آرتين لتعليم اللغات
https://forum.art-en.com/

وقفة عند مشكلات تقليدية مختلفة
https://forum.art-en.com/viewtopic.php?t=5138
صفحة 1 من 1

الكاتب:  عصام [ الجمعة أكتوبر 26, 2007 7:28 pm ]
عنوان المشاركة:  وقفة عند مشكلات تقليدية مختلفة

وقفة عند مشكلات تقليدية مختلفة


وأقول عنها‏:‏ تقليدية‏،‏ لأن الإجابات المنطقية المتكررة عنها‏،‏ لم يقطع دابر الحديث عنها‏،‏ إذ لم يعد الخوض فيها من أجل الوصول إلى معرفة حقيقة غائبة‏،‏ وإنما من أجل التظرف بين الناس والظهور بالمظهر الثقافي والسمة التقدمية‏.‏‏.‏ وإذا كانت هذه المسائل تسدل عليها كسوة الإشكال لتبرير الحديث فيها والتنطع بلغة الغيرة على الحقوق من خلالها‏،‏ فلابد أن نلاحقها بما يكشف عنها هذه الكسوة الملقاة عليها‏،‏ وبما يفضح الأهداف الكامنة وراء هذا التنطع وتحت مظاهر الغيرة المصطنعة‏،‏ إذن فلنقف عند كل من هذه ‏(‏‏(‏المشكلات‏)‏‏)‏ وقفة بيان قصيرة‏.‏

أولاً ‏-‏ القوامة‏:‏

وأساسها قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏الرِّجالُ قَوّامُونَ عَلَى النِّساءِ‏}‏ ‏[النساء‏:‏4‏/‏34‏] ونقول باختصار‏:‏ إن القوامة التي أخبر الله عنها هي قوامة إدارة ورعاية‏،‏ لا قوامة تسلك وتحكّم بل إن كلمة ‏(‏‏(‏قوامة‏)‏‏)‏ لاتصلح في مدلولها اللغوي لهذا الوهم الثاني فقط‏.‏

إن الله عز وجل نفى أن يكون للرجل ولاية على المرأة‏،‏ ولم يجعل لرجولته سلطاناً يبرر ذلك‏.‏

وأثبت الله عز وجل في مكانها ما لم يعرفه أي قانون وضعي إلى اليوم‏،‏ وهو ما نعبر عنه في الشريعة الإسلامية بالولاية المتبادلة‏،‏ فقال‏:‏ ‏{‏الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ‏}‏ [‏التوبة‏:‏9‏/‏71‏] فإذا أسقط البيان الإلهي ولاية الرجل على المرأة بهذا القرار الواضح الجلي‏،‏ فأي معنى بقي إذن للقوامة التي أخبر في هذه الآية عنها‏؟‏‏.‏‏.‏ المعنى الباقي لها هو الإدارة والرعاية‏،‏ ومصدر استحقاق الرجل للأولى‏،‏ كونه هو المنفق عليها والقانون الدولي يقول‏:‏ من ينفق يشرف‏،‏ أما مصدر رعايته لها‏،‏ فما قد قضى به الله الفاطر الحكيم من أن سعادة كل من الرجل والمرأة‏،‏ في أن تكون المرأة في كنف الرجل‏،‏ لا أن يكون الرجل في كنف المرأة‏،‏ وإن واقع الدنيا كلها أفصح بيان ينطق بذلك‏.‏

ثانياً ‏-‏ الحجاب‏:‏

يرى التائهون عن رؤية الحق‏،‏ أن شرعة الحجاب التي ألزم الله بها المرأة‏،‏ من أكبر الأدلة على ازدرائها للمرأة‏،‏ والتقييد البالغ لحريتها‏.‏‏.‏ والأمر في حقيقته على النقيض مما يتصورونه‏،‏ فهو السبيل الذي لابد منه لاشتراك المرأة مع الرجل في بناء المجتمع بشتى مقوماته وأسبابه‏،‏ من علوم وثقافة واقتصاد وتربية وغيرها‏،‏ وإليكم بيان ذلك بمنتهى الإيجاز‏:‏

بين الرجل والمرأة جامع مشترك يتمثل في القدرات الذهنية وسائر الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية ونحوها‏.‏‏.‏ ثم إن المرأة تستقل عن الرجل بما أودع فيها من مظاهر الأنوثة وعوامل الإغراء‏،‏ التي جعل الله منها سبيل متعة متبادلة بينهما‏.‏

وبوسعكم الآن أن تتبينوا أنه لابد لتلاقي الرجل والمرأة على جامع مشترك من العمل الفكري والعلمي والاجتماعي للنهوض بالأمة وتحقيق أسباب تقدمها الحضاري‏،‏ من أن لايبدو للرجل منها‏،‏ في هذا الملتقى إلا ما يبرز منها مظهر الجامع المشترك بينهما‏،‏ فإن أظهرت منها الجانب الآخر الذي تتميز به وهو جانب الأنوثة والإغراء‏،‏ بشكل متكلف وبارز‏،‏ فلابد أن ينسيه هذا الجانب منها‏،‏ ذلك الجامع المشترك بينهما‏،‏ وعندئذٍ لايلتفت منها إن تكلمت أو شاركت بكل الجهود العلمية والثقافية المختلفة‏،‏ إلا إلى ما يبدو له منها من جاذبات الأنوثة والإغراء‏.‏‏.‏ وفي هذا من الازدراء لشخصيتها العلمية والثقافية والفكرية ما لايغيب عن بال أي عاقل‏.‏‏.‏ إن مما لايخفى على أحد‏،‏ أن تهتاج بالرجل الذي يرى شريكته في الفكر والعمل الحضاري‏،‏ وهي على هذه الحال‏،‏ مشاعرهُ الغريزية‏،‏ فتشرد عن كلامها وعن محاكاتها الفكرية‏،‏ إلى التأمل فيما يتبدى أمامه من مغرياتها الجسدية‏،‏ ترى هل يمكن أن تتصوروا امتهاناً للمرأة‏،‏ باحثةً ومفكرةً وعالمةً أبلغ من هذا الامتهان‏،‏ وأبعث منه على السخرية والازدراء‏.‏

إن الحجاب الذي شرعه الله لها‏،‏ إنما هداها إليه لتنجو بذلك من هذا الازدراء الذي يبدد مزاياها العلمية والفكرية والاجتماعية في ضرام النظرات الغريزية المتجهة إليها من الرجال‏،‏ ومن ثم لتمارس مع الرجل شركة حقيقية في إقامة مجتمع حضاري سليم‏.‏‏.‏ فإذا وجدت المرأة مع الرجل في لقاء آخر ليمارس كل منهما حقه في المتعة‏،‏ تحت مظلة تعاقد شرعي مقدس على تبادل مقومات هذه السعادة‏،‏ فإن دور الحجاب ينطوي عندئذ‏،‏ ويدعوها الشارع عندئذ إلى أن تبرز من مظاهر أنوثتها‏،‏ كل ما يكون عوناً على تحقيق مزيد من السعادة في حياتها‏.‏

ثالثاً ‏-‏ رئاسة الدولة‏:‏

ما ينبغي أن ننسى أننا نتكلم عن حقوق المرأة‏،‏ ومدى اهتمام الشريعة الإسلامية بها‏،‏ في مجتمع مصطبغ بأحكام الشريعة الإسلامية‏،‏ إن رئاسة الدولة في هذا المجتمع وظيفة دينية وقيادة إرشادية قبل أن تكون مهمة سياسية اجتماعية‏،‏ ومن المعلوم أن ظروف المرأة تعوقها عن النهوض بكثير من جوانب هذه الوظيفة في شطرها الديني والإرشادي‏،‏ ولا داعي إلى ذكر التفاصيل‏.‏

على أننا لابد أن نتوجه إلى تاريخ المجتمعات الإنسانية منذ فجره الذي دونته الأقلام‏.‏‏.‏ فنسأل لماذا لانجد بين الآلاف الذي نُصِّبوا من الرجال ملوكاً ورؤساء على شعوبهم‏،‏ أكثر من عدد أصابع اليدين أو نحو ذلك من النساء‏؟‏ ولماذا لم نتصَّب‏،‏ بل لم ترشح‏،‏ إلى اليوم امرأة واحدة‏،‏ لسّدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية‏،‏ التي يعدّها كثير من المغفلين مظهراً لقمة الحضارة الإنسانية ورعاية حقوق الإنسان‏؟‏

إن الجواب الذي سيأتينا‏،‏ ضمن حدود المنطق‏،‏ على هذا السؤال‏،‏ هو الجواب الثاني ‏(‏بعد الجواب الأول‏)‏ الذي نتوجه به إلى منتقدي شريعة الله عز وجل‏.‏

ولأختم حديثي بالبيان الرباني الجامع لأشتات كل ماقد ذكرت‏،‏ القائل‏:‏ ‏{‏فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 3‏/‏195‏]‏‏.



من خطب الكتور العلامة محمد سعيد رمضان البوطي
أطال الله في عمره و أمده بالصحة و العافية

الكاتب:  مرح [ السبت أكتوبر 27, 2007 1:03 am ]
عنوان المشاركة: 

شكرا موضوع عظيم الافادة *ورود

الكاتب:  Safwat [ السبت أكتوبر 27, 2007 1:25 am ]
عنوان المشاركة: 

عصام,


ممتاز اخي عصام

الكاتب:  اللؤلؤة [ السبت أكتوبر 27, 2007 5:13 pm ]
عنوان المشاركة: 

اقتباس:
بين الرجل والمرأة جامع مشترك يتمثل في القدرات الذهنية وسائر الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية ونحوها‏.‏‏.‏ ثم إن المرأة تستقل عن الرجل بما أودع فيها من مظاهر الأنوثة وعوامل الإغراء‏،‏ التي جعل الله منها سبيل متعة متبادلة بينهما‏.‏
*good :oops: *اي

الكاتب:  م.فراس [ السبت أكتوبر 27, 2007 6:55 pm ]
عنوان المشاركة: 

عصام, شكرا اخي لهذه المواضيع المميزة والطرح والاسلوب اللبق جدا *ورود *1

الكاتب:  عصام [ الأحد أكتوبر 28, 2007 11:49 pm ]
عنوان المشاركة: 

*1 والله خجلتوني بلطفكم :oops:
*1 *1 *1 *1 *1 *1 *1 *1 *1

الكاتب:  kma [ الأحد نوفمبر 04, 2007 5:08 am ]
عنوان المشاركة: 

ان الله وملائكته يصلّون على النبي يا ايها الذين آمنو صلّو عليه وسلمو تسليما

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00
Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Group
http://www.phpbb.com/