الأخت الكريمة
سحر بارك الله بك ورعاك وجعله الله في ميزان حسناتك ..
موضوع رائع وحساس جدا جزاك الله كل خير
.........................
الحمد لله الذي قدر الأمور وأمضاها وعلم أحوال الخلائق قبل خلقهم وقضاها ولا يقع شيءٌ في كونه إلا بعلمٍ منه ونظر وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له لطائف الحكمة وخفيات القدر ، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله وخيرته من كل البشر
قال سبحانه وتعالى
((
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ))( سورة القمر )
((
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ))( سورة الخجر )
عن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه
أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى
الله عليه وسلم عن الإيمان فقال
((
أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت ))( رواه مسلم )
وقال النبي صلى
الله عليه وسلم
((
وإن أصابك شيءٌ فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ))( رواه مسلم )
أن الله تعالى خالق كل شيءٍ وربه ومليكه ، وأنه سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا يكون في الوجود شيءٌ إلا بعلمه ومشيئته وقدرته
و الإيمان بالقضاء والقدر يقوم على أربعة أركان مرتبطة ببعضها لا يقوم الإيمان إلا بتحقيقها ، وهي
العلم والكتابة والمشيئة والخلق
فالعلم هو :
الإيمان بأن الله تعالى عالمٌ بكل شيءٍ جملةً وتفصيلا أزلًا وأبدا ف؛ يعلم الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل ، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة ٍفي السموات ولا في الأرض
ومن آثار الإيمان بالقضاء والقدر التوكل على الله
وهو نصف الدين ولب العبادة والتوكل هو توجه القلب إلى الله واستمداد المعونة منه والاعتماد عليه وحده بعد بذل السبب
التوكل يعني الثقة بالله والطمأنينة به والسكون إليه ، وهو التعلق بالله ف
ي كل حال
قال تعالى
((
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ))( سورة الفرقان )
((
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )( سورة الطلاق )
التوكل لا يعني ترك الأسباب ، بل يعني عدم تعلق القلب بها .. فإذا عزمت فتوكل على الله ، والشريعة أمرت العامل بأن يكون قلبه منطويًا على انفراد التوكل
فإذا استضاء به أمده الله بالقوة والعزيمة والفهم والبصيرة والصبر والتوفيق وصرف عنه الآفات وأراه من حسن العواقب ما لم يكن ليصل إليه الإنسان لولا توفيق الله
القوة التي يشعر بها المتوكل على الله عز وجل هي قوة نفسية وروحية تصغر أمامها القوة المادية
فـــ نجد في ذلك الحالة التي واجهها سيدنا ابراهيم عليه السلام حين ألقى في النار فلم يشتغل بسؤال مخلوق إنس أو ملك ولم يشتغل إلا بقوله
((
حسبي الله ونعم الوكيل ))