ســــــرافيـــــس
خرجت في عذاب روح
من بعد جهد رهيب
غسلت وجهي بقطرات ماء
وذهبت لقارعة الطريق
أتقلب على جمر روتين ٍ
وعلى أنات نحيب
كان هناك في رأس الشارع
جمهرة أناس فوق بعضهم
كغيم شتاء أسود عجيب
وقفت معهم أصارع الوقت
ودقات الثواني تعصف بأذني
أقف بجانب الموقف الرهيب
الشمس تلفح رأسي
ودماغي يغلي
والغبار قد استفحل فوقي
قد قـلـَّب جسدي أسوأ تقليب ........
أتت سيارة بيضاء
مشرئبة العنق بمقاعدها
وقفت بسرعة أمامنا
وهجم الناس عليها
كسرعة برق في السماء
كذئاب على فريسة
انخرطتُ بين الجمع الغفير
وأتى رجل ضخم واتكأ فوقي
وآخر يدفعني
وصراخه قد ملأ الأرجاء
قد خرّب كياني
وانشق قميصي من بعد ما
أعلن على مقعده الاستيلاء
جلست والناس فوق بعضهم
كصندوق ضيق مليء
بخيار و قثاء
يصرخ شخص من خلفي
يلقي يده فوق كتفي
ويقول: ( اعطيه واحد ) ويكررها
وبضجيج حنجرته يلوث الأجواء
أحسست بنقص في رجلي
فنظرت
يا ويلي قد سقطت فردة الحذاء............
اهتزاز قوي ورجات
من آثار الطرق العليلة
وصوت المذياع يوقظ الأموات
وتأتي السائق أوقاتا
تتخبط بها أمعائنا
من قوة الهزات
شخص يأكل بذورا
والآخر يخنق الجو بدخان تبغه
ورائحة عرق تفوح
لا أدري من أي جهة
من الجهات
وبجانب الذي خلفي تجلس فتاة
تنهال عليها عيون
وعلى أنوثتها تهطل
من فم وحوش كلمات
السائق يرفع صوت المذياع
فله مزاجه في النظرات
وله نظريته
في جذب البنات
والدنيا تهتز بنا
على عزفه فوق الطرقات
ينزل راكب ٌ يصعد راكب ْ
راكب ٌ ضخم قد صعد
ربما هو عامل شبكات
جلس بجانبي بعنف
ولطخ جسدي بثيابه
بشحم ٍ بزيتٍ بقاذورات
رائحته قد ملأت الأجواء
شرطي قد أوقفنا
وكما قال فقط للحظات
دندن عزفا سيمفونيته
و همر السائق بأبشع أصوات
مضت نصف ساعة
ورجل الشرطة قد أسهب بكتابة مخالفات
ومضينا.... بعد ما الوقت قد فات.................
صعدت امرأة آخر مقعد
وطفلها يجلس في حضنها
وبدموعه قد تمرد
يطلق صفارات إنذار من فمه
يدمي صوتا ً يخنق عقلا ً
يا لفظاعة المشهد
صعدت للتو فتاة
قمرٌ بدرٌ وأنا أشهد
فصرخ الجميع مع السائق
ربـــــــــــــاه
أأتانا ملاك من مرقد
همّـت صاعدة بهدوء
فوجدت ألف مقعد
انحنت رؤوس الجالسين
وكادوا يبنون لها معبد
مكياج صارخ يبرق
وكاد السائق أن يتجمد
ضرب المكابح بقوة
فقد كاد أن يضرب
عامودا ً حديديا ً أسود
وتبعثرنا نحن كالنحل
أطلق رجل من آخر مقعد استنكارا
هزّ آذاننا
وكاد ينفجر غشاء الطبل
رد السائق عليه
وكفـّى ووفـّى بالشتائم
ولطخ ذقن الراكب بالوحل...................
القافلة تسير
وكل دقيقة
يشتم السائق ما بجانبه
في جوانب الأرصفة
و في المسير
فجأة طرنا
يا ويـــــــــــــــــلي
مطبٌّ إسفلتي كبير
قفزت السيارة فوقه
وهبطت بسرعة
ودقت رؤوسنا بالسقف
وانهمر غضبنا المرير
دخنا من كثرة الإعياء
يا ربي ما هذا الصرير
صوت صفير المحرك ينفث يصعق
في أذننا وفي عقولنا
قد أرهقنا صوت الصفير
متى هذا يزول وما الحل
يا الله يا قدير
سليمان الحسن 29/3/2010
خرجت في عذاب روح
من بعد جهد رهيب
غسلت وجهي بقطرات ماء
وذهبت لقارعة الطريق
أتقلب على جمر روتين ٍ
وعلى أنات نحيب
كان هناك في رأس الشارع
جمهرة أناس فوق بعضهم
كغيم شتاء أسود عجيب
وقفت معهم أصارع الوقت
ودقات الثواني تعصف بأذني
أقف بجانب الموقف الرهيب
الشمس تلفح رأسي
ودماغي يغلي
والغبار قد استفحل فوقي
قد قـلـَّب جسدي أسوأ تقليب ........
أتت سيارة بيضاء
مشرئبة العنق بمقاعدها
وقفت بسرعة أمامنا
وهجم الناس عليها
كسرعة برق في السماء
كذئاب على فريسة
انخرطتُ بين الجمع الغفير
وأتى رجل ضخم واتكأ فوقي
وآخر يدفعني
وصراخه قد ملأ الأرجاء
قد خرّب كياني
وانشق قميصي من بعد ما
أعلن على مقعده الاستيلاء
جلست والناس فوق بعضهم
كصندوق ضيق مليء
بخيار و قثاء
يصرخ شخص من خلفي
يلقي يده فوق كتفي
ويقول: ( اعطيه واحد ) ويكررها
وبضجيج حنجرته يلوث الأجواء
أحسست بنقص في رجلي
فنظرت
يا ويلي قد سقطت فردة الحذاء............
اهتزاز قوي ورجات
من آثار الطرق العليلة
وصوت المذياع يوقظ الأموات
وتأتي السائق أوقاتا
تتخبط بها أمعائنا
من قوة الهزات
شخص يأكل بذورا
والآخر يخنق الجو بدخان تبغه
ورائحة عرق تفوح
لا أدري من أي جهة
من الجهات
وبجانب الذي خلفي تجلس فتاة
تنهال عليها عيون
وعلى أنوثتها تهطل
من فم وحوش كلمات
السائق يرفع صوت المذياع
فله مزاجه في النظرات
وله نظريته
في جذب البنات
والدنيا تهتز بنا
على عزفه فوق الطرقات
ينزل راكب ٌ يصعد راكب ْ
راكب ٌ ضخم قد صعد
ربما هو عامل شبكات
جلس بجانبي بعنف
ولطخ جسدي بثيابه
بشحم ٍ بزيتٍ بقاذورات
رائحته قد ملأت الأجواء
شرطي قد أوقفنا
وكما قال فقط للحظات
دندن عزفا سيمفونيته
و همر السائق بأبشع أصوات
مضت نصف ساعة
ورجل الشرطة قد أسهب بكتابة مخالفات
ومضينا.... بعد ما الوقت قد فات.................
صعدت امرأة آخر مقعد
وطفلها يجلس في حضنها
وبدموعه قد تمرد
يطلق صفارات إنذار من فمه
يدمي صوتا ً يخنق عقلا ً
يا لفظاعة المشهد
صعدت للتو فتاة
قمرٌ بدرٌ وأنا أشهد
فصرخ الجميع مع السائق
ربـــــــــــــاه
أأتانا ملاك من مرقد
همّـت صاعدة بهدوء
فوجدت ألف مقعد
انحنت رؤوس الجالسين
وكادوا يبنون لها معبد
مكياج صارخ يبرق
وكاد السائق أن يتجمد
ضرب المكابح بقوة
فقد كاد أن يضرب
عامودا ً حديديا ً أسود
وتبعثرنا نحن كالنحل
أطلق رجل من آخر مقعد استنكارا
هزّ آذاننا
وكاد ينفجر غشاء الطبل
رد السائق عليه
وكفـّى ووفـّى بالشتائم
ولطخ ذقن الراكب بالوحل...................
القافلة تسير
وكل دقيقة
يشتم السائق ما بجانبه
في جوانب الأرصفة
و في المسير
فجأة طرنا
يا ويـــــــــــــــــلي
مطبٌّ إسفلتي كبير
قفزت السيارة فوقه
وهبطت بسرعة
ودقت رؤوسنا بالسقف
وانهمر غضبنا المرير
دخنا من كثرة الإعياء
يا ربي ما هذا الصرير
صوت صفير المحرك ينفث يصعق
في أذننا وفي عقولنا
قد أرهقنا صوت الصفير
متى هذا يزول وما الحل
يا الله يا قدير
سليمان الحسن 29/3/2010
