[align=center]حين نحاول أن نفصّل ثوباً على مقاسنا نحن السوريون , نتفاجأ أحياناً حين الإنتهاء منه
بطول أكمامه, أو ضيق خصره , ولكننا نأبى أن نعترف بأننا أخطأنا في التفصيل منذ
البداية , وهذه حالنا منذ أن عرفتنا الدولة العثمانية
, وحينها قرّرتْ بأن تفصّل لنا ثوباًمشابهاً لثوبها الذي كان مناسباً تماماً لمقاسنا , وبعد أن رحلت هذه الإمبراطورية أو
دُحرت كما يطيب للبعض القول , التصقنا بهذا الثوب , وضعنا في تفاصيله , واصبحنا
نكبر وكل يومٍ يمرّ علينا يضيق هذا الثوب أكثر فأكثر ,
وكثيرةٌ هي المحاولات التي أرادت بأن تخرجنا من هذا الجلباب القديم , حتّى أنّ فرنسا نفسها (زعلت علينا) , فقررت تفصيل
ثوبٍ جديد , ولكن خدعتنا تلك الأخيرة , فبدل أن تخلّصنا من ثوبنا مزّقته وقطعته , فتركتنا
عاريين ورحلت( أو دُحرت كما يطيب للبعض القول) , واذا اردت ان تبحث عن بقايا أثوابٍ
عثمانية فبإمكانك ان تجدها في الكوسا محشي والباسماشكات , في أسواقنا , في طريقة
زواجنا , .... إلخ .
والشيء المؤلم بالموضوع , هو أنّ 99 بالمئة من شعبنا يظنّ بأن العادات التي نقوم بها
والتي نتميز بها عن الغرب كالطربوش والجلباب مثلاً , هي عاداتٌ سورية , ولكن للأسف
ف 400 سنةٍ من الإحتلال كانت أكثر من كافيةٍ لنكون نسخة مقلّدة عن الأتراك
, والشيء الوحيد الذي كان مميزاً عند الأتراك هو أنهم مسلمون , يغارون على شرفهم .
الآن لم يعد هناك دولة عثمانيّةا هنا , حتّى اننا بتنا نفتقد لشخصية مميزة تميّزنا عن باقي الدول
فعاداتنا هنا هي مزيج فرنسي-عثماني , ولكن جيلنا الجديد قد لبس ثوباً جديداً , ولكنه للأسف ليس مختلفاً
عن الثوب القديم , فبات ثوب لميس ويحيى ومهنّد ونور يناسبنا أكثر , فمبروكٌ لنا ثوبنا
الجديد, ومبروكٌ علينا حريّتنا[/align].
