آرتين لتعليم اللغات
https://forum.art-en.com/

فراقية ابن زريق
https://forum.art-en.com/viewtopic.php?t=7992
صفحة 1 من 1

الكاتب:  الملاك [ الأحد مارس 16, 2008 6:19 pm ]
عنوان المشاركة:  فراقية ابن زريق

الحقيقة لطالما عشقت قصيدة ...لا تعذليه...لإبن زريق البغدادي
وحبي الشديد لكتاب مصارع العشاق خلاني انقللكن بعض القصص الرائعة عن مصارع بعض العشاق
ورع ابدا بالساعات الأخيرة من حياة ابن زريق......وكانت آخر قصائدو لا تعذليه لزوجتو ببغداد اللي كان يحبا كتير



فراقية ابن زريق
أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن الجاز القرشي الأديب بالكوفة، وأنا متوجه
إلى مكة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة بقراءتي عليه، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن
حاتم بن بكير البزاز التكريتي بتكريت قال:
حدثني بعض أصدقائي أن رجلاً من أهل بغداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي وتقرب
إليه بنسبه، فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره، فأعطاه شيئاً نزراً، فقال البغدادي: إنا
لله وإنا إليه راجعون! سلكت البراري والبحار والمهامه والقفار إلى هذا الرجل فأعطاني
هذا العطاء النزر؟ فانكسرت إليه نفسه واعتل فمات.
وشغل عنه الأندلسي أياماً، ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه ، فانتهوا إلى الخان الذي كان فيه
وسألوا الخانية عنه، فقالت: إنه كان في هذا البيت، ومذ أمس لم أره، فصعدوا فدفعوا
الباب، فإذا بالرجل ميتاً، وعند رأسه رقعة فيها مكتوب:
لا تَعْذُليهِ، فإنّ العَذلَ يولِعُهُ قد قلتِ حقّاً، ولكن ليس يسمعُهُ.
جاوَزْتِ في نُصْحِهِ حدّاً أضرّ بِهِ من حيثُ قَدّرْتِ أن النصْحَ ينفعه.
قد كان مضطلِعاً بالحَطْبِ يحمِلُه، فضُلّعَتْ بخطوب البَينِ أضلُعه.
ما آبَ مِن سفرٍ إلا وأزْعَجَهُ عزْمٌ إلى سَفَرٍ بالرُّغْمِ يُزْمِعُه.
كَأنّما هُوَ في حلّ وَمُرْتَحَلٍ مُوَكَّلٌ بِقَضَاءِ اللهِ يَذرعه.
أستَوْدعُ الله، في بغداد، لي قمراً بالكَرْخِ من فَلَكِ الأزْرَارِ مَطلعُه.
وكم تَشَفّعَ بي أن لا أُفَارِقَهُ، وللضّرُوراتِ حالٌ لا تُشَفِّعُه.
وكم تَشبّثَ بي يوْمَ الرّحيل ضُحى، وأدمُعي مُسْتَهِلاّتٌ وأدمُعُه.
أُعْطيتُ ملكاً فلمْ أُحسِن سياستَه، وكلُّ مَن لا يسُوسُ المُلكَ يخلعُه.
ومَن غدا لابساً ثوْبَ النّعيمِ بِلا شكرٍ عليه، فعنهُ اللهُ ينْزِعُه.
قال لنا أبو الحسين محمد بن علي بن الجاز وزادني أبو علي الحسن بن علي المتصوف:
والحِرْصُ في المرْء، والأرْزَاق قد قسمتْ، بَغيٌ، ألا إنّ بغيَ المرء يصرَعُه.
لو أنني لم تقع عيني على بلد في سفرتي هذه إلا وأقطعه.
اعتضتُ من وجه خِلّي، بعد فِرْقَتِهِ، كأساً تَجَرّعَ مِنها ما أُجَرَّعُه.
فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى اخضلت لحيته، وقال: وددت أن
هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي. وكان في رقعة الرجل: منزلي ببغداد في الموضع
المعروف بكذا، والقوم يعرفون بكذا، فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وسفتجة، وحصلت في
يد القوم وعرفهم موت الرجل.



من كتاب (مصارع العشاق) للسراج القاري

الكاتب:  الملاك [ الثلاثاء مارس 18, 2008 1:07 am ]
عنوان المشاركة:  فراقية ابن زريق

حي على البهم
أخبرنا أبو بكر الأردستاني بقراءتي عليه بمكة في المسجد الحرام قال: أخبرنا أبو عبد
الرحمن السلمي قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سعيد قال: حدثنا
عباس الترقفي قال: حدثنا عبد الله بن عمرو قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا أبو
غياث البصري عن إبراهيم بن محمد الشافعي قال:
بينا ابن أبي ملكية يؤذن إذ سمع الأخضر الجدي يتعنى في دار العاص بن وائل ويقول:
صغيرَينِ نرْعى البَهمَ، يا ليتَ أنّنَا إلى الآنِ لم نَكبَرْ، ولم تَكبَرِ البَهمُ.
قال: فأسرع في الأذان، فأراد أن يقول: حي على الصلاة، فقال: حي على البهم، حتى
سمعه أهل مكة، فجاء يعتذر إليهم.


(نفس المصدر)

الكاتب:  Adnan [ الثلاثاء مارس 18, 2008 6:03 pm ]
عنوان المشاركة:  فراقية ابن زريق

اقتباس:
أستَوْدعُ الله، في بغداد، لي قمراً بالكَرْخِ من فَلَكِ الأزْرَارِ مَطلعُه.
وكم تَشَفّعَ بي أن لا أُفَارِقَهُ، وللضّرُوراتِ حالٌ لا تُشَفِّعُه.
وكم تَشبّثَ بي يوْمَ الرّحيل ضُحى، وأدمُعي مُسْتَهِلاّتٌ وأدمُعُه.
أُعْطيتُ ملكاً فلمْ أُحسِن سياستَه، وكلُّ مَن لا يسُوسُ المُلكَ يخلعُه.
ومَن غدا لابساً ثوْبَ النّعيمِ بِلا شكرٍ عليه، فعنهُ اللهُ ينْزِعُه.
بصراحة من أروع ما قريت من الشعر
ملاك شكرا كتير *1
سامحيني ذا نسيت أل التعريف بس انتي ما بحاجة إلها *1

الكاتب:  الملاك [ الثلاثاء مارس 18, 2008 6:27 pm ]
عنوان المشاركة:  فراقية ابن زريق

ليلى العامرية ومجنونها
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن
العباس ابن حيويه الخزاز قراءة عليه قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني
قاسم بن الحسن عن العمري قال: قال الهيثم بن عدي: حدثنا عثمان بن عمارة عن
أشياخهم من بني مرة قال:
رحل رجل منا إلى ناحية الشام مما يلي تيماء والشراة في طلب بغية له، فإذا هو بخيمة قد
رفعت له، وقد أصابه مطر، فعدل إليها، فتنحنح، فإذا امرأة قد كلمته، فقالت له: انزل،
فنزل وراحت إبلهم وغنمهم فإذا أمر عظيم وإذا رعاء كثير، فقالت لبعض العبيد سلوا
هذا الرجل من أين أقبل؟ فقلت: من ناحية اليمامة ونجد. فقالت: أي بلاد نجد وطئت؟
قلت: كلها. قالت: بمن نزلت هنا؟ قلت: ببني عامرٍ، فتنفست الصعداء، وقالت: بأي بني
عامر؟ فقلت: ببني الحريش. فاستعبرت، ثم قالت: هل سمعت بذكر فتى يقال له قيس
ويلقب بالمجنون؟ فقلت، إي والله، ونزلت بأبيه، وأتيته حتى نظرت إليه، يهيم في تلك
الفيافي، ويكون مع الوحش لا يعقل ولا يفهم إلا أن تذكر له ليلى فيبكي، وينشد أشعاراً
يقولها فيها.
قال: فرفعت الستر بيني وبينها، فإذا شقة قمرٍ لم تر عيني مثلها، فبكت وانتحبت حتى
ظننت، والله، أن قبلها قد انصدع، فقلت لها: أيتها المرأة! اتقي الله، فوالله ما قلت بأساً،
فمكثت طويلاً على تلك الحال من البكى والنحيب ثم قالت:
ألا لَيْتَ شِعرِي، وَالخُطوبُ كثيرَةٌ، متى رَحلُ قيسٍ مُستَقِلٌّ فرَاجِعُ.
بنفسي مَن لا يَستَقِلّ برَحلِه ومَن هو، إن لم يحفظ اللهُ، ضائعُ.
ثم بكت حتى غشي عليها، فلما أفاقت قلت: من أنت، بالله؟ قالت: أنا ليلى المشؤومة
عليه، غير المساعدة له. فما رأيت مثل حزنها ووجدها، فمضيت وتركتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السراج القاري
(نفس المصدر)

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00
Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Group
http://www.phpbb.com/