علمتني الحياة...



علمتني الحياة ما علمته لكثيرين غيري فما أظن أنني تلقيت من الدنيا "درساً خصوصياً" وإنما المسألة هي أن بعض الناس يلتفت إلى ما تعلمه إياه الدنيا وبعض الناس يعيشون مغيبين أو كالمغيبين ولا يستفيدون من دروس الحياة...علمتني الحياة كثيراً وما زلت برغم تقدم العمر تعلمني أموراً جديدة.

علمتني الحياة أن الطبيعة البشرية ليست شراً محضاً ولا خيراً محضاً وإنما هي خليط بين الأمرين حقاً قد تزداد نسبة هذا هنا وتزداد نسبة هذا هناك ولكن يبقى الإنسان وهو يحمل في جنباته العنصرين معاً حتى مع اختلاف النسب التي تبدو أحياناً واسعة, فهناك نفوس بشرية تسمو حتى لكأنها لا تحمل شراً قط وهناك نفوس أخرى تتدنى حتى كأنها لا خير فيها.‏

وكلا الأمرين غير صحيح..وقد ترى إنساناً تحسبه شريراً ممعناً في الشر ثم إذا بقدر من التفهم والمعاملة الحانية تجعل ذلك الشرير وكأنه أصبح إنساناً آخر والعكس أيضاً صحيح.‏

وعلمتني الحياة ألا أنتظر كثيراً من أحد ولا حتى من أقرب الناس...فإنك عندما تنتظر ولا يتحقق ما تنتظره تصاب بصدمة على حين أنك عندما لا تنتظر شيئاً ويحدث غير ما توقعته فإن أثر ذلك يكون طيباً...إن الوفاء في الدنيا قليل...حقاً هو موجود ولكنه نادر ذلك الوفاء التزام وعطاء وهما أمران أصعب على النفس البشرية من الانفلات الذي لا يعرف عطاءً ولا التزاما.‏

وعلمتني الحياة أن التوازن هو خير كبير هو ما عبر عنه الأقدمون بالوسط الفاضل, ومع ذلك فالإنسان مهما كان متوازناً فهو معرض في حالات كثيرة إلى ما يقال له النزوات أو الانفعالات وهو نوع من فقد التوازن...والعاقل هو من يحاول أن يستعيد توازنه وألا يترك حبل النزوات أو الانفعالات يذهب به بعيداً.‏

وعلمتني الحياة أن الندم على ما فات غير مجد وإن كان لا يخلو من درس وعبر إن ما فات ...فات ولن يغير فيه الندم‏

ولن يغير فيه الندم ولكن الندم إذا كان مصحوباً بنوع من الدرس والتحليل والوعي قد يفيد الإنسان ويجنبه في المستقبل أن يعيد فعل ما ندم عليه.‏

وعلمتني الحياة أن الآمال الكبيرة والأحلام العريضة تبدو كذلك وهي لم تتحقق فإذا تحققت أو تحقق بعضها عادت إلى حجمها الطبيعي بغير ابهار وما أصدق العبارة التي تقول (سعيت ثم سعيت وأخيراً لم أجد تحت القبة شيخاً)‏

وعلمتني الحياة أن تكون كما أنت ولا تحاول أن تظهر بغير حقيقتك فإن ذلك سرعان ما ينكشف وكم من الناس لايكفون عن ترديد عبارة أنهم صرحاء أو أنهم موضوعيون وهم في الحقيقة لاصلة لهم بالصراحة ولا بالموضوعية وأنهم بعد خطوة أو خطوتين سينكشفون للناس.‏

وعلمتني الحياة أن السعادة الحقيقية قد تكون في سماع كلمة صغيرة صادقة أكثر منها في كثير من مظاهر الحياة وصخبها.‏

وعلمتني الحياة أن التمسك بالقيم واحترام النفس والبعد عن المغانم الرخيصة تعلي من قدرك عن نفسك وعن الآخرين حتى وإن لم يصرحوا بذلك‏

وعلمتني الحياة ان الكلمة الصادقة والمخلصة تجد طريقها الى القلوب بيسر وسهولة وان اللغة ليست مجرد وسيلة للتعبير والتخاطب وانما هي وعاء الثقافة والحضارة وادارة الاتصال النفسي والعاطفي والانساني وهي اكثر بكثير من أن تكون مجرد أداة تخاطب وتعبير‏

وعلمتني الحياة ان المسافة كثيراً ما تكون بعيدة بين القول والعمل والمتنبي هو الذي قال : أنام ملء جفوني عن شواردها ويختلف الخلق جراها ويختصم‏

والمتنبي الذي يقول ذلك لم يعرف في الواقع طعم النوم الهانئ وانما عاش حياة كلها توتر وصراع ورغبة في السلطان وانتهى به الأمر الى دفع حياته ثمناً لهذا الوهم الذي كان يسعى وراءه ... وكذلك كان الثمن هو التعاسة والتغرب ثم القتل في البيداء .‏

وعلمتني الحياة انني استيقظ احياناً فأحس كأني لم أتعلم شيئاً قط وأن عليّ ان أبدأ التعلم من جديد ..!‏

(وعلمتني الحياة ألا أنتظر كثيراً من أحد ولا حتى من أقرب الناس...فإنك عندما تنتظر ولا يتحقق ما تنتظره تصاب بصدمة على حين أنك عندما لا تنتظر شيئاً ويحدث غير ما توقعته فإن أثر ذلك يكون طيباً...إن الوفاء في الدنيا قليل...حقاً هو موجود ولكنه نادر ذلك الوفاء التزام وعطاء وهما أمران أصعب على النفس البشرية من الانفلات الذي لا يعرف عطاءً ولا التزاما)
أنا هي ماشية عليا بحياتي.
م.فراس, .. لك كل الشكر على هذه الأقوال

شكرا م.فراس

علمتني الحياة إنو إشكر هيك موضوع كتيييير وصاحبو كمان

عاشقة العربية, ليديا, مها82, ملاك, كل الشكر لمروركم وتعليقاتكم