المرأة وسر الإلهام الغامض

Prison Break · **مرسل:** الثلاثاء إبريل 24, 2007 2:00 am

هي ... منذ أن خلقها الله من ضلع آدم، ما زالت تمثّل ذلك الشيء الغامض الذي يحيّره ويرهقه. فهي تعطيه الأمل واليأس في آنٍ واحد، تجعله يملك الدنيا وتسلبها منه، تذيقه حلاوة الحب ومرارة الأحزان، تأتيه باللبن والعسل وتعطيه الاحساس بأنّه في فراديس الجنّة، وفجأة يجد نفسه في غياهب الجحيم.

منذ آلاف السنين وهي تمثّل أسطورة كبرى في الغموض والريبة، وأصبحت سرا ً خطيرا ً، يريد الإنسان اكتشافه ولو مكث طوال عمره يبحث عنه حتى يجده.

لم تنجب البشرية كلها منذ بدء الخليقة إنسانا ً واحدا ً استطاع أن يتوغل في أعماق هذا المجهول فيكتشفه.

يقول الأديب الروائي العالمي أوسكار وايلمد: "خـُلقَتْ المرأة ليحبها الرجل دون أن يكشف سرها." ... أي خلقت للحب ... لأنها بطبيعتها تملك عاطفةً فياضة، ترنو للحب وتعشق بدمها وجلدها. ولكن لا تقبل أبدا ً أن يُكشَفَ سرها. وقال الموسيقار العالمي شوبان: "إنّ أجمل امرأة عندي هي التي ترتعد على شفتيها كلمات الحب..."

ونجد الشاعر الكبير نزار قباني يعشق امرأته حتى الثمالة، وترتفع درجة حرارة مشاعره حتى الذروة ويذوب حنينا ً من فرط هذا الحب.

يكتب ويقول:

لم يحدث أبدا ً...
أن أحببت بهذا العمق...
لم يحدث أبدا ً... لم يحدث أبدا ً...
أن سافرت مع قلب امرأةٍ لبلاد الشوق...
لم يحدث أبدا ً... لم يحدث أبدا ً...
أن ذقت النار وذقت الحرق...
لم يحدث ... لم يحدث أبدا ً...
أن أوصلني حب امرأةٍ حتى الشنق...

... بطبيعة الحال تخنلف رؤية الرجل العادي للمرأة عن الأديب، عن الشاعر، فكل منهم يراها من زاويته، إن كانت حبيبة... رفيقة... قدر... رحلة درب.

لا شعر بلا حواء

لا شك أنّ المرأة هي الجانب الأساسي في الابداع الفني على مر التاريخ، ابتداء ً من قدماء المصريين والحضارة الرومانية القديمة ومرورا ً بالموناليزا وليوناردو دافنشي وحتى حركة المبدعين الرومانيين في الشعر الحديث... فالمرأة تقف دائما ً مراء تيارات الإبداع وأعمال الفنانين، والشي الغريب أن دور المرأة "كمبدعةٍ" أقل بكثير من دورها "كملهمة"... فنصف الشعر العالمي كتب في المرأة، والنصف الآخر كانت المرأة حاضرة فيه، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.

مصدر إلهام لا ينضب

المرأة تمثل جمال الحياة وخصوبتها وامتلاءها بالمعنى وليست مجد ذلك الكائن الجميل المعشوق، ولكن هناك المرأة الأم ... الأخت... الصديقة أيضا ً. وقد ارتبطت المرأة بالرجل منذ طفولته، وقد اعتبرها الجمال والحنان والتضحية، والمرأة في حياة الشاعر مذدر ألهام لا ينضب... ولنا أن نراجع الآثار الكبرى في التاريخ، حيث نجد المرأة باعتبارها مسؤولة عن جمال الحياة واستقرارها.

وحظيت المرأة في حياة الشعراء باهتمام كبير وألهمتهم عددا ً من القصائد، وما زالوا يؤمنون أن الحياة بدونها مستحيلة.

وها هو عنترة العبسي يذكر المرأة المحبوبة حتى في معمعة الحرب لأن السيوف قد لمعت فذكرته بثغرها:

ولقـد ذكـرتك والرماح نـواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي

فـوددت تقبيل السيوف لأنـــها
لـمعت كبـارق ثـــغـرك المتبســمِ

هل استطاع الشعر أن يكشف خبايا المرأة؟!

رغم مرور آلاف السنين على بدء الخليقة، لم تزل المراة سرا ً غامضا ً حتى الآن، ولم يستطع الانسان بكل ما وصل إليه من حضارة أن يتوغل في أعماقها... ولعل السبب الذي جعل منها سرا ً غامضا ً هو نفسه الذي جعل منها مصدراً للإلهام.

فهي ما زالت حتى الآن تحمل جوانب غموض كثيرة في كل شيء... فهي التي تحب وتقتل وتكره وتعشق... وهي أيضا تعطي وتبخل. مشاعر متضاربة متناقضة تجعل منها لغزا غامضا.

قال علقمة الفحل موضّحا خبرته بالمرأة وعلمه بأسرارها:

فإن تسألـوني بالنـساء فإنـنـــــي
خـبـيـر بـأدواء النـسـاء طـبــيـب

إذا شاب رأس المرء أو قلً ماله
فـليـس له مـن ودّهـن نـصـيـــب

يـردن ثـراء الـمـال حيث علمنـه
وشرخ الشباب عندهن عـجيــب

معظم الأشعار التي كتبت عن المرأة تعكس رغبة الرجل في التواصل معها. إما عن طريق تصوير جمالها أو التوسل إليها حتى تستجيب لآهاته.

وكثير من الأشعار تصور المرأة على أنها كائن شديد الحساسية والغموض وبالتالي فهي عرضة للتقلبات والمشاعر المتناقضة أكثر من الرجل. وها هو عمر بن أبي ربيعة يبين كيف أنّ المرأة قد تلعب بمشاعر الرحل غير آبهة:

ليـت هنـدا أنـجزتنـا ما تعـد
وشفت أنفسـنا ممـا تـجـــدْ

كـلـما قـلـنا متـى ميعـادنـــا
ضحكت هند وقالت بعد غدْ

أخيرا ستبقى المرأة هي أكبر أسطورة عرفتها الأرض ولن يكشف النقاب عنها بسهولة، فلو عرف سر المرأة، فلن تبقى الملهمة والمبدعة والكائن شديد البراءة الذي يعشق... ومهما تجلبه لنا العصور الحديثة، تظل المرأة لحنا خالدا لا يتلاشى لأن التلاشي يعني الزوال والمرأة لن تزول أبدا لأن الأسرار لا تفنى... ستظل معينا ً لا ينضب من الغموض والوضوح حتى نهاية العالم.

حتى وإن أصبحت عجوزا ً، تتشبث المرأة بالشباب وتبحث عن العودة إليه:

عــجــوزٌ تُــرَّجـى أن تـعـود صـبـيـــةً
وقد نحل الساقان وأحدودب الظـهر

تـدّسُ إلـى الـعـطـار مـيـرة أهــــلـهـا
وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر

Prison Break

eman · **مرسل:** الثلاثاء إبريل 24, 2007 2:20 am

Prison Break,

الله يحيي أصلك

الشاعري · **مرسل:** الأربعاء يوليو 11, 2007 1:45 am

بدون حبي

بلا حبي أنت تمثال من حجر وسطور كلمات بلا معانٍ

بلا حبي أراك صورة على الجدار

أراك بدون حبي شجرة مليئة بالأوراق وقد حرم عليها أن تحمل الثمار

بل أنتِ بدون حبي مقبرة زائروها يكرهون المكوث في هذه الدار

بل أنتِ لعبة في سيرك الدمى يتلاعب بها الكبار ويضحك لشكلها الصغار

حبي أكسبك جمالاً غنت لجلاله الأطيار عكسته بحار عيوني فتجلى بصورة

عشــــــــــتار

وأنتِ برغم حبي تجرين عكس التيار

توت عنخ امون · **مرسل:** الثلاثاء أغسطس 07, 2007 6:59 am

اقتباس:

خـُلقَتْ المرأة ليحبها الرجل دون أن يكشف سرها

شو هالكلام الرائع
مشكووووووووووووووووووور

الملاك · **مرسل:** الخميس أغسطس 23, 2007 1:00 pm

الحقيقة الحقيقة
اسطورة المرأة هي نفس اسطورة الجيش الاسرائيلي
صف حكي،صورة عملاقة وفكرة راسخة..انو الجيش الاسرائيلي لا يقهر (وهو يقهر وجبان وخويف كمان) وانو المرأة غامضة وعندا سر بيأسر الرجال مدري شو هو
أنا بنت وبعرف
بحياتا المرأة ما رح تأثر على عظمة وبهاء وقوة الرجل
ما رح تبين أمام رجولة الرجل
بس لحتا الرجل يكبر التحدي ويبين حالو انو منافسو داخل البرواز مانو سهل وانو هو ما عم يتغلب على شي عادي
بدأ بأشعارو وأقوالو يعظم المرأة...وعلى شو ما بعرف

LATEST_POSTS

قوانين المنتدى

المرأة وسر الإلهام الغامض

الموجودون الآن