[align=center]لمّا تكلّمت الفتاة[/align]
[english]صفوة صفوان حنّوف[/english]





كانت يارا تشعرُ بفرح لا يوصف . كيف لا و اليوم لديها مناسبة خاصة جداَ للرقص و الضحك و الاستمتاع بنشوة كبيرة لا تعيشها إلا مرّات قليلةٍ ، أو بالأحرى نادرة . ظلّت تفكّر لساعاتِ طويلةِ كيف و ماذا ستلبس . كان الأمر عادياً عندها أن تنسى واجباتها اليوم لأن فيه زيارة خاصة فلا مانع من تغيير الحالة إلى حالةٍ من الرقص على أغنية جديدة تحبّها أو ستحبّها لأجل الرقص . أسرعت لأداء بعض الأمور في المنزل كي تسمح والدتها لها بالذهاب . رأتها والدتها و قالت :
- ما هذا النشاط يا رورو ؟
- أريد أن أجهز لك المطبخ لأنني خارجة عند السادسة مع الصديقات في زيارة لسراب لنبارك لها بالخطوبة .
- أتمنى خطوبتك قريباً.
أجابت رؤى بتنهد : آه ، إن شاء الله . سراب و قد عرفت ثلاثة شبان قد تمّت خطوبتها على شابٍ غني و وسيم و أنا الأجمل منها و .. و .. و ... و لازلت هنا .
- وكلّي الله يا بنيتي ، هذه قسمة و نصيب ، وقد لا تكون سراب الأولى في حياته ، ثم إنها خطوبة فقط حتى الآن .
- لا اله إلا الله .
قامت يارا بإجراء بعض المكالمات مع صديقاتها و عبّرت عن فرحها الشديد بهذه المناسبة لكنها حافظت على الدرجة المطلوبة من الحياء فهي و صديقاتها من المحجبّات المحافظات حتى و إن جرّبت بعضهن الخوض في عالم الحبّ و الشباب ، إذ أن نشوتها المفقودة بسيطة جداً و حلمها محدود و لا يقطع مدى ما هو محلل للفتاة .
كانت الساعة تمضي ببطء شديد جعل يارا متوترة جدا لأنها جعلت الساعة الرابعة ساعة الانطلاق في اللباس و التزين و التبرّج و ما عليها من انتقاء ثياب للشارع الشرقي الملّوث ببعض الناس غير المتحضّرين و قليلي التهذيب .
دخل والدها لغرفتها لكي يتمتع ناظريه بفتاته الشابة و كيف تتغير و تتبرج بأساليب محببة لدى البنات في سنها . عرضَ أن يوصلها بسيّارته القديمة جدا و قبلت العرض و اتصّلت بصديقاتها لتعلمهم أن لا ينتظروها عند موقف الحافلة .
دقّت الساعة السادسة و التقت يارا بالفتيات و دقت جرس سراب . فتحتْ والدة سراب الباب و دعتْ الجميع للدخول ، كان الجميعُ بانتظار ما ستحضره سراب فهي سخية و برنامجها جميلٌ و الوقتُ يمضي عندها بسرعةٍ كبيرة من رقصٍ و غناءِ و من خلال الأحاديث المحببة لهن . و كانت يارا الفتاة الأكثر توقاً لهذا الشيء.
جلست الفتيات يسالون عن أخبار بعضهن بأسلوبٍ روتيني و فجأة سمعن سراب تصرخ من البكاء و تقولُ أرجوك أعطني فرصةَ أخيرة ، أرجوك ..أرجوك .. و بعدها صرخت (لا ..) بشكلٍ جنوني .
دبّ الرعبُ في قلوب الفتيات و بدأن يسألن : " ما الذي يحصل" ؟
تعالتْ أصوات سراب و والدتها التي خرجتْ و قالتْ : " تستحقين ذلك على أي حالْ"
سأدخل صديقاتك كي يقفوا بجانبك و ينصحوك.
دخلت الفتيات لتجد سراب بكامل أناقتها ، لكن ما كان تحت عيونها أشبه بطلاء أسود أو بلوحة زيتية عن الدمار الأسود أو كالمدفأة بعد أن تغسل .
" ما الذي حصل ؟ " سالتْ إحداهنْ .
" لم أنفد هذه المرّة ." أجابتها سراب .
- ألم ننصحك مراراً بعدم العودة لذلك الشاب ، أليس إياد غنياً و وسيما أكثر من ذلك الذي عاد ليدّمر حياتك ، سمعته سيئة جدا .
ما الذي حدث تفصيلاً : " سألت يارا بفضول كبير ."
أجابت سراب : منذ فترة ، تعرض لي أحد من ارتبطتُ به فترة و لم أستطع منع قلبي بعد كلّ ما أترفه فيه بحياتي أن اطمأن على أخباره ، لكنني لمْ اعلم انه كان يحضّر للقاءي بمرور إياد و منذ فترة سألني إياد عن رقم الشخص ( ر) الموجود على هاتفي الجوّال و مزح معي بقوله " هل هو لرشا أم لريمة أم لــ....؟ " و اجبته بكلّ ثقة : " لا قل إنه لريمي "
- حقيقةً هذا دهاء و كيد كبير ..قاطعتها إحداهن .
- لكن إياد ضحك من شدّة استغرابه بالاسم ، فهو اسمٌ غريب كما تعلمين .

. البارحة و عندما كنت في السوق استوقفني و سلم علي و فجأة ظهر إياد و أتى ليسلّم علينا فعرفته عليه على أنه يوسف ابن عمتي و كان إياد عادياً و لم أدر إلا قبل نصف ساعةٍ أن إياد قد تبعه و عرف أن اسمه الحقيقي ريمي بعد أن رأى الصليب الموجود في يد ريمي عندما تصافحا . و عرف القصّة كلها .
" لماذا يا سراب ؟ لماذا ؟ " سأل الجميع .
- لا يجيب على هذا السؤال إلا من كان في الحبّ معذباً و مجنونا و تائهاً و سعيداً و حزينا. لا يشعرُ بالحبّ إلا من يعتقد به . أجابت سراب .
عادتْ يارا و هي تشعرُ شعورا غريباً ، أحست أنها كانت بحاجة لشيء لم يكن بتلك الأهمية . كانت تفكّر بذلك اليوم الطويل ، بدأت ذاكرتها تطلق وميضاً بعد وميض من مناظر كانت تملئها الشمس و حتى ارتدت ثياب النوم ، أزالت ما تبرجت به و عي تتحسّر على ساعتين من الزمن ذهبتْ هباءً ، لكنها تحمدّت الله أنها لم تكن كسراب رغم صداقتهما .

7/6/2010

السلام عليكم :

أكيد فيه تتمة للقصة , بانتظار البقية

و حنشوف "يارا " بأية مسار جتمشي بعد هالحادثة و هالقصة اللي أكيد في وراها عبرة

عن الفراغ الموجود عند بعض الفتيات الذي لا يلبث أن يمتلئ بتفاهات لا تجلب لهن إلا المتاعب و الضياع

مشكور على القصة

.............

السلام عليكم :
فهمت انها شخصية متل شخصية اي صبية شرقية , بتحب تساير و تكون مع المجموعة

وهي انسانة محافظة الى حد ما
بس بعد ما راحت و شافت هالموقف عن رفيئتها و اللي هوي موقف بيعكس فراغ و ضياع و عدم استقرار

توقعت ترجع تعيد حسابتا بحياتها , و تبدأ تبحث عن وسط جديد يلاءمها ويلاءم ميلها المحافظ

توقعت تلائي هالوسط , و تبحر مع صحبة صالحة تورجيها الدنيا بصورتها المهذبة و الحلوة
توقعت تبحر في بحر العلم و تنهل من ماء الدين

و ترسو على بر الأمان و الاستقرار مع صديقاتها الجدد و صحبتها الصالحين

و أن يتوج ذلك بمكرمة من الله عليها بزوج صالح , طيب أمين

و تكوّن أسرة تكون مثال الأسرة المسلمة الصالحة التي تسعى لرضا الله و لجنات النعيم

وتوتة خلصت الحتوتة

بس هيك توقعت

................................

شكرا كتير الك
صراحة عطيتيني أفكار جديدة لقصّة تانية