قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ

درب الالم · **مرسل:** الثلاثاء أكتوبر 11, 2011 12:16 pm

قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ

قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ...ولا تَخْذِلي مَنْ باتَ والدهرُ خاذِلُهْ
أَنَا عَالِـمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتي...رفيقي فــما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ
وإنَّ لَــهُ كَفَّاً إذا ما أَرَاحَها..عَلَى جَبَلٍ مـا قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُهْ
يُقَلِّبُني رأسـاً على عَقِبٍ بهـا...كما أَمْسَكَتْ سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُهْ
وَيَحْمِلُني كالصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ....وَيَعْلُو به فَوْقَ السَّحابِ يُطَاوِلُهْ
فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكاً....وإن ظَـلَّ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ

عَزَائي مِنَ الظُّلاَّمِ إنْ مِتُّ قَبْلَهُمْ....عُمُومُ المنايا مَا لهـا مَنْ تُجَامِلُهْ
إذا أَقْصَـدَ المـوتُ القَتِيلَ فإنَّهُ...كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ قاتلُِهْ
فَنَحْنُ ذُنُوبُ الموتِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ...وَهُمْ حَسَنَاتُ الموْتِ حِينَ تُسَائِلُهْ
يَقُومُ بها يَوْمَ الحِسـابِ مُدَافِـعاً...يَـرُدُّ بهـا ذَمَّـامَهُ وَيُجَادِلُـهْ
وَلكنَّ قَتْلَىً في بـلادي كـريمةً...سَـتُبْقِيهِ مَفْقُودَ الجَوابِ يحاوِلُهْ

ترىالطفلَ مِنْ تحت الجدارِ منادياً..أبي لا تَخَفْ والموتُ يَهْطُلُ وابِلُهْ
وَوَالِـدُهُ رُعْبَاًَ يُشِـيرُ بَكَـفِّـهِ..وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِـلُهْ
أَرَى اْبْنَ جَـمَالٍ لم يُفِدْهُ جَمَالُهُ..وَمْنْذُ مَتَى تَحْمِي القَتِيلَ شَـمَائِلُهْ!
عَلَى نَشْـرَةِ الأخْبارِ في كلِّ لَيْلَةٍ..نَـرَى مَوْتَنَا تَعْلُو وَتَهْوِي مَعَاوِلُهْ
أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَة ً...كَأَنَّـا لَـعَمْرِي أَهْلُهُ وَقَبَائِلُهْ
لَنَا يَنْسـجُ الأَكْفَانَ في كُـلِّ لَيْلَةٍ..لِـخَمْسِينَ عَامَاً مَا تَكِلُّ مَغَازِلُهْ

وَقَتْلَى عَلَى شَـطِّ العِرَاقِ كَأَنَّهُمْ..نُقُوشُ بِسَـاطٍِ دَقَّقَ الرَّسْمَ غَازِلُهْ
يُصَـلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ يُوطَأُ بَـعْدَهـا..وَيَـحْرِفُ عُنْهُ عَـيْنَهُ مُتَنَاوِلُـهْ
إِذَا ما أَضَـعْنَا شَـامَها وَعِـراقَها..فَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ
أَرَى الدَّهْـرَ لا يَرْضَى بِنَا حُلَفَاءَه...وَلَسْـنَا مُطِيقِيهِ عَدُوَّاً نُصَاوِلُهْ
فَهَلْ ثَـمَّ مِنْ جِيلٍ سَيُقْبِلُ أَوْ مَضَى.. يُبَادِلُنَا أَعْـمَـارَنا وَنُـبَـادِلُهْ

----
تميم البرغوثي من اروع ما قرأت له

عاشقة العربية · **مرسل:** الجمعة أكتوبر 14, 2011 12:04 am

درب الالم,
ما تنتقيه من الشعر والأدب يدلّ على ذوقك الرفيع وسعة علمك.

فعلاً قصيدة رائعة ..
الحزن يرتبط بالموت، القتل، التخاذل.

يبدو واضحاً شعوره ومقصده.

و كم أعطى البحر الطويل هيبة للمعاني

فكأنها قصيدة من الزمن القديم.

كل الشكر لك درب الألم

درب الالم · **مرسل:** الجمعة أكتوبر 14, 2011 3:19 pm

عاشقة العربية,

مرورك وسام اضعه على صدري واعتزبه

دمتي بود اختي الكريمة

أوركيدا · **مرسل:** الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:00 pm

القصيدة رائعة ،جمعت جمال التشبيه وقوة التعبير .

اقتباس:

وَيَحْمِلُني كالصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ....وَيَعْلُو به فَوْقَ السَّحابِ يُطَاوِلُهْ
فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكاً....وإن ظَـلَّ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ

أعجبني هذا التشبيه،

اقتباس:

وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِـلُهْ

تعبير قويّ عن مدى العجز, فأنّى للأنامل أن تردّ رصاصاً؟

درب الالم,

شكراً على اختيارك

درب الالم · **مرسل:** الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:14 pm

أوركيدا,

اهلا بك في صفحتي
نوووووورتي

محمد الاسمر · **مرسل:** الجمعة أكتوبر 14, 2011 10:32 pm

درب الأمل
مبدع بالاختيار

هذه القصيدة هي من علقتني بشعر البرغوثي طبعا بعد قصيدة (في القدس)

شكرا لك

Odysseus · **مرسل:** الجمعة أكتوبر 14, 2011 11:00 pm

درب الالم

فعلا من أروع ما قرأت .. أشكرك على اختيارك الموفق .. هذه القصيدة ذكرتني بصديقي محمد الأسمر .. اذ كان هو أول من أطلعني عليها .. فأحببت البرغوثي بسببها ..

اقتباس:

أَرَى الدَّهْـرَ لا يَرْضَى بِنَا حُلَفَاءَه...وَلَسْـنَا مُطِيقِيهِ عَدُوَّاً نُصَاوِلُهْ

شكرا لك على ذوقك الرفيع

درب الالم · **مرسل:** السبت أكتوبر 15, 2011 7:45 pm

Odysseus, محمد الاسمر,

شكرا لكما نورتما صفحتي

LATEST_POSTS

قوانين المنتدى

قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ

الموجودون الآن