[align=center]لم تعد كلماتي تسمن الروح أو تغنيها من جوع .. لم أعد أجد فيها السلوى أو الدهشة الغامرة التي اعتدت أن أشعر بها .. الأوراق بهت بياضها و الأقلام أصبحت ثقيلة ... حتى دفاتري التي كنت أضمها إلى صدري و التي كانت تبدو لي كعصافير صغيرة مرتعشة ... حتى هذا لم يعد يحدث ...و كلما هممت بأن أكتب شيئا وجدت نفسي دون رغبة .. دون شغف .. ليس للكلمات ألق دون شغف ... كما لم تعد هنالك لمعة في عيني المدورتين ... فضولي الطفولي انتهى مذبوحا على صخرة الواقع .. لم يتكسر ... لم يتألم حتى ... لكنه اكتشف لونا جديدا لم يره من قبل ... فضولي الطفولي كبر .. نضج و فتح عينيه لأول مرة ... نظر إلى اليد التي هزته و ازداد تعجبا ... إنها يد آدمية ... ليست لمخلوق خرافي أو إله مصطنع ... ليست باردة و لم تكن يوما يد صنم ... بل هي أشبه بخيوط شمس تدخل من الشقوق و تلامس وجهك برقة ... توقظك بلطف لتعلم أن الوقت قد حان للنهوض و إن لم ترغب بذلك ..
فضولي يجلس على الأرض .. يضم جناحيه على أضلعه بشدة حتى تكاد تتحطم .. ينظر متلصصا متحفزا ... يعلم مسبقا أنه لن يستطيع الفرار الآن ... عليه أن يبسط جناحيه ... أن يبعد أضلعه و يقبل حقيقة كونه قد ولد ليعيش هذه اللحظة .. ليخبر ماذا يجد الفضول حين يبحث في الزوايا السوداء و الصفحات السوداء و القلوب السوداء ... ليتعلم ماذا سيجد إن فكر أن يبحث برهة .... في الليالي البيضاء ..
[/align]
انه واقع معظم الذين يعيشون فترات مع القلم و معظم الذين يسكبون أشياء منهم على الورق الأبيض