بسم الله الرّحمن الرّحيم
الشفق و أنواعه:
قال سبحانه تعالى :
( فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ )
[ الانشقاق : 16 ] ،
وهذا اليقين من قسم الله سبحانه و تعالى بالشفق،الذي هو آية كريمة كونية لتلفت الألباب
إلى الظاهرة الفلكية، لكي تعلم وتتعلم ما هو المعنى العلمي للشفق إذ يتدرج الضوء على
دائرة الأفق المرئي من جهة شروق الشمس كذلك من جهة غروب الشمس بنفس أنواع
الشفق، والشفق عبارة عن تدرج لحالة الضوء من إظلام معتم إلى الخط الفاصل
بين اللون الأسود واللون الأبيض وهو بما يعرف بالفجر، ويعرف بالنسبة لعلماء الفلك باسم
الشفق الفلكي الصباحي، وتكون الشمس أسفل الأفق المرئي بقيمة 18 درجة، ثم إذا ما
ارتفعت الشمس الظاهرية ست درجات للصعود من جهة الشرق فإن الضوء الأزرق القاتم يبدأ
في الظهور على خط الأفق المرئي ويطلق على حالة الضوء بالشفق البحري ، ويكون أكثر
وضوحاً لحالة هذاالشفق على الأفق البحري، وكذلك على أفق الصحارى الخالية من الجبال .
أما تمييزه داخل المدن فهذا أمر صعب حيث لا يمكن تمييز المباني بالوضوح الكامل، إنما تظهر
متلاصقة بظلال قاتمة، ثم تستمر الشمس في ارتفاعها الظاهري ست درجات أخرى وفي
هذه الحالة يكون الضوء كافياً لتحديد دائرة الأفق وتبدأ النجوم في الاختفاء تدريجياً وتظهر حدود
المباني بكل دقة، ويطلق على حالة الضوء بالشفق المدني ، وتكون فيه الشمس أسفل دائرة
الأفق بست درجات، ويكون تدرج ألوان الشفق من اللون الأزرق القاتم عند الشفق الفلكي
إلى اللون الأزرق عند الشفق البحري ثم إلى الأحمر عند الشفق المدني ثم يبدأ اللون
الأبيض مع الشروق الكلي للشمس ، ويرجع السبب العلمي إلى تدرج هذه الألوان من
ظاهرة الانكسار لأشعة الشمس الذي يقابل الغلاف الجوي المحيط بسطح الكرة الأرضية،
فمثلاً يرجع اللون الأزرق للسماء الصافية إلى تفرق وبعثرة ضوءالشمس بتأثير الغبار المنتشر
في الهواء ، والغازات تكون سبباً في انكسار الضوء وتفرقه ،كما أنها تحجب كل ألوان الطيف ما
عدا اللون الأزرق هذا بخلاف الحزم الضوئية القوية التي
تصل إلينا لتجعل النهار أبيض حيث تجتمع فيه جميع ألوان الطيف لتظهر في الصورة
النهائية باللون الأبيض الشفاف، ومن هنا نجد أن تدرج ألوان الشفق هي حالة انكسار للضوء.