
الأم و الأب و المقارنة التي تتولد من جراء التفاوت الفكري و الأخلاقي و السلوكي للأبناء ...و غيرها الكثير .
و الأسئلة التي تطرح نفسها في هذا الصدد تتمثل بالتالي :

-هل أنتم مع حضور " المقارنة " في جميع المواقف و المجالات ؟
-برأيكم , ما هي الإيجابيات و السلبيات التي قد تتولد من جرّاء استخدامنا للمقارنة ؟
-على الصعيد الشخصي , و بمقارنة ما حققت و تحقق من أهداف .. هل أنت راضٍ عما أنجزته حتى الآن ؟

سيرين,

فعلا الحديث عن المقارنة نادر و لم أتوقع أنها فعلا ذات تأثير لاشعورياً

بالنسبة لأسئلتك : لن أقول "لا" , سأقول نعم ولكن ضمن حدود ترسمها حالة المقارنة .
فمثلا , لا يمكن أن أقارن من أحب أكثر , أمي أم أبي ! . ولكن يمكنني أن أقارن بينهما من ناحية مدى التفهم و التواصل و مدى التعاون أو الإلزام و غير ذلك
يعتمد وجود الايجابيات أو السلبيات على حالة المقارنة , سأكتفي بطرح الايجابيات و السلبيات في حالة مقارنة نفسي الآن مع في ما مضى , كما أشرت في تمهيدك للموضوع . فهي الأهم برأيي .
الإيجابيات :
- تلافي الأخطاء في المستقبل و محاولة تصحيحها .
- تحسين الإيجابيات و محاولة الزيادة منها .
- تحديد مدى فعالية بعض الحلول التي أضعها لأيّ من الأمور .
- التخطيط بشكل أفضل للمستقبل .

السلبيات :
- التشاؤم أحياناً .
- الشعور بالنقص و عدم الرضى .
- الندم .
- فقدان الثقة بالنفس أحياناً .

قد أكون مخطئاً لوضع " الندم " ضمن السلبيات بدلاً من الإيجابيات
لا ... أحتاج المزيد حتى أرضى , و قد لا أرضى حتى بعد عمر طويل إن شاء ربي .

أود أن أضيف أن المقارنة لها مصطلحات و أقنعة كثيرة , حتى أنا نفسي لم أكن مدركاً لها . فسنرى أن " المنافسة " هي مقارنة , و " الاجتهاد " هو مقارنة , و " المراتب " هي مقارنة .. و قس على ذلك .

شكراً لك على مواضيعك المفيدة دائماً .

سيرين,
أشكرك على طرح هذا الموضوع المهم عزيزتي
-هل أنتم مع حضور " المقارنة " في جميع المواقف و المجالات ؟
طبعاً لا .. لكل حالة ظروف محيطة و أسباب خاصة بها و غالباً المقارنة لا تصح

-برأيكم , ما هي الإيجابيات و السلبيات التي قد تتولد من جرّاء استخدامنا للمقارنة ؟
مثال عن السلبيات .. نرى الكثير من الآباء ممن يقارن بين أطفالهم و أطفال آخرين يعرفونهم .. و يشرعون بالمقارنة السلبية و لوم الطفل: لم لا تكون مثل قرينك؟ لم استطاع تحقيق كذا و أنت لا ؟ و أسئلة كثيرة لا تنتهي تؤثر في نفسية الطفل سلباً .. فبدل المقارنة يجب على الآباء استيعاب الظروف و الاهتمام الذي يناله ذلك الطفل الذي تفوّق على طفلهم بأي مجال كان .. فلكل طفل مستوى تفكير و ذكاء خاص به .. و اهتمام الأهل بالطفل و مراعاته يترك أكبر أثر في تقدم الطفل أو تراجعه .. فعليهم البحث بالأسباب و إيجاد الحل الناجع لا الانهيال عليهم بالأسئلة و المقارنة

مثال آخر عن السلبيات .. اعتماد تجارب نجاح قصص أو فشلها قاعدة ثابتة تصح للمقارنة مع أي حالة كانت دون مراعاة الظروف لكل حالة .. مثل قصص الزواج الناجحة أو الفاشلة التي نسمعها و نأخذها قاعدة لنا و هذا خطأ كبير

مثال عن الإيجابيات .. الاستفادة من تجارب الآخرين بظروف مشابهة لأي حالة كانت فيمكن تطوير الفكرة أو تلافي الأخطاء التي وقعت .. و المقارنة بين حالة نجاح و بين ما نود تحقيقه فتصبح نوعا من التحفيز و التشجيع لتحقيق ما نصبوا إليه بغض النظر عن الظروف فلكل ظروفه و حالته الخاصة

-على الصعيد الشخصي , و بمقارنة ما حققت و تحقق من أهداف .. هل أنت راضٍ عما أنجزته حتى الآن ؟
إلى الآن و لحدٍّ ما أستطيع القول نعم .. الحمد لله إنها البداية فقط! و كما افتتحت الموضوع
" كل المقارنات ضارة إلا مقارنة الإنسان نفسه بنفسه كيف كان بالأمس و كيف هو اليوم و كيف سيكون في المستقبل " .
أوافق على هذا القول من منظور كيف كنا و كيف أصبحنا فنحن بلا شك في تقدم على صعيد الخبرة في الحياة و الانجازات التي نحققها عاماً بعد عام .. و لكن أحياناً يكون للمقارنة تأثير سلبي أو إن صح التعبير قد نشعر بالحنين لما كنا عليه من بساطة و براءة فكانت طموحاتنا بسيطة و مسؤولياتنا لا تكاد تذكر .. أما الآن نكبر و تكبر مسؤولياتنا و طموحاتنا و تصبح الحياة صعبة لكنها في النهاية جميلة

فارس,

حب الأبناء للآباء و الأمهات , برأيي , لايدخل في إطار " المقارنة " ... و مهما كانت ردة فعلهم و قراراتهم بحق الأبناء فإن هذا لا يُغير من مقدار حب الأبناء لآبائهم و أمهاتهم . قد يتألم الأبناء و يشعرون بشيء من التعاسة ,إن صح التعبير , لكن محبتهم لآبائهم و أمهاتهم بالتأكيد لن تتغير ... و كما قلت فارسالمقارنة بين الأباء و الأمهات تتمثل بمدى تفهم كل منهم و قدرته على استيعاب الأبناء فيما يصدر عنهم من أقوال و أفعال و القدرة على توجيههم للأفضل فيما يخص حياتهم . أعتقد ذلك فارس
و السبب أن الندم في كثير من الأحيان قد يكون له الدور الأكبر في صنع الجانب الإيجابي فيما يخص التطوير الشخصي ..و هذا يعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة الشخص , إذا كان ممن لا يستسلموا لما مضى من أمور سببت هذا الندم , و في مثل هذه الحالة يكون الندم الحافز لصنع أو تحقيق خطوات إيجابية في حياة الإنسان . عدم الرضى عن النفس عندما يتعلق الأمر بالتطوير الشخصي قد يكون وجوده ضرورياً لأنه سيدفع الشخص للعمل و تحقيق الإنجازات التي ستضاف لسجله و التي قد يمتد نفعها ليشما أشخاص آخرين .
و بجميع الأحوال ... وفقك الله لكل ما يرضيه و ما من شأنه أن يجعلك راضياً و بالحد الأقصى عن نفسك عندما أدخل في منافسة مع شخص ما , سيكون التركيز على المجالات التي يتفوق فيها منافسي و أفتقرها في حياتي و بالتالي سيكون هذا السبب في جعلي أعمل على اكتساب ما هو غائب عني و حاضر عند منافسي و العمل على التفوق عليه . و هذا ينطبق تماماً على " الاجتهاد " و " المراتب " أيضاً ..
إستخدامك لكلمة " أقنعة " جاء في المكان الصحيح الشكر الأكبر لمتابعتك و مشاركتك في هذا الموضوع و غيره من المواضيع و سُعدت بالرد على مشاركتك

عبير,
أهلاً بكِ عبير و سعيدة جداً بحضورك في " وجهة نظر " الذي يحصل هو التالي ... من وجهة نظر هؤلاء الآباء , المقارنة التي يقومون بها تصب في جعل أبنائهم يشعرون بالغيرة من أقرانهم و هذا بدوره سيدفعهم للإجتهاد و التفوق عليهم .. قد يحصل هذا عند بعض الأطفال و تكون هذه الطريقة ناجحة , و لكن ينبغي ألا ننسى : كما أشرنا ... تبقى المقارنة محصورة ضمن قالب " الحدود " و " طبيعة الظروف " المتعلقة بحالة الأشخاص كما قلت عبير ... و في النهاية نحن من نجعل الحياة جميلة و ليس العكس

أشكر لك هذه المشاركة عزيزتي و سررت كثيراً بمرورك و أسأل الله أن يمدك بكل ما من شأنه أن يساعدك في تحقيق ما تطمحين إليه

مرحبا عزيزتي سيرين
وشكرا بداية على فتح باب المناقشة بهذا الموضوع الجميل والذي لاتخلو أي أسرة أيا كانت طبقتها الأجتماعية من المقارنة الاتحادية والثانوية بآن واحد,ما أحب أن أشير أليه في بداية حديثي عنا المقارنة هو صنفين من المقارنة وهي المقارنة المشروعه الاجابية والمقارنة الا شرعية السلبية ربما تضيقون ذرعا بهذه المصطلحات ولكن في الحقيقة لها معان سامية تتحد في جوهرها وتتسامى في منطقها وتتنافي في معانيها
نبدا الآن بالاجابه على اسألتك سيرين
أولا انا مع حضور المقارنة دائما من الجهة الاجابية المشروعه وهي التفوق الذاتي بالغير فهذا يدفع الشخص للإتجاه للأمام ويبعد عنه فكره الهبوط وتزداد عنده فكرة الصعود ليتخطى مابه من آلام واحزان فعلى سبيل المثال لا الحصر لو قورن شخص فاشل مع شخص فاشل فلن نأتي بنتيجه أبدا والعكس صحيح تماما بهذه النقطة بحد ذاتها ,إذا فالمقارنة من ايجابياتها بروز الشخص لينمو الى تحقيق احلامه دعونا نقول هكذا فلو كان فقيرا على سبيل المثال وقارن نفسه بشخص غني فهذا يزيد من تعاسته وحسرته,ونبي الاسلام محمد عليه وآله وصحابته أتم الصلاة والتسليم تتطرق لهذا الجانب بشكل غير مباشر فيما قاله في حديث قدسي على ما أضن او فيما معناه " لا تنظر الى الاعلى في الدنيا ولكن انظر إلى من هم نفس طبقتك-
أذا من السلبيات الغير مباشره للمقارنة أيظا هو الحسره والندم والتعاقس والتي لا تدفع الى الامام وعلى العكس تماما فهي أحيا نا تكون دافعا للنجاح اذ تولد في النفس الاستمرار وقد أشرت ذالك في بداية حديثي

وبخصوصي فانا أعمل مقارنة دائما في مجال دراستي وهذا يدفعني الى النجاح فورا ولكن أرتكب احيانا خطا فادح بمقارنة نفسي ماديا بشخص اخر وفورا اشعر بهبوط العزيمة ,والآباء احيانا بمقارنة ابنائهم دعونا نقول درسيا بآخرين من أبناء عمومتهم وأخوتهم يكون خطا فادح لان يحملون الطفل أو الابن ما لا طاقه له به..وهنا تكمن المشكله

اطلت الحديث لكن الموضوع دفعني للسرد
أشكرك سيرين

أهلاً بك فادي هذا هو الفشل بعينه... لأنني عندما أفكر بالمقارنة ينبغي أن أفكر أولاً بمن أقارن نفسي لا أن أقتصر على مقارنة من هم في مستوى فشلي على سبيل المثال .لأنني هنا سأكون كمن يبرر فشله و أنني لست الوحيد وثمة من هم في مثل حالتي . الغنى هو غنى النفس ... و باعتقادي أن أعيش حياة كريمة بعيدة عن سؤال الآخرين هذا بحد ذاته غنى .. و مع ذلك فطموح الإنسان و رغبته بالوصول إلى الأفضل قد تدفعه لتحقيق المزيد و هذا ليس بالشيء الخطأ بل على العكس . إن كانت المقارنة تدفعك لتحصيل أفضل النتائج فهذا هو المطلوب و هنا تبرز أهمية المقارنة و دورها في السغي نحو الأفضل .
و بخصوص ما ذكرت من تحريض الآباء لأبنائهم و ذلك بمقارنتهم بأقربائهم فهو كما قلت مشكلة للسبب الذي ذكرته و هو تحميل الأبناء ما لا طاقة لهم به ... الشكر لك فادي على مشاركتك في هذا الموضوع و سررت بمشاركتك