أمي
كان لأمي عين واحدة.. وقد كرهتها.. لأنها كانت تسبب لي الإحراج وكانت تعمل آذنة في مدرستي التي أتعلم فيها لتعيل عائلتنا , ذات يوم.. في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن علي , أحسست بالإحراج فعلاً .. كيف فعلت هذا بي ؟! تجاهلتها , ورميتها بنظرة مليئة بالكره , وفي اليوم التالي قال لي أحد التلامذة لي .. أمك بعين واحدة .. ها ها , وحينها تمنيت أن أدفن نفسي وأن تختفي أمي من حياتي , وفي اليوم التالي واجهتها: لقد جعلت مني أضحوكة , لم لا تموتين ؟! ولكنها لم تجب!!! , لم أكن أتردد فيما قلت ولم أفكر بكلامي لأني كنت غاضباً جداً .ولم أبالي لمشاعرها .. وأدرت مغادرة المكان .. و درست.. ثم تزوجت.. واشتريت بيتاً.. وأنجبت أولاداً وكنت سعيداً ومرتاحاً في حياتي , وفي يوم من الأيام أتت أمي لزيارتي في فرنسا ولم تكن قد رأتني منذ سنوات ولم ترى أحفادها أبداً إلى أن جمعت المال لتأتي و تراني.. وقَفَتْ على الباب وأخذوا أولادي يضحكون عليها .. صرختُ كيف تجرأتِ وأتيتِ لتخيفي أطفالي؟.. أخرجي حالاً !! أجابت بهدوء : آسفة .. أخطأتُ العنوان على ما يبدو .. واختفتْ .. وذات يوم وصلتني رسالة من مدرستي الطفولية تدعوني لجمع الشمل العائلي فكذبتُ على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل .. بعد اللقاء في مدرستي ذهبت إلى بيتنا القديم الذي كنا نعيش فيه , للفضول فقط !! أخبروني الجيران أن أمي توفيت منذ أيام .. لم أذرف ولا دمعة .. وقاموا بتسليمي رسالة من أمي كانت قد تركتها عند الجيران ..
"ابني الحبيب: لطالما فكرّت بك .. آسفة لمجيئي إلى فرنسا وإخافة أولادك .. كنت سعيدة جداً عندما سمعت أنك سوف تأتي للقاء في المدرسة ولكنني قد لا أستطيع مغادرة سريري لرؤيتك آسفة لأني سببتُ لك الإحراج مراتٍ و مرات في حياتك . هل تعلم؟.. لقد تعرّضتَ لحادثٍ عندما منتَ صغيراً وقد فقدتَ عينُكَ , وكأي أمّ لم أستطع أن أتركك تكبر بعين واحدة .. ولذا.. أعطيتُك عيني .. وكنت سعيدة وفخورة جداً لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني .. مع حبي .. أمك .!".
بس للآسف مو دايماً لازم تكون القصص حلوة...هلق من ناحية إنو القصة محزنة وقاسية فهي فعلا هيكوللآسف الحقيقة دايماً بتجرح 