[align=center]مثوى قلبي الأخيــر
هذا آخر لقاءٍ يا قلبي
لأن وداعنا ناح بصفير
و الآن سأتوجه بروحي
في قبرٍ حجزتهُ في بدرٍ منير
كفّنت كلماتي و غسلت كتبي
و صلّيت الجنازة على جثّث خواطري
و دعوت الله بغفران وفير
فخلعك يا قلبي جريمةُ قسوةٍ
و أظنّ أن حسابها جداً عسير
لكن ماذا أفعلُ بقلبٍ
أصابه الجوى
و رمي سنيناً بالنوى
و كان يظنّ أنه يحيى كأمير
أنامُ في غرفتي و أحسب سقفها
سقف تابوتي
و أنظرُ لسماء الدنيا
و أحسب سمائها تابوتها
و أسأل نفسي :
ما طعمُ التراب ..إن رأيته سمائي
و إن كان لي حلوً ..غير مرير
شيّعتُ أحلامك يا قلبي ..قبل ولادتها
و اليومَ أشيّعك ..لقلبها
فـأنا ...لم أعد أعرف الصحو
و لا النوم
و لا الحياة
و لا الموت
و لا صوت النساء
و لا صوت العصافير
أنا شابٌ بسيطٌ ..
أحببتُ الكفاح لأجد استقراري
و أحببتُ الحبّ من أجلها
و لما واجهتُ نفسي
وجدتُ مثلي الكثيــــر
حافظتُ على كرامتي
و نظافة يدي
و لســاني
و حاولتُ جاهداً بعيني
لكني و إن قالوا عني عملاقاً
وجدتُ نفسي كطفلٍ صغير
فاخترتُ لك يا قلبي ..
أجمل مثوى
في قلبِ عذراءٍ
تجيدُ لغة الملائكة
و هنا فليقولوا ...
هنا مثواه الأخير[/align]
