أنا و أبو سعيد
استيقظت من كابوس لعين
وشربت قهوتي ولبست ثوبي الجديد
ذهبت لمتابعة العراك
في مؤسسة العيش الرغيد
وصلت بعد عناء ومشقة
منهكا من الطريق البعيد
وصلت ورأسي لا يحملني
وتهت في ثنايا المؤسسة
يمينا ويسارا
يسارا ويمينا
ولا أدري أين الوجهة بالتحديد
أتخبط بالمراجعين
وأمام مكتب أبي سعيد
كان جالسا هناك
في غرفة الأرشيف
بين مصنفات الأوراق
ورفوف الحديد
يشرب الشاي و(القهوة)
وينثر الكلام مع جاره أبووليد
دخلت
وعرقي قد هطل من جبيني
من رطوبة قاتلة وحر شديد
رمقني بنظرة مرعبة
وصرخ علي كأمير بعبيد
قال لي قل واوجز
وسدد كلامه تجاهي
بأبشع تسديد
همرني بعصبية واشمئزار
وهدد وهدد بالتصعيد
قلت له هذا أنا
ألم تذكرني
صاحب الإضبارة الخمسة آلاف
وواحد عنيد
قال اذهب (شغلك موعنا)
وأرسلني إلى غرفة البريد
ذهبت هناك
وبركان أناس كان
فوق الموظف عبد الحميد
وبعد عراك دام وقتا من الزمن
وصلت وزغرد رجل في جانبي
ربما قد أتم الإجراءات كلها
وانتهى من الوعد والوعيد
ابتسمت وخلت بأنني سأنتهي
ووصلت لأخينا عبد الحميد
يارب الكون ما هذا
مستحاثة بشرية أمامي
رحم الله وجه أبي سعيد
رمقني من أسفل نظارته التي
كانت ثابتة على وجهه كلوح جليد
سددت إضبارتي تجاهه
وقمت بأفضل تسديد
قلت له (يستر عرضك)
مشينا
وجف عرق جبيني
وثيابي يرثى لها
وحذائي كجندي هلك من التجنيد
قال لي ارجع للخلف يا(.......)
وجعلني أضحوكة للناس
وذبحني من الوريد إلى الوريد
سمسار دق في عنقي
طوابير الناس كالأشباح حولي
وعلى كتفي متكأ رجل صنديد
قال السمسار هات مالك
واجلس واشرب دلالك
وكن هانئا
وبتسليك إضبارتك كن سعيدا سعيد
لا تكفي نقودي
وأريد الذهاب لبيتنا البعيد
عدت لعبد الحميد
صرخ في أذني
طلب مني طوابع وأوراقا
ذهبت هناك إلى غرفة البواب
وكان اسمه عبد المجيد
قلت له يا عمنا
طوابعا وأوراقا
أعطاني طلبي
وصرخ في أذني الهلكى
هل تريد المزيد
أخذ ضعف السعر
وضحك كالشيطان البليد
يارب الكون على انتهاء عملهم بقي ساعة
وعلى الجري ماعاد لي استطاعة
وقد وطد اليأس في صدري أقبح توطيد
رجعت بطلوع روحي
إلي أبي سعيد
قلت له خذ هاك الإضبارة كاملة
قال باستهزاء ارجع إلى بيتك
فالوقت قد انتهى
وما لك في حياتك حظ سعيد
انهمرت من عيني دمعة
وقهر في جبيني يذبح الوريد
عدت في اليوم التالي
ونفس العمل سأقوم به
روتين قاتل يصول ويجول
جثث تغيير وخيال تجديد
سليمان الحسن
عالعين موليتين
واطناعش موليا
درج الدائرة انقطع
من دوس رجليا
