أين نحن من الطبيب ؟

عاشقة العربية · **اشترك في:** الأحد أغسطس 19, 2007 4:26 pm

لا تمرّ الحياة على طريقنا زائراً لطيفاً، فهي تحفر في كل خطوة آثاراً طفيفة تكاد لا تُرى، بل وتغرس كثيراً خطواتها لتكون هذه الخطوات وشماً أبدياً منحوتاً على جسد فانٍ.
وتستمر في مرورها، فتمحو ريحها أطلال الآثار الطفيفة لتُبقيَ الأليم الذي لا يمكن شفاؤه، ظناً منها أنها تهذبنا وتصقلنا وتمتحن ما علّمتنا إياه، وتنذرنا من لمسِ هذه الجروح أو الاقتراب منها أو حتى التفكير بها، لتتحول من جروح ينبغي مداواتها والاعتناء بها إلى وحش نظنه سيفتك بأرواحنا ويشردنا من نعمة الحياة، فنقنع بالجروح لتصبح مع الوقت ندوباً تشوه صورنا، ولا يمكن تستطيع عملية تجميل واحدة أن تزيل قبحها.
مَن منا استطاع أن يتجاهل إخافة الحياة حتى يداوي جرحه ويزيل ما خلفته من وشوم؟
تُرى هل نحن مستعدون للشفاء؟
وأن ما أنزفَ النفسَ وآذاها نستطيع سحقه بشي من الأمل؟
والأهم من هذا ..
أيمكننا أن نفعل ذلك وحدنا أم أننا بحاجة إلى مَن يأخذ بيدنا ويربّت على كتفنا، ويوقد جذوة الحياة مجدداً فينا وينتشلنا من بئر اليأس وعتمته ؟

إنني أكاد أجزم أن وجود هذا الطبيب المنقذ وثقتنا الكبيرة به، هي التي ستحوّلنا من جليد صلد لا نفع فيه إلى ماء عذب يُحيي ما حوله، وهذا بسبب حرارة إيمانه بما نملك.
إنه يعيد الروح إلى جسدها، ويشحذ همة ميتة، ويعيد بريق الخير إلى قلوبٍ مطفأة ..
إنه لا يزيل الوشم ولا يداوي الجرح، بل يساعدنا لنفعل ذلك، فهو لا يعطينا سمكة، بل يعلمنا كيف نصطاد ..
وهو كذلك يأخذ من الحياة صقلها لنا، لكن ليعيد تشكيل روحٍ ناضجةٍ منطلقة، لا مشوّهة ميتة كما فعلت هي (الحياة).

وبعد أن اعتادت عيوننا ظلمة بئر اليأس، تفتّحت ثانية على ضياء وإشراق وما أجمله من ضياء! .
وهنا، ورغبةً في النور، فإننا نساعد هذا الطبيب ونسهّل عليه ولادة همة الشباب وحكمة الشيوخ في جسد التأمت جروحه، فوحدها هذه الإرادة التي تسكننا من تعيدنا إلى النور.
فيصبح الطبيب المنقذ صديق الروح وخليل النفس وشريك العقل.

فهل يسكن في حياتك هذا الشخص الإيجابي؟
فربما يكون حولك.
وهل جربتَ يوماً أن تكون هو (الشخص الإيجابي الطبيب المنقذ)، مع أحد آخر آذته خطوات الحياة الثقيلة.
فربما أنت هذا الشخص المنتظَر، الذي سيرمّم ما انكسر.

رؤى · **اشترك في:** الأحد يناير 24, 2010 9:53 pm

[quote]
فهل يسكن في حياتك هذا الشخص الإيجابي؟
[/quote]

لا أدري .. فقد بت أخشى الأشخاص الإيجابيين الذين ينتهي بي الأمر لأن أكتشف أنهم مجرد أداة لتلك الحياة ...أرسلته إلي بألم جديد بعدما ظننت أن جعبتها قد فرغت من الجديد

[quote]
وهل جربتَ يوماً أن تكون هو (الشخص الإيجابي الطبيب المنقذ)، مع أحد آخر آذته خطوات الحياة الثقيلة.
فربما أنت هذا الشخص المنتظَر، الذي سيرمّم ما انكسر
[/quote]

ربما ... و لكن ... هل فاقد الشئ يعطيه ؟

[quote]

إنني أكاد أجزم أن وجود هذا الطبيب المنقذ وثقتنا الكبيرة به، هي التي ستحوّلنا من جليد صلد لا نفع فيه إلى ماء عذب يُحيي ما حوله، وهذا بسبب حرارة إيمانه بما نملك.
إنه يعيد الروح إلى جسدها، ويشحذ همة ميتة، ويعيد بريق الخير إلى قلوبٍ مطفأة ..
إنه لا يزيل الوشم ولا يداوي الجرح، بل يساعدنا لنفعل ذلك، فهو لا يعطينا سمكة، بل يعلمنا كيف نصطاد ..
وهو كذلك يأخذ من الحياة صقلها لنا، لكن ليعيد تشكيل روحٍ ناضجةٍ منطلقة، لا مشوّهة ميتة كما فعلت هي (الحياة).

[/quote]

سوف أنتظر هذا الطبيب .. ربما كانت لدينا تلك الجروح المشتركة التي لا تداوى إلا بصحبة لطيفة حكيمة ..

عاشقة العربية

شكرا لك فكل منا بحاجة لأن يحيا مع هذا الأمل بوجود ترياق لداءه المزمن

إهاب · **مرسل:** الأربعاء أكتوبر 27, 2010 6:43 pm

عاشقة العربية,

لكلماتك ِ ألق ٌ يداني الفلسفة جمالاً ,و يميط ُ اللثامَ عن مـُحيَّا الأمل فيكون كما الطبيب الذي وصفته أحرفك .

كـثر ٌ هم من يحتاجون إلى هذا الذي يأتي من بين وهاد الألم ليصلح مركبات الجمال في النفس ,و العطب الذي يصيب الروح و قلـّة ٌ هم الذين َ يجدونه....

كما أنَّ البناء يستلزم الهدم أحياناً فلربما كان هذا الطبيب يعالج بالدواء المر....... و قلةّ هم الذين يكتشفون ذلك

و أحب أن أضيف أنَّ كمال هذا الطبيب و قدرته على مساعدتنا في تعجيل الشفاء تكون أعلى و أسمى و أقدر و أفضل حينما نكون نحن أطباء أنفسنا ..........

كلُّ منّا كان طبيباً لشخص ٍ ما ........ و لم يكن (الكلُّ) طبيباً لأحد

أشكر هذه النافذة التي تتيح للناظر رؤية ما تبقى من شعاع ِ النور و تفتح عليه بعض َ أبواب ِ الوصل ِ إلى أغوار الذات ليعرف ما تبقى من وجوده

تقبلي تحيتي و احترامي

[/size]

عاشقة العربية · **مرسل:** السبت أكتوبر 30, 2010 2:45 am

رؤى,

اقتباس:

فقد بت أخشى الأشخاص الإيجابيين الذين ينتهي بي الأمر لأن أكتشف أنهم مجرد أداة لتلك الحياة ...أرسلته إلي بألم جديد بعدما ظننت أن جعبتها قد فرغت من الجديد

الحياة ليست ظالمة إلى حد أن ترسل الظالم كل مرة.

اقتباس:

هل فاقد الشئ يعطيه ؟

التجربة تكسر قاعدة (فاقد الشيء لا يعطيه) .
فهي التي تعلّم أنفسنا فنعلمها لغيرنا.

اقتباس:

ربما كانت لدينا تلك الجروح المشتركة التي لا تداوى إلا بصحبة لطيفة حكيمة .

الصحبة الطيبة أفضل دواء وطبيب. لا حرمها الله أحداً.

سرّني مرورك اللطيف عزيزتي .. فالشكر لك

إهاب,
زادك الله علماً وحكمة

اقتباس:

كما أنَّ البناء يستلزم الهدم أحياناً فلربما كان هذا الطبيب يعالج بالدواء المر....... و قلةّ هم الذين يكتشفون ذلك

صدقت .. وينبغي أن يتقبّلوا هذا العلقم ليخلّصوا أجسامهم من فساد المرض.

اقتباس:

و أحب أن أضيف أنَّ كمال هذا الطبيب و قدرته على مساعدتنا في تعجيل الشفاء تكون أعلى و أسمى و أقدر و أفضل حينما نكون نحن أطباء أنفسنا

إن الإرادة هي أول خطوة نحو الشفاء.

أشكر حضورك وكلماتك الحكيمة والتي أضفت للموضوع ألقاً ونوراً

ديمة · **مرسل:** السبت أكتوبر 30, 2010 7:42 pm

موضوع جميل جدا يفسر مفهوم الذات !!
استفدت منه كثيرا واستمتعت بقراءة كلماته .......

إذا أردنا أن نصل بالإنسان لكي يعرف ما له وما عليه .. فلا بد أن يستكشف هذه النفس .. يدرك معايبها .. يدرك مميزاتها فيستطيع من ذلك أن يعيش في توافق مع هذه النفس ويحقق مطالبها ........
ومطالب ذلك الجسد متناغمة متناسقة مع مطالب تلك الروح .......

مرة أخرى شكرا لطرحك الجميل .......

LATEST_POSTS

قوانين المنتدى

أين نحن من الطبيب ؟

الموجودون الآن