بيت السعادة ...
تعب قلبي في داخلي فودّعني وذهب الى بيت السعادة .. ولمّا بلغَ ذلك الحرمَ الذي قدّستهُ النفسُ ,وقفَ حائرا" ... لأنه لم يرَ قوة", ولا مال" , ولا سلطة" .. لم يرَ غير فتى الجمال ورفيقته ابنة المحبة وطفلتهما الحكمة ..
وخاطبَ قلبي ابنةِ المحبة قائلا" : أين القناعة أيتّها المحبة فقد سمعت أنها تشاطركم سكنى هذا المكان ..؟
قالت : " ذهبت القناعة تكرز في المدينة حيث المطامع .. فنحن لا نحتاج إليها , السعادة لا تبتغي قناعة ,إنما السعادة شوقٌ يعانقهُ الوصالُ , والقناعة سلوٌّ يساوره النسيان ... النفس الخالدة لا تقنع لأنها تروم الكمال , والكمال هو اللانهاية "
وخاطبَ قلبي فتى الجمال قائلا" : أرني سرّ المرأة أيها الجمال , وأنرني لأنك معرفة ...
فقال : " هي أنتَ أيها القلبُ البشريُّ , وكيفما كنتَ كانت .. هي أنا وأينما حللت... هي كالدّين إذا لم يحرّفهُ الجاهلون ... وكالبدر إذا لم تحجبهُ الغيوم ... وكالنسيم إذا لم تتعلق بأذياله أنفاسُ الفساد .."
واقترب قلبي من الحكمة ابنة المحبة والجمال وقال :" أعطني حكمة" أحملها الى البشر "
فأجابت : " قل هي السعادة .. تبتدىءُ في قدس أقداس النفس ولا تأتي من الخارج "
هذه الكلمات للرائع ... حبران خليل جبران .. من كتابه دمعة وابتسامة ...
أتمنى أن تنال إعجابكم .. و أن تحققوا السعادة التي تتمنوها ...
_________________
ماأصعب أن يمو ت شئ بداخلنا ونحن ما نزال أحياء
دمعة المها