ليتنا نستطيع التمسُّك بذلك الوجه الطفولي البريء السَّاذج الذي امتلكناه في الصِّغر ... ليتنا نستطيع الإبقاء على تلك البسمة المرحة التي تخلو من كذب وزيف واقعنا... ليتنا لم نكبر ...ليتنا بقينا صغارا نلهو ونلعب هنا وهناك غير مكترثين لأيِّ شيء سوى دمانا وألعابنا وكيف نستطيع الهرب من والدينا لنلعب في الشارع مع الأصدقاء...
آه ٍ..آه ياطفولتي الغالية...كم أتمنى لو رافقتني مدى العمر لأشعر بإنسانيتي...لأحس بأنني كائن له قلبٌ محبٌ معطاء...
ولكن...هل من المستحيل أن نحتفظ ببغض هذه البراءة في كبرنا ؟...هل من الضروري أن نفقدها أكثر فأكثر كلَّما زادت معرفتنا وتجربتنا في هذا العالم القاسي ؟...هل من المحال علينا أن نبقي لأنفسنا ولو جزءا ً صغيراً من تلك الطفولة؟...لماذا هذا المفهوم الخاطئ للبلوغ والنضج ؟...لماذا لا نستطيع أن نكون ناضجين راشدين يحملون روحاً طفوليةً عذبةً بريئة؟...
كم أحسدكم أيُّها الأطفال... يا من لا تعلمون ما يخبئه الزَّمن لكم...يا من تحلمون بأن تكبروا بسرعة اعتقادا ً منكم بأنَّ الكبار سعداء أحرار يعيشون حياتهم كما يشاؤون ويستمتعون بكلِّ شيءٍ من حولهم كما يريدون... ولكن وا أسفاه يا أعزائي فنحن كلَّما كبرنا قليلاً كلَّما اشتدت الأغلال في أعناقنا... نحن مجرَّد عبيدٍ لعالم لا يعرف معنى الرحمة أو الخير أو الإنسانية أو الإحسان... إنَّنا أدوات بحتة لغاياتٍ تافهةٍ بغيضة... لا نزال نركض ونركض ونركض متجاهلين ذلك الفراغ الذي يزداد داخلنا لنصل إلى نقطةٍ نبحث فيها عن معنىً جميل ٍ لوجودنا... عن عاطفةٍ طيبة... عن شعور إنساني يجتاح كياننا... ولكننا لا نجد سوى الفراغ...
طفولتنا دمرناها... براءتنا نسيناها... قلوبنا ملأناها بالحقد والكره والبغض والأنانية...أرواحنا قيَّدناها بأغلال غاياتٍ سطحيةٍ دنيوية...
فهل هذا هو العالم الذي يشرِّفنا الانتماء إليه؟... هل هذا ماكبرنا من أجله؟... إذن ليتنا بقينا صغاراً...ليتنا لم نكبر...ليت الزَّمن توقف ونحن نلهو مع الأصدقاء...
أتساءل هل من إنسانٍ بيننا نحن البالغون يحمل روحاً طفوليةً نقيةً صافيةً بريئة؟...أو لنقل جزءاً صغيراً من هذه الروح؟...ليتني أستطيع أن أجد شخصاً يحبُّ الطفولة ويفتخر بكونه يحمل جزءاً من طفلٍ داخله...
فلماذا نسخر من هؤلاء الذين يشبهون الأطفال؟... لماذا نغضب إذا نعتنا أحدهم بالطفل أو الطفلة؟...لماذا نفهم الطفولة بأنَّها جهلٌ مدقع...أو صفةٌ مشينة نخجل بها؟...لماذا؟لماذا؟؟؟
أمَّا أنا فأفخر بكوني أملك جزءاً من تلك الطفولة حتى ولو كان صغيراً...وأفرح أيَّما فرح عندما ينعتني أحدهم بالطفلة ذلك أنَّ لي كلُّ الشرف بأن أكون جزءاً من عالمهم... ذلك العالم العذب البريء...
وأنتم أصدقائي ماذا عن آراءكم في هذا الموضوع؟...هل تحملون روحاً طفوليةً شفافة داخلكم؟وهل تفخرون بها؟ وهل تفرحون أم تغضبون إذا ما نعتم بالأطفال؟
لكن أغلبنا يحاول أن يكتم صوت هذا الطفل, إلا أن صوته يتردد داخلنا وهو سبب سعادتنا في هذا العالم...فعندما نريد أن نضحك بعفوية وبراءة فإننا نلجأ لاسترجاع هذه الذكريات التي يكتب لها الخلود في ذاكرتنا 
, نحن الآن في مرحلة الشباب (ربيع العمر) وهي مرحلة العمل والطموح والتقدم والاستمرار والاستمتاع بالحياة من خلال اكتشافها بإيجابياتها وسلبياتها 
..فأنا أدرك تماماً أن لكل مرحلة لذة وحلاوة وكذلك مرارة 
...قد تكون مرحلة الطفولة هي الأجمل لأنها "خالية من المسؤوليات والتفكير بالآخرين" 
ولا أنكر أني أبحث عن الجمال في كل مرحلة ..فمرحلة الشباب الآن أيضاً جميلة جداً وجعلتني أكتشف ذاتي ومن أنا وماذا "أريد" !! 
واتفق معك بهذه النقطة تماماً 