حدث في بلاد الـ "واك واك" أن اشتركت فرقها في عشرات من المسابقات و البطولات و التّحديات سواء قاريّة و عالميّة أم حتى مع دول الجّوار, لكن دون أن تحصد نتائج تذكر.
فقرّرت أن تشارك لاحقا و تختصّ فقط بما تتميّز به و تبدع من خلاله.
و بعد مشاورات و مداولات ساخنة و طويلة أقرّت الخطّة السداسيّة التّاسعة أن تتمّ المشاركة فقط في سباق التّجديف لقطع 1000م وصولا إلى الضّفة المرجوّة.
و بعد مرحلة طويلة من الاستعدادات و القرارات خسر فريق "الواك الواك" بفارق كبير أمام منافسه و هو ما أثار اهتمام و تفاجؤ المتابعين, وعند تحليل السّبب, وجد أنّ الفريق الفائز يتكوّن من مدير قارب + ستة مجدّفين فيما يتكوّن فريق "الواك الواك" من ستة مديرين + مجدّف واحد...!
و خلال عشر سنوات لم ينس خلالها قسوة الخسارة, صمّم "الواك الواك" على ردّ الاعتبار بعد أن أعاد خلال هذه السّنوات تشكيل و تنسيق بنيانه و قام بعملية إعادة هيكلة, مؤسسا على تجربته الخاسرة و محاولا الاستفادة من الأخطاء التي وقع بها. لكن النتيجة جاءت مخيّبة أيضا, إذ ازداد حجم و فارق الخسارة!
و عند تحليل الأسباب تبيّن أن تشكيل بعثة الفريق بعد "التّحديث" كان يتكوّن من مدير عام للقارب+ سكرتيرة + نائب مدير عام + معاون مدير عام + مدير إدارة التّجديف + رئيس قسم التّجديف , إضافة إلى بطل التّجديف في المؤسّسة.
و هكذا كان لابدّ من وضع النّقاط على الحروف, فالمصلحة العليا لبلاد "الواك الواك" فوق كلّ اعتبار و أهم من سائر المصالح و الاعتبارات الشّخصية. فتداعت اللّجان الرقابية و التّفتيشية لوضع حد للمهزلة و معاقبة المسيئين و المقصّرين. مهما كانت درجة مسؤوليّاتهم, لاسيّما قبل خوض غمار المنافسات و التّحديات القادمة, و تشكّلت لجنة عليا للبحث في أسباب الاخفاق, ضمّت في عضويتها إضافة إلى مندوبي التّحقيق كلا من مدير عام القارب و السكرتيرة و نائب المدير العام و معاون المدير العام و بعد اجتماعات و تحقيقات مطوّلة, أوصت اللّجنة و قررّت ما يلي:
-إعفاء مدير إدارة التّجديف من مهامه و تسميته مستشارا عاما لشؤون التّجديف..!
-إعفاء المهندس رئيس قسم التّجديف من مهامه و إرساله لإتباع دورة تدريبية خارجيّة مكثّفة و متطوّرة حول "طبّ الأطفال".!!
-كما قرّرت إعفاء بطل التّجديف و تجريده من مهامه كافّة و الحجز على أمواله و أموال زوجته المنقولة و غير المنقولة ضمانا لسداده كافّة التّكاليف المترتّبة على سفر البعثة ...!
هاني الملاذي
_________________
There is no easy walk to freedom anywhere, and many of us will have to pass through the valley of the shadow of death again and again before we reach the mountaintop of our desires.
Nelson Mandela