محمد الصالح

مرورٌ كمرِّ النسيم يـَهزُّ أوراقَ الشِعْر ِ و أغصانه , و يروي عطشَ الحرف ِ و أشجانه

يـُشرِّفني صديقي أن أرى كلماتكَ هنا ترتـّب الأفكار و تستجلي معانيها و تلملم الأبيات و تستوضح ما فيها

و أمّا عن النقاط التي أوردتها فأقول تباعاً

"مميز دائماً في اختيار موضوعاتك ،إنّ مناسبة النص هي الجوهر الذي يقيّم الشاعر أو الكاتب ، ويجعل النّاقد يشطّ في البحث والتمحيص ليدرك كُنه ما يصبو إليه الكاتب ."

إمكانية رؤية الموضوع و الشعور به تشكل نصف شاعرية الشاعر و النصف الأخر القدرة على صياغته
صياغة فنيّة و جمالية و عاطفية...هذا ما أعتقده
كما أنَّ بصيرة الناقد و استعماله للأدوات التي يملكها بشكل جيد لها دور كبير في تقيم النص و إعطاءه ما يستحق و النفاذ إلى جوهره معنى و مبنى


-إنّ المقارنة التي بنيت على أساسها النص هي مقارنة مقاربة للوقائع من جهة ومقارنة تجلّت من خلال التورية من جهة أخرى.
أشكر ُ هذا الإطراء , فالمقارنة تعطي الفكرة قوة و متانة و تزيد السبك جمالاً و المعنى رسوخاً, كما إنّ التورية أساس لا بدَّ منه فصياغة الأشياء الواضحة بشكل صريح يـُضعف الشعريّة أحياناً و يبعد النص عن عتبة الفن خصوصاًإذا كان الموضوع موضوعَ ندب ٍ و ذم

-فرؤيا الموتِ في الدنيا مُحالٌ ......و رؤيا الموت في أرضي مـُتاح ُ
قد احتملت كلمة الموت في الشطرين أكثر من معنى ..... والباقي عندك

تماماً فالموت رمز يحتوي مضمونه الصريح و مضامين أخرى تلقي بظلالها على الفكر و العاطفة و تحمل ما نعيشه من ألم

- إذجعلت من الموت شبحا يلاحق كل موجود ،وجعلت منه حقيقة حتميّة . أكسبت النصّ قوة معنويةً تجلّت من خلالها روح الشاعر الثوري الذي لايفتأُ يذكر الألم والأمل واليأس وقد برعت في توضيف هذه المعاني.

توصيفك في مكانه فمعرفة المشكلة أساس لحلها و ذم القبح و سيلة لتغيره و إزالته

-يقومُ الكونُ إذ ما ماتَ طفلٌ ......بأرض ِ العُجْم ِ يفديهُ الكِفاح
الكفاح !!!
كيف تجعل من الدفاع عن الباطل كفاح ؟؟!!!!

القصد يا صديقي بأنَّ الغرب إذا مسّه أذى يغضب و ينتفض و يعلن الكفاح ليدافع عن حقّه فيفدي هذا الطفل بكفاحه و مقاومته و الأمر أعظم من ذلك حيث لا يتوقف على طفل بل كثيراً ما سمعنا عن قيام المنظمات الغربية لتدافع ليس عن حقوق الأطفال بل عن حقوق الحيوانات ....!! و عندنا لا يزال الإنسان غير قادراً على تحصيل حقّه أو المطالبة به فأين نحن؟! و أين هم؟!


إنّ الظاهرة التي أشرت إليها في هذا البيت سببها ذاك الوشاح

وشاحٌ طال بقائه و غـَلـُظَ نسيجه


-أخي الكريم تقبل مني ما بحت به وللحق اقول النصّ أغنى من أن يُعبّر به بكلمات قلائل فهو حال أمّة بأسرها.

أسعدني مرورك أخي الكريم , و أشرق على حرفي فكركَ السليم , فالفهم يزيدُ النص غنى و المـثقفُ إذ يقرأ النص يسبغُ على أفكاره من ثقافته و يزيده غنى و معان ٍ و إشراق
فبارك الله بكَ على ما رصفت و رسمت , و جزاكَ خيراً على ما خططت
أرجو أن أراكّ قريباً


تقبل تحيتي و احترامي

عاشقة ُ العربية

أولاً و قبل كلِّ شيء مبارك ٌ الاسم الذي يعكسُ ظاهرهُ باطنه و يدلُ رسمه على مدلوله

نسائمٌ من ياسمين قادتها الأقدارُ إلى الصفحة لترسم بعض المعاني بريشة ِ الحروف ِ و مدادِ اللغة
و تعطرَ الأسطر بشيءٍ من جمال

أشكر لك ِ هذا المرور الطيب و أقول فيما يـُقال تعقيباً عن بعض النقاط الواردة

-إن هذه الشكوى ليس شكوى فرد، بل هي شكوى أمة

لطالما كانت العاطفة التي تغذيها الجماعة أقوى و أكثر قدرة على التأثير من العاطفة التي يغذيها فرد
ثمَّ إنَّ الحال يُرغمُ على المقال و ما السكوت في مثل هذا المقام ليقتلُ صاحبه

-إن المقابلة تدفع الفكر إلى اكتشاف وجوه الشبه والاختلاف لنقع على جمالية المعنى، فأنت بهذا تضع القارئ أمام محاكمة عقلية.

تماماً فالمقارنة التي تكشفُ المقابلة بين المتناقضات التي نعيشها و تـُعرّي الواقع الي حجبه عنّا قناع ٌ طال مكثه على الوجوه , كما أنَّ الوقوف على المشكلة أول خطوات الحل و تحديد مكمن القبح بداية نهايته
و إذا كانت هذه المقارنة قاسية بعض الشيء فيكفي أن نقول ما قاله العشماوي
بعض الرؤوس تظل خاضعة فما؟ .... تصحو وما تهتز حتى تطرقا


-فللموت يدٌ تفتك بالأرواح، وتجلجل ضحكاته ليلَ الموت الحالك، ليخلّف بعد كل هذا جنوده وتكمل ما بدأه من قتل.
إنها استعارة مكنية أوحت بصورة الموت والدم.

بعيداً عن الموضوع أشعر أن هذا السطر لا يخلو من جمالٍ أدبي و حسن سبك ٍ و جودة لغة


-ما يميّز قصائدك أنها تحمل الكثير الكثير من المذهب العقلي، على الرغم من عدم فرط استخدامك لأسلوب الشرط الذي يعدّ أحد طرائقها، لكنك تستطيع بمرونة تحقيق حكمة أو قاعدة وتصيغها بشعرية، ليصبح عندك العقل مكسوّاً بوشاح الفنيّة ..

إذا كانت العاطفة المحرك الفعلي للأدب فإن العقل أداتها في الصياغة فالعاطفة بلا عقل مجموعة من النبضات العصبية التي لا معنى لها و العقل وحده يسطيع ترجمتها و السبكها لذلك كان لابدَّ من العقل
و إذا كنت من مؤيّدي هذا المسلك شعرياً إلى حدِّ ما فلستُ من أنصاره فلسفياً كما أنّي أحبُّ الجنوح إلى الرمزية التي ترهقُ العقل أحياناً ولكنّي أحاول الإبتعاد عنها حالياً


أشكر ما سطرتي هنا من نور
أنالك ِ الله السرور
و بنى لك ِ في الجنة قصور

تقبلي تحيتي و احترامي

إهاب,
سلمت يداك صديقي ولا فض فوك
أجدت وأبدعت

جميل جدا أخي ولكن أعتقد أن تحرقني يجب ان تكون تحرقنا فكلمة أعراضي تعود لان جميع أعراض المسلمين والعرب التي تباح هي عرض كل فرد فينا

وتحرقنا تكون تبعا للبيت الذي يليه
أي والله وخاصة وقد حطم العراقييون الرقم القياسي في زمن تشكيل الحكومة الجديدة بسبب النزاعات والتدخلات الخارجية والفتن وال....

قل لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
لا حول ولا قوة إلا بالله

وانت الصادق إذا ما مات كلب أو انتهكت حقوق حيوان وعذرا لهذا فهذا واقع

هذه بالذات ستبقى موضع استخدام ..(فما)
ذكرتني بأبيات كنت قد قلتها لي لشاعر نحبه سوية (قمم قمم....والباقي أظنك قد علمته...)

سلمت يداك لهذا النظم الجميل
دمت شاعراً ....