ولادة فلسطيني بين الركام

في ظلمة من عشرين سنة
وفي سواد ليل مظلم كئيب ولدت.......
فوق صياح عجيب
وصوت بكاء منه اتجهت.........
من بطن حنان رواني محبة
من رحم أمي الغالية قد خرجت...........
نزع مني حبل المشيمة
وبأيد هلكى قد سحبت..........
كانت هناك نساء حولي
ورجال قليلون في ذات الوقت..........
ودوى بكاء قد طار في الجو
ودموع قد لوحت بقتل الصمت.............
كنا مع بعضنا تحت غارة جوية
قد أعلنتها طائرات الخوف والمقت..........
ياإلهي أهكذا تكون أحوالنا نحن البشر
يا ليتني ما ولدت..........

دقت الساعة الواحدة..........
في نصف ليل متألم
ركام هنا وهناك
وقلوب من خوفها متجمدة..........
ولدت بين ركام بيوت
قد كانت ذات يوم في هناء راقدة..........
وهناك دموع جارتنا
تبكي أولادها في مصيبة متجددة...........
تقول لي أهلا بك
وتبكي أمي بدموع مغردة.............
أهلا بك في العذاب وأهله
بين اليتامى والقلوب المهددة............

نعم
أنا هنا
فلسطيني مولود جديد..............
ليمونة من يافا ومن حيفا
قدسي مضرج بدم ألف شهيد.............
أتيت هذه الدنيا
على صوت القنابل وضرب الحديد............
أتيت لأب أسير وأخوة
قد استشهدو منذ زمن بعيد..............
أتيت لأم تشرب الصبر كل يوم
قد جف دمعها بحرقة في دماء الوريد................
أتيت لأرى أرضي
مسلوبة بأيدي عدو عنيد.................
لأرى شجرة التفاح تشكو
من صمت وذل وخضوع كالعبيد..............
أتيت
في شوارع مقفرة قد مزقتها
يد مسنونة بالوعد والوعيد..............

أتيت في أرض مسلوبة
والدمع يقطر بالآهات..............
قد تهت في مخيامتها
أرواح فيها تعيش كالأموات..............
وشربت كأس ذل
في حياتي لا يفارق الحياة.............
كوابيس في النهار أراها جلية
وفي الليل خوف وشتات..............
وتقلبات قلق مرعب يأكل أفكاري
لا شمس ساطعة
لا سماء صافية
قهر واختلاج مرير في العبرات............
كل سنة يمر أناس
يغدقون ما بوسعهم من مساعدات..............
يأخذون جوائز دولية
وسمعة طيبة على الفصائيات.............
مانفع المساعدات في حالتنا
وكل يوم تشبع أرضنا بدماء الأموات..........
ماتنفع الأشياء كلها
والأخوة قد عافوا بعضهم وتقبلوا السكات............
ماتنفع الدنيا ونحن
منذ ستين سنة ملتحفون بفراش الغزاة............
والإخوان ينظرون بخوف واشمئزاز
يضاجعون التنديد والشعارات...............
ما نفعهم والركام قائم
وكل يوم على خدودنا تزداد الصفعات.............
تحكي لي أمي عن أبي
تحكي لي عن صبره وعذابه
عن أيام مليئة بالنزوات...............
كيف أتى الغزاة وأخذوه
من أحضان بيتنا
ورموه في غياهب الزنزانات.............
وما لاقته من عذاب
ومن موت يطير بلا اعتبارات..............
حكت لي عن أخوتي
كيف سقطوا أمام أعينها
شهداء في معركة الآهات...............
والدمع يحفر أخدودا في وجنتيها
والألم ما فارق الحياة.............

كبرت
ونمى غصن الزيتون
ومازال الحال قائما هكذا
ومازالت الأرض بيد الغزاة................
والدم يقطر كل يوم
تتشبع أرضنا به وتخضل السموات................
والأخوة في خوف رهيب
من مجلس يسمونه أمنا
من قوانينه والقرارات................
وهنا المجازر منتشرة كالهشيم
لا حقوق إنسان لنا ولااعتبارات.................
متى ستفك قيودنا
متى سنعلن نصرنا
لقد كرهت كل الكلمات.................
أريد أن أرى وجه أبي
أريد أن آخذ بثأر أخوتي
أريد أن أعيش بسلام بلامنغصات...............
أريد............ولكن
ماذا تنفع الكلمات...................

سليمان الحسن

ماشالله عليك وع غزارة الافكار لي عندك والمواضيع الحلوة
جميلة ..مؤلمة .. كئيبة .. ومع الأسف حقيقية

اسمح لي أن اعترض على عبارة واحدة فقط

وشربت كأس ذل
الكأس الذي يشبه الفلسطينيون في أرضهم كأس عز لهم وذل لنا ولكل انسان تجري في عروقه دماء باردة وكل قدم عربية تمشي في غير درب الثورة وكل يد بشرية لا ترفع راية الحرية
وبما أن قلوبنا متحجرة .. وايادينا مشلولة .. وأقدامنا مقتولة ..فلا شيئ أمامنا سوى الكلمات

الله يا سليمان الله
بتعرف شو للي لفت نظري

الوردة اللي عم تنقط دم ع الكلمات

سليمان
ملاحبا.........
ها أنت تحملُ تاج النثرِ وتتيهُ بهِ
كما كان حـالُ تاج الشعر ِ معكَ
سليمان رأيتك شعراً شاعراً
و لكن الان أراك نثراً مبدعاً
نثريتك أخي سليمان إن وقفت بين نثريات لأدباء
لهم باعٌ في الأدب صدقني لن تكون تلميذةً بينهن
و سنجدُ صعوبةً في التفريق بينهن، لقد كتبت بتجرد
وهذا يحسب لك، فالكاتب كلما كتب بتجرد كلما اقترب من الحدث أكثر
--لقد مارستَ بعض ألوان مشاعرك على أكمل وجه وفي بعضها تفوقتَ
على سليمان يا سليمان
--حزنك في نثريتك مارسته بارستقراطية مفرطة وهذا له روعته
--رفضك للواقع جاء قاس ٍ وعلى هذه الشاكلة كان رائعاً
--لكن لو تسمح لي ثمة إيحاءات لم تعرض نفسك لها
فمثلاً سيدي تخاذل شقيقات فلسطين عن فلسطين
هذا وحده يكتب عنه كتب نثرية بكاملها
--أيضاً سيدي فلسطين ثمارُ عزّها ناضجة، ليتك لو كنتَ
قطفت بشكلٍ أوفر من بعض تلك الثمار
--خاتمة النثرية أخي سليمان بمثل هذه الأفكار
وأنت أستاذنا إن شاء الله، حبذا لو تكون إما -أمل-أوعز-أو كبرياء عارم.
أشكرك

كلمات رائعة وهذا ماعوّدتنا عليه أخي سليمان ولكن ومع فائق إحترامي لأخي محمود فأنا قد أعجبت بالخاتمة ورأيتها من زاويتي وكأنها قصيدة بحد ذاتها
كل سنة يمر أناس
يغدقون ما بوسعهم من مساعدات..............
يأخذون جوائز دولية
وسمعة طيبة على الفصائيات.............
مانفع المساعدات في حالتنا
وكل يوم تشبع أرضنا بدماء الأموات..........
ماتنفع الأشياء كلها
والأخوة قد عافوا بعضهم وتقبلوا السكات............
ماتنفع الدنيا ونحن
منذ ستين سنة ملتحفون بفراش الغزاة............
والإخوان ينظرون بخوف واشمئزاز
يضاجعون التنديد والشعارات...............
ما نفعهم والركام قائم
وكل يوم على خدودنا تزداد الصفعات...
أمابالنسبة لهذا المقطع فهو يحتاج إلى>صفنة<
طبعا لاننكر أنه كان هناك بعض الثغرات في المقدمة
ولكن ككل نثرية جميلة
تقبل مروري

عـــلاء,
مشكور خيووووو