آرتين لتعليم اللغات https://forum.art-en.com/ |
|
حلفت ألا أجعل شارون يفرح بدموعي https://forum.art-en.com/viewtopic.php?t=18901 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | Eng. Feras [ الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 3:31 pm ] |
عنوان المشاركة: | حلفت ألا أجعل شارون يفرح بدموعي |
![]() 'زيارته في تلك الليلة كانت مفاجئة.. جاء متخفيا.. لم نستغرب فقد كنا نراه علي فترات متباعدة، لأنه مطارد ومطلوب علي قوائم الاغتيال الصهيونية.. ليلتها كان وجهه يشع نورا، وحديثه معنا طول الليل كان منصبا حول الاستشهاد، ومكانة الشهداء، وشوقه وحنينه إلي لقاء الشهيد 'أحمد ياسين' ثم قام وتوضأ، ووضع العطر علي ملابسه حتي يؤدي صلاة العشاء، سمعته ينشد: 'أن تدخلني ربي الجنة فهذا أقصي ما أتمني'.. هكذا بدأت زوجة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي رشا صالح العدلوني التي تشتهر ب'أم محمد الرنتيسي' تروي ل'الأسبوع' اللحظات الأخيرة في حياة زوجها قائد حركة المقاومة (حماس) قبل استشهاده بلحظات.
التقيناها قبل أيام، أثناء زيارتها لمصر ضمن برنامج أعدته 'حماس' لتأهيل القيادات النسائية في فلسطين، عبر لقاءات وفعاليات تتم في دول عربية من بينها مصر، لاحظنا أن زوجة الرنتيسي تحاول إخفاء غصة من جراء فراق الزوج.. لكنها سرعان ما تتماسك، وتتحدث بصلابة منقطعة النظير وهي تستطرد: 'بعد خروج زوجي بخمس دقائق سمعت دوي انفجار.. شعرت بأن شيئا ما أصابه.. ظللت علي حيرتي حتي سمعت جهاز الراديو، يعلن أن سيارة الدكتور 'الرنتيسي' استهدفت، وأنه في العناية المركزة.. لا أستطيع أن أصف مشاعري في تلك اللحظة.. حقا كانت لحظة صعبة.. زوجي بين الحياة والموت، وبعدها بلحظات بين يدي ربه شهيدا.. لكني تذكرت حديثه بألا أقف أمام الحدث، وأن أنظر دائما إلي المستقبل'! نهضت مسرعة.. توضأت وصليت العشاء.. دعوت الله بالنصر والنجاة للمقاومة ولكل الشعب الفلسطيني.. بكيت وأنا ساجدة.. دعوت الله أن يثبتني أنا وأولادي، فنزلت علي قلبي السكينة، عندها أخذت عهدا علي نفسي، ألا أïفرح السفاح 'شارون' بدمعة واحدة. ابنتي دخلت عليٌ وهي تكبر وتحمد الله وتعانقني وتهنئني بشهادة والدها.. رددت: الحمد لله لقد طلبها بصدق فنالها.. أولادي يحتضن بعضهم البعض.. يهنئون أنفسهم بشهادة والدهم.. نعم كنا سعداء بشهادة الدكتور الرنتيسي، فكل فلسطيني يتمني الشهادة، وعندما نعلم أن الله أعطاها لزوجي كيف نحزن؟! كيف؟! تتذكر أم محمد الرنتيسي اللحظات العصيبة التي أعقبت نبأ الشهادة قائلة 'النساء من كل حدب وصوب جئن إليٌ للتهنئة بشهادة زوجي وكلهن حزن وألم وعيونهن مليئة بالدموع علي فراق القائد والرمز، فإذا بثبات من عند الله يجعلني أشد من أزرهن، وأخفف عنهن تلك الفاجعة، فالدكتور الرنتيسي لم يكن ملكا لنا فقط، بل كان رمزا لكل الشعب الفلسطيني.. الجميع حزن علي فراقه، وطوال الأيام الثلاثة التي كنت استقبل فيها وفود المهنئين (المعزين) من فلسطين وخارج فلسطين، كنت واقفة علي رجلي وتعلو وجهي ابتسامة هادئة وقد أردت أن أوصل رسالة للإسرائيليين الذين أسعدهم نبأ استشهاده، وكانوا يتابعون رد الفعل لدي حماس والشارع الفلسطيني عامة، كنت أريد أن يعلموا أننا صامدون ولن نقهر أبدا. 'أم محمد الرنتيسي' سيدة من طراز خاص، فرغم الهدوء والصفاء الذي يكسو ملامحها، إلا أنها قوية الإرادة حازمة فيما يخص الثوابت الوطنية.. تتمتع بدرجة عالية من الثقة بقضاء الله والتضحية من أجل الدين والوطن حتي أنها قالت: 'لقد وهبت أولادي الستة وأحفادي ال17 وقبلهم نفسي لله عز وجل وللقضية الفلسطينية'. تقول: رفضت تأجيل موعد عقد قران ابني 'أحمد' بسبب استشهاد والده.. اتممت عقد القران بعد الوفاة بأسبوعين، لأن الدكتور الرنتيسي التزم مع أهل العروس بالموعد وكان لابد من الوفاء بالوعد. سألناها عن موقفها وشعورها من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الدكتور الرنتيسي وابنها 'أحمد' التي جعلت من نجلها 'الشهيد الحي' بحسب وصف الأطباء قالت: كنت أريد أن أعرف ما حدث مع ابني الذي كان مع والده في السيارة، ذهبت لتعزية أسرة 'المرافق الخاص' لزوجي بشهادة ابنهم فانتظرت حتي ودعت جميع المهنئات وفوضت أمر ابني لربي وانطلقت علي منزل المرافق الشهيد، قدمت لهم واجب التهنئة وذهبت للمستشفي كان ذلك في الساعة الخامسة مساء. وجدت زوجي علي سرير وبحالة جيدة وحوله رجال الإعلام والصحافة فهنأته بسلامته وأمامه وجدت سرير ابني وهو في غيبوبة تامة فور خروجه من غرفة العمليات بعد إجراء عملية بالقلب وأخري بالرئة وكان رأي الأطباء أنه لا حياة لابني. تصمت زوجة الرنتيسي لحظات، قبل أن تقول: هذا الموقف احكيه للصحافة لأول مرة لقد وقفت بجوار سرير ابني 'أحمد'.. لم يكن قد أكمل عامه العشرين وخاطبته وهو في غيبوبة الإصابة: يا أحمد، يا ولدي، كنت دوما تسعي للشهادة.. تبحث عن عملية استشهادية تشفي بها غليل الأمة وتثلج صدورنا، فادعو الله إن كان الخير في الشهادة فليعطك إياها، وإن كان الخير في الحياة فليهبك إياها.. وودعت زوجي وانسحبت من المستشفي'. تتذكر أم محمد الرنتيسي عندما دخلت المستشفي، ووجدت ابنها أفاق من الغيبوبة بعد أربعة أيام، لكن أطرافه كانت مشلولة.. قلت له: كيف حالك يا ابني؟ قال: أحمد الله يا أمي، وأدعوه أن يرضي عنك، فتحركت بداخلي عاطفة الأم، وبشغف وخوف سألته: ما الذي يؤلمك يا أحمد؟ قال: كل جسدي يا أمي، فكادت الدموع تنهمر من عيني.. شعرت بانقباضة في صدري.. لكني تذكرت حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم في أحد المواقف المشابهة مع الصحابة عندما قال: 'الله ارحم بعباده من هذه علي ابنها' فاستحييت أن ادعو الرحيم أن يشفيه، وقد كرمنا الله وتحرك 'أحمد'.. سار علي قدميه بعد شهر واحد تقريبا بعدما أجمع الأطباء علي استحالة وقوفه علي قدميه قبل عامين لكنه لايزال يعاني حتي اليوم من الإعاقة ومع ذلك تزوج، وأنجب عبدالعزيز الرنتيسي الحفيد. وتتعمق زوجة الرنتيسي أكثر وأكثر في الدور الفدائي للأسرة في سبيل الكرامة الفلسطينية، تقول: فقدت ابنتي 'أسماء' زوجها 'علاء الشريف' بعد وفاة الدكتور الرنتيسي بأربعة شهور.. كان قائدا قساميا في أحد منازل رجال المقاومة وقصفت الصواريخ الصهيونية هذا المنزل فلقي 'علاء' ربه شهيدا ، وتزف البشري لأم محمد الرنتيسي التي تخر ساجدة لله وتتصل بوالدة علاء وقت الاستشهاد فتجدها تردد 'الحمد لله سبقنا إلي الجنة' وابنة الرنتيسي تقبل شقيقات زوجها ووالدته وهي تحمد الله علي نبأ استشهاده. وعن كيفية صمود زوجة الرنتيسي أمام إبعاد زوجها في جنوب لبنان وطوال فترات اعتقاله تقول: 'لقد اخترنا طريق المقاومة ونعلم أنه كله ابتلاءات، لكن تحرير الأرض والعرض من الدنس الصهيوني هو غايتنا، ونحن جيل تربينا علي يد الشيخ أحمد ياسين الذي ألمت لفراقه أكثر مما حزنت علي زوجي: فهو مربينا ومعلمنا الأول لأهمية الجهاد وفرضيته حتي انطلقنا اليوم وأجبرنا عدونا علي الانسحاب من غزة'. وتتذكر زوجة الرنتيسي كلمة زوجها عندما قال للسلطة الفلسطينية: 'أعطونا خمس سنوات وسنحرر القطاع' بالفعل بعد خمس سنوات من انتفاضة الأقصي التي بدأت عام 2000 وسلاح المقاومة الذي هو خيار حماس الأول انسحبت إسرائيل من القطاع وكان زوجي يراهن علي نصر الله وقد قال كلمة لن أنساها 'طالما قدمت المرأة الحماسية ولدها للعمليات الاستشهادية فإن نصر الله قريب'. -------------------------------------- منقـــــــــول |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00 |
Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Group http://www.phpbb.com/ |