مكتب السيدة حفيظة
كنت في ليلة
قد أشبعتها النجوم لثما وتقبيلا
أشعلت قنديلي
وزاد الذئب في العويل عويلا
ترنحت كلماتي بغفوة هلكى
قد أخرجت من صدري هما ثقيلا
نمت وغرقت في حدود أحلامي
وخطواتي فيها ترسم دربا طويلا
استيقظت في غصة كبرى
قد خلقني الخالق جسدا نحيلا
توضأت من ماء طهور
ورتلت كلمات ربي ترتيلا
هممت بأوراق عظيمة
ثقلها أضنى هما دخيلا
مصنف اوراق مضجر
وطوابع تحمل ثمنا ثقيلا
خرجت بها مرغما
وصعدت الحافلة الطويلة
والناس كالأاشباح حولي
يضخون السم من وجوههم النحيلة
وصلت من بعد عناء ومشقة
والصبر قد صار قليلا قليلا
أزحت أقدامي من تلك الخردة
واتجهت لبناء كان ضخما طويلا
دخلت
أوقفني شخص على البوابة
يسمونه الحارس عبد الجليل
حاصرني بصوته الأجش
وقال من أنت يا دخيل
قلت له صاحب معاملة
قد قيدني بها القانون الجميل
أشار بعينيه لجعبتي
كي أدفع رسوم العبور له
ولأسجل في جيبته خمسين تسجيل
أخرجت المال بمرارة
ودسستها في شعر صدره الطويل
دخلت برحمة ربي
وأمامي سلم طويل
مكتب السيدة حفيظة
في الطابق العاشر
في آخر الممر الطويل
صعدت بطلوع روحي
والعرق يصب كماء سلسبيل
دخلت وسبحت
بين أكتاف المراجعين
والهواء والله قليل
ونفسي قد ضاق
وجسدي قد انهد من الطريق الطويل
دخلت
وعند الباب أوقفني موظف
يسمونه الحارس جميل
نظر علي نظرة
أوقعت الأوراق من يدي
وقد هبط علي كالبرميل
أوقفني
وأشار بجفنيه لجيبي العليل
اعطيته المال قبل أن يتكلم
فالموقف واضح
ولا يحتاج إلى تفصيل
هممت بالدخول من بعد رضاه
وحبست أنفاسي لوت طويل
الناس كالأاشباح يتزاحمون
والأمر صعب
والوصول لطاولتها مستحيل
صوت دقات الثواني يعصف بأذني
يا ربي متى الرحيل
وصلت بعد ساعتين لها
فوجدت شبحا انثويا
مستحاثة تبدو من زمن طويل
وسيجارة التبغ في فمها
ترسم قيدا يلف جسدي العليل
نظارة صدأة فوق انفها
كخزانة ثياب مالها بديل
وتعرجات شيطانية على جبينها
تقتل الأمل وتجود في التقتيل
صرخت في وجهي وزمجرت
والت أسرع بطلبك الطويل
جالسة كملكة متوحشة
فوق كرسيها
وحولها الناس كالتماثيل
بيروراطية تفوق الوصف
وسلطة قد فاقت المنطق الضليل
صرخت في أم رأسي
وقالت بسرعة هات الأوراق
وبأموالك لا تكن بخيلا بخيل
نفثت سمها في وجهي
وأخرست كلامي والدليل
سلمتها ما بيدي
فأرسلني لعبد الجليل
طلبت من أمرا قد صعقني
طلبت مني إعادة عمل معاملتي
فقدت حلمي وصبري
واهتز كياني الذليل
شباك دائما أمامنا
نحن المواطنون
جرذان تحت يد السيدة حفيظة
وتحت قلمها الثقيل
منذ شهر وأنا أجهد نفسي
باستخراج أوراقي وإنهائها
واليوم أقفلت على أملي
وقتلت حمام فرحتي ونحرت الهديل
ما الحل وأنا مقيد
بأصفاد تكبرها وجحرها الثقيل
انتحر الصبر من صبري
وأصبح حلمي كالقتيل
ما العمل لإنهاء حياتي
فقد سمعت الوضع الرذيل
ســــــــــــــــليمان الحســــــــــــن
15/10/2009
 إضغط على الصوره لتراها بحجمها الطبيعي |
 |
كنت في ليلة
قد أشبعتها النجوم لثما وتقبيلا
أشعلت قنديلي
وزاد الذئب في العويل عويلا
ترنحت كلماتي بغفوة هلكى
قد أخرجت من صدري هما ثقيلا
نمت وغرقت في حدود أحلامي
وخطواتي فيها ترسم دربا طويلا
استيقظت في غصة كبرى
قد خلقني الخالق جسدا نحيلا
توضأت من ماء طهور
ورتلت كلمات ربي ترتيلا
هممت بأوراق عظيمة
ثقلها أضنى هما دخيلا
مصنف اوراق مضجر
وطوابع تحمل ثمنا ثقيلا
خرجت بها مرغما
وصعدت الحافلة الطويلة
والناس كالأاشباح حولي
يضخون السم من وجوههم النحيلة
وصلت من بعد عناء ومشقة
والصبر قد صار قليلا قليلا
أزحت أقدامي من تلك الخردة
واتجهت لبناء كان ضخما طويلا
دخلت
أوقفني شخص على البوابة
يسمونه الحارس عبد الجليل
حاصرني بصوته الأجش
وقال من أنت يا دخيل
قلت له صاحب معاملة
قد قيدني بها القانون الجميل
أشار بعينيه لجعبتي
كي أدفع رسوم العبور له
ولأسجل في جيبته خمسين تسجيل
أخرجت المال بمرارة
ودسستها في شعر صدره الطويل
دخلت برحمة ربي
وأمامي سلم طويل
مكتب السيدة حفيظة
في الطابق العاشر
في آخر الممر الطويل
صعدت بطلوع روحي
والعرق يصب كماء سلسبيل
دخلت وسبحت
بين أكتاف المراجعين
والهواء والله قليل
ونفسي قد ضاق
وجسدي قد انهد من الطريق الطويل
دخلت
وعند الباب أوقفني موظف
يسمونه الحارس جميل
نظر علي نظرة
أوقعت الأوراق من يدي
وقد هبط علي كالبرميل
أوقفني
وأشار بجفنيه لجيبي العليل
اعطيته المال قبل أن يتكلم
فالموقف واضح
ولا يحتاج إلى تفصيل
هممت بالدخول من بعد رضاه
وحبست أنفاسي لوت طويل
الناس كالأاشباح يتزاحمون
والأمر صعب
والوصول لطاولتها مستحيل
صوت دقات الثواني يعصف بأذني
يا ربي متى الرحيل
وصلت بعد ساعتين لها
فوجدت شبحا انثويا
مستحاثة تبدو من زمن طويل
وسيجارة التبغ في فمها
ترسم قيدا يلف جسدي العليل
نظارة صدأة فوق انفها
كخزانة ثياب مالها بديل
وتعرجات شيطانية على جبينها
تقتل الأمل وتجود في التقتيل
صرخت في وجهي وزمجرت
والت أسرع بطلبك الطويل
جالسة كملكة متوحشة
فوق كرسيها
وحولها الناس كالتماثيل
بيروراطية تفوق الوصف
وسلطة قد فاقت المنطق الضليل
صرخت في أم رأسي
وقالت بسرعة هات الأوراق
وبأموالك لا تكن بخيلا بخيل
نفثت سمها في وجهي
وأخرست كلامي والدليل
سلمتها ما بيدي
فأرسلني لعبد الجليل
طلبت من أمرا قد صعقني
طلبت مني إعادة عمل معاملتي
فقدت حلمي وصبري
واهتز كياني الذليل
شباك دائما أمامنا
نحن المواطنون
جرذان تحت يد السيدة حفيظة
وتحت قلمها الثقيل
منذ شهر وأنا أجهد نفسي
باستخراج أوراقي وإنهائها
واليوم أقفلت على أملي
وقتلت حمام فرحتي ونحرت الهديل
ما الحل وأنا مقيد
بأصفاد تكبرها وجحرها الثقيل
انتحر الصبر من صبري
وأصبح حلمي كالقتيل
ما العمل لإنهاء حياتي
فقد سمعت الوضع الرذيل
ســــــــــــــــليمان الحســــــــــــن
15/10/2009
