آرتين لتعليم اللغات https://forum.art-en.com/ |
|
عثرات صبية https://forum.art-en.com/viewtopic.php?t=17423 |
صفحة 1 من 2 |
الكاتب: | Safa alaasi [ الأحد يوليو 12, 2009 10:42 am ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
عثرات صبية
في ليلةٍ باردةٍ تغطيها غيوم الغموض و تزاحمها أمطار النقمة وسوء الطالع خرجت من بيتي الدافئ لأواجه العواصف الحزينة و أتلقي بحفاوةٍ صفعات البرد القارص و مشيت و باتجاه هدفي مضيت حتى استوقفتني لحظةٌ , أنجبت في حياتي لحظات كان شخصاً غريبا يحدق بي من بعيد استغربت هذا التحديق أمعنت النظر , وخلت أنني ربما أعرفه لثام وجهه محكم بالكاد تتعرف عليه أمه و لم أستطع أن ألتقط من المنظر سوى زفراته التي كانت تخترق اللثام كاللهيب و لمعة عينيه , وحدة لونهما الغريب و ها هو يقترب نحوي استغربت أولا التحديق وها أنا أستغرب لحاقه المريب تساءلت , هل أعرفه , هل يعرفني و ها قد تبسم لي الطالع قليلاً , وجدت دكاناً دخلت الدكان لأبتاع شيئاً ساذجاً اخترعت ضرورته الفورية و عيناي عليه مسلطتان , يا الهي ها هو يقترب مجدداً زادت ضربات قلبي حتى لاحظ البائع اضطرابي حاولت تمالك أعصابي , استعدت جرأتي خرجت من الدكان بكامل ثقتي و كبريائي المعتاد مشيت في وسط الطرقات , راجيةً أن أصادف ازدحام حتي أخوض فيه ويضيعني ذلك الغريب غيرت عدة مرات مساراتي لم أمشي سوى بالطرق العامة , لم أقرب الأرصفة و بعد كل هذا التجوال كان شبحه يرافقني لا زال ماذا أفعل , كيف أهرب , توقف عقلي عن العمل في تلك اللحظات , قوتي , شجاعتي , بديهتي عطبت الخطوات تتسارع, ضربات القلب تتسارع صرت في شبه حالة انهيار بعدها أيقنت أنه لا مفر ولا مهرب و لن تكون النجاة إلا في فوّهةِ العاصفة فبقدري المحتوم رضخت و بأصعب مواجهةٍ في تاريخ حياتي قررت ( و بعد مرور أكثر من ساعةٍ من المراوغة والفرار توقفت و بأعلى صوتي صرخت : من أنت , من تكون , و ماذا تريد و ما إن وصل حتى اقترب و كلما اقترب أنا أبتعد حتى جعلت بيني وبينه أمتار و قال و في صوته لهثةٌ شديدة ٌ : اهدئي , اهدئي (كشف عن وجهه اللثام ) و أطرد الكلام : لقد رأيتك منذ أشهرٍ و أيام تمشين في هذا المكان و لاحظت في قسمات وجهك الشموخ والكبرياء و قد كلله عنفوان صباك الجذاب لا أدري كيف لحقتك , فليس هذا من شيمي و لا من عاداتي ولكنك في أيامٍ قلبت كافة الموازين والمعايير في حياتي و اسمحي لي أن أقول ( و من دون أن أسمح له أن يكمل حديثه ) هدأت أجنحتي , ولملمت انفعالاتي و هممت بالمسير فقال إلى أين تذهبين و ما بالك لا تردين و من دون أن يكمل كلماته المصدعة و بعد كل هذا العناء جاءت لحظة الغباء!!! لأتفوه بكلمات الرفض الرعناء : لن أسمح لك بمزيد من الاطراء أكره أمثالك اللذين يدعون أنهم النبلاء و لا أؤمن بالحب من أول نظرة ولا من ثاني نظرة ولا من سنوات من النظرات البلهاء ...... ****************** ثم وقفنا بهدوءٍ تامٍ للحظات وقد فرّق بيننا جدار من الصمت طوباته الحيرة والأسى و عصفٌ من الأحزان و كان سقف تلك اللحظات سراباً عموده المستحيل أيقنت بتلك اللحظات بأني تفوهت بكلماتٍ مزقت في قلبه كطعنات السكين و رأيت في عينيه دمعة عاشقٍ مسكين تراجع رويداً, رويداً و لسانه عاجزٌ عن الكلام ثم نطق أخيرا ً بكلمةٍ يتيمة ٍ مجروحة , قال : ......آسف ..... حرك شفاهه كأنه يريد أن يقول كلمة ً أخرى و لكنه صمت !! ثم أرجع اللثام , استدار بسرعةٍ و غادر المكان وأنا متسمرةٌ في مكاني لم أستطع الرد حتى على كلمته اليتيمة و ما زلت أترقب خطواته المتسارعة و بدأت أفكاري تؤنبني و هنا و هناك تتراشقني هذا الانسان فعلا حيرني كان له عينان كالصيف بديعتان في بريقهما كأنهما شمعتان بل إنهما نجمتان من الحب تتراقصان و في ثغره أسرار عشق الإنس و الجان و في وجهه حسنٌ تجلى بخلقه الرحمن و ما زاده حسناً , غرزةُ غمازتان كان نفحة ربيعٍ حر في شتائي المر كلماته عزفت على مسمعي أعذب الألحان لا أدري ما حدث لي في تلك اللحظات ترى هل تلبسني الشيطان !!! كيف أنزل على مسمعه تلك الكلمات فوددت ساعتها لو بليت بقطع اللسان قبل أن أتفوه بكلمات ٍ كانت على قلبه أشد سماً من القطران ************************** و ما زلت أراه يمشي من بعيد هل أناديه أم بحصى الشارع أرميه و لكنه ابتعد , ابتعد كثيرا ً ضاع في صفحات الليل و ها أنا أبحث عنه في صفحاتي و أرسمه في أحزن لوحاتي أرسم اللوحة من مشتقات اللون الأسود و حين أصل إلى وجهه الفتي أنزف على اللوحة بألوان حياتي أضع لون الفرح العذري في عينيه ثم أمزجه بألوان انكساراتي و أضيف لون الوقار في أنفه ووجنتيه ثم أرش عليها رشةً من ألوان عثراتي أما شفتيه فبها أصب ألوانَ جميع قيودي وبها أصب ألوانَ إطلاق جميع سراحاتي ***************************** عدت إلى منزلي وحيدة كالعادة أطارد الظلام , أغوص في لجج تلك الليلة لعلي أخطف حفنةً من نور أقلب في طيات الكلام , و أسقط على قلبي أصعب الملام هل أنت ِ سعيدة ٌ الآن بكبريائك و عظمتك و عنجهيتك المفتعلة هل أنت ِ راضيةٌ بجرح ذلك الإنسان و على ماذا حصلت : على سراباتٍ وضياعٍ و أوهام ليت علامات الأسى و الحزن تصلك عبر الأثير و أن لا أكون قد سببت لك بجرحٍ مرير لو استطعت أن أحدثك الآن ربما قلت فقط كلمتان أنا آسفة |
الكاتب: | أنس الدالي [ الأحد يوليو 12, 2009 1:02 pm ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
Safa alaasi,
![]() اسمحي لي سيدتي أن أكون أول من يعلق على هذه الكلمات الشفافة عندما بدأت بقراءة هذه القصة الرائعة ومن أول كلمة قرأتها انتابني الشعور باللهفة لأن أصل الى اخرها لأكتشف ماذا سيحدث لهذه الفتاة ومن هذا الذي يلاحقها فوجدت الغموض في بدايتها ووجدت التبسيط والشرح في نهايتها فاكتشفت براعة الحبكة وجمال المعنى كما سعدت بالمغزى اقتباس:
و ما زلت أراه يمشي من بعيد
لتعجز الكلمات عن التعبير عن أعجابي بما خطت يمناكهل أناديه أم بحصى الشارع أرميه و لكنه ابتعد , ابتعد كثيرا ً ضاع في صفحات الليل و ها أنا أبحث عنه في صفحاتي و أرسمه في أحزن لوحاتي أرسم اللوحة من مشتقات اللون الأسود و حين أصل إلى وجهه الفتي أنزف على اللوحة بألوان حياتي أضع لون الفرح العذري في عينيه ثم أمزجه بألوان انكساراتي و أضيف لون الوقار في أنفه ووجنتيه ثم أرش عليها رشةً من ألوان عثراتي أما شفتيه فبها أصب ألوانَ جميع قيودي وبها أصب ألوانَ إطلاق جميع سراحاتي ![]() ![]() ![]() تقبلي مروري وتقبلي مني ![]() ![]() ![]() |
الكاتب: | Mohammed [ الأحد يوليو 12, 2009 4:01 pm ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
Safa alaasi, شو مبين انعديتي بطول الخاطرة ![]() على فكرة الخاطرة جيملة جدا جعلني اسلوبها استمر بقراءتها حتى أخر حدث .. فيها قوة تصويرية مميزة .. تعطي انطباعا وتخيلا للموقف بأدق تفاصيله ... اما من ناحية الاسلوب .. فالقسم الأول احسسته كأنه بداية لحكاية يمكن كتابتها بدون الشكل العمودي : في ليلةٍ باردةٍ تغطيها غيوم الغموض و تزاحمها أمطار النقمة وسوء الطالع خرجت من بيتي الدافئ لأواجه العواصف الحزينة وأتلقي بحفاوةٍ صفعات البرد القارص و مشيت و باتجاه هدفي مضيت حتى استوقفتني لحظةٌ , أنجبت في حياتي لحظات كان شخصاً غريبا يحدق بي من بعيد استغربت هذا التحديق.. بعدها نبدأ بسرد الحكاية ذات اللحن أو الخاطرة ..تمنيت أن تكون كلها بنفس القوة ![]() مجرد رأي ![]() ![]() ![]() |
الكاتب: | Safa alaasi [ الاثنين يوليو 13, 2009 10:54 am ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
أنس الدالي,
وجودك هنا زاد الخاطرة تألقاً لأنك أصبت ما أرنو اليه من هذه الخاطرة اقتباس:
عندما بدأت بقراءة هذه القصة الرائعة ومن أول كلمة قرأتها انتابني الشعور باللهفة لأن أصل الى اخرها لأكتشف ماذا سيحدث لهذه الفتاة
فعلا هذه محاولة لكتابة قصة لكن على شكل خاطرة ,,, و قد كتبتها منذ فترة طويلة .. و حتى الآن لدي محاولات قصصية كثيييييرة لم يكتب لها ولادة بعد![]() ![]() |
الكاتب: | Safa alaasi [ الاثنين يوليو 13, 2009 11:12 am ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
mohammed,
يعني كنت ناوي نزل كل ردودي باللغة العربية الفصحى ,,, بس هالرد بالذات بدو حكي كتير .... اقتباس:
شو مبين انعديتي بطول الخاطرة
لا تعيبو بتبتلو ,,, و أنا هيك صار فيي ![]() اقتباس:
فيها قوة تصويرية مميزة .. تعطي انطباعا وتخيلا للموقف بأدق تفاصيله
فعلا تصوير موقف أصعب من كتابة خاطرة ,, و هاد الشي عم عاني منو بمحاولتي لكتابة قصة ...
اقتباس:
اما من ناحية الاسلوب .. فالقسم الأول احسسته كأنه بداية لحكاية يمكن كتابتها بدون الشكل العمودي
كنت ناوي أكتب القسم الأول بدون شكل عامودي بس طلع شكلا بشع شوي ![]() اقتباس:
والموقف محير جدا فحتى عندما نقرأ رأيك وندمك على نمط التصرف لا نستطيع فعلا الحكم على صحته ولعلك فعلت الصواب ولكن بأسلوب قاس بعض الشيء
و أنا قصدت طالع تخبط الفتاة بهيك موقف ... والندم كان عالاسلوب لاني بالآخر بذكر كلمة أنا آسفة ( يعني عالموقف الي صار ) اقتباس:
مجرد رأي
رأيك كتيييير بيهمني ,,, و ازا بدك تنقد أكتر لا تقصر ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
الكاتب: | محمد الدالي [ الثلاثاء يوليو 14, 2009 6:40 am ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
بالحقيقة لفت نظري العنوان وحبيت اقراها اقتباس:
(كشف عن وجهه اللثام ) و أطرد الكلام :
وقت وصلت لهون حسيت انو كل مشاعر الانانية والكبر والتعجرف لقد رأيتك منذ أشهرٍ و أيام تمشين في هذا المكان و لاحظت في قسمات وجهك الشموخ والكبرياء و قد كلله عنفوان صباك الجذاب لا أدري كيف لحقتك , فليس هذا من شيمي و لا من عاداتي ولكنك في أيامٍ قلبت كافة الموازين والمعايير في حياتي و اسمحي لي أن أقول ( و من دون أن أسمح له أن يكمل حديثه ) هدأت أجنحتي , ولملمت انفعالاتي و هممت بالمسير فقال إلى أين تذهبين و ما بالك لا تردين و من دون أن يكمل كلماته المصدعة و بعد كل هذا العناء جاءت لحظة الغباء!!! لأتفوه بكلمات الرفض الرعناء : لن أسمح لك بمزيد من الاطراء أكره أمثالك اللذين يدعون أنهم النبلاء و لا أؤمن بالحب من أول نظرة ولا من ثاني نظرة ولا من سنوات من النظرات البلهاء مزروعة ومتأصلة بها الصبية اقتباس:
و ما زلت أراه يمشي من بعيد
هون اختلف رايي هل أناديه أم بحصى الشارع أرميه و لكنه ابتعد , ابتعد كثيرا ً ضاع في صفحات الليل و ها أنا أبحث عنه في صفحاتي و أرسمه في أحزن لوحاتي أرسم اللوحة من مشتقات اللون الأسود و حين أصل إلى وجهه الفتي أنزف على اللوحة بألوان حياتي أضع لون الفرح العذري في عينيه ثم أمزجه بألوان انكساراتي و أضيف لون الوقار في أنفه ووجنتيه ثم أرش عليها رشةً من ألوان عثراتي أما شفتيه فبها أصب ألوانَ جميع قيودي وبها أصب ألوانَ إطلاق جميع سراحاتي حسيت هالصبية بداخلها مشاعر نبل وتصرفها ماكان نابع من قلبا انما كان خارج عن ارادتها او ناتج عن لحظة غضب وانفعال اقتباس:
لو استطعت أن أحدثك الآن
هون دمعت عيوني لانو حسيت حالي ظلمتا لها الصبية ربما قلت فقط كلمتان أنا آسفة Safa alaasi, ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() سلمت أناملك تقبلي مني مروري ![]() ![]() ![]() |
الكاتب: | Safa alaasi [ السبت يوليو 18, 2009 11:05 am ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
MHD,
بشكر كتير مرورك وتعليقك الحلو اقتباس:
هون دمعت عيوني لانو حسيت حالي ظلمتا لها الصبية
ما ممكن تتصور اشقد أثرت فيي هالجملة ... و هاد دليل انك بتقرا بتمعن و تعمق ![]() ![]() ![]() |
الكاتب: | Safwat [ السبت يوليو 18, 2009 11:49 am ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
كتير حلو ه البوح بصدقو و شفافيتو و سردو اللي بخلي الصور تكون ادامنا و أنو عم نتصفح البوم او قصة واقعية بهنيك ![]() |
الكاتب: | سليمان الحسن [ السبت يوليو 18, 2009 7:01 pm ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
Safa alaasi, قصة رائعة وممتعة مع بعض خيبة الامل بالنسبة للشاب ...يا بنات يا متكبرات ![]() ![]() حبكة رائعة وقطعة نثرية قصصية جميلة ...قرأتها من الجوال بالمعسكر لما كنت بدي نام والجو موحش وعتمة...حسستني بالامان واستمتعت بها يمكن لأني مارر بمثلها(بالنسبة للشب) سلمت اناملك اختي ولا تحرميننا من المزيد ![]() تأخرت بالرد لان كل ما بدي رد ارجع اقرأها ![]() |
الكاتب: | Safa alaasi [ الخميس يوليو 23, 2009 1:32 pm ] |
عنوان المشاركة: | عثرات صبية |
Safwat, شكرا لمرورك الجميل الي افتقدته على صفحاتي ![]() sleman alhasan, اقتباس:
حبكة رائعة وقطعة نثرية قصصية جميلة ...قرأتها من الجوال بالمعسكر لما كنت بدي نام والجو موحش وعتمة...حسستني بالامان
كلمات عنت لي الكثير .... شكرا لردك الحلو ![]() |
صفحة 1 من 2 | جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00 |
Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Group http://www.phpbb.com/ |