آرتين لتعليم اللغات
https://forum.art-en.com/

فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء
https://forum.art-en.com/viewtopic.php?t=15202
صفحة 1 من 1

الكاتب:  عاشقة العربية [ الأربعاء فبراير 11, 2009 3:03 am ]
عنوان المشاركة:  فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء

السلام عليكم جميعا *Hi


في تحليلنا للقصائد نطور فهمنا للقصيدة ونمنح أنفسنا نافذة جديدة لقراءة جديدة بفهم جديد
فحين نبدع نضع اعتبارات التحليل البلاغي في اعتباراتنا .. فنبدع إبداعا مختلفا عما قبل
التحليل تذوق .. فهم .. تعبير .. وخيال
وجمال التحليل أنه يسمح لنا جميعا بوضع أي خيارات وأي آراء حول النص .. فكلها قابلة للأخذ والرد .. فالنص ينطق ويسمع ويشاركنا


كنت قد وعدتُ مسبقا أن ندرس قصيدة (سأعيش رغم الداء والأعداء) لأبي قاسم الشابي الشاعر التونسي المميز *1
سأعيش رغم الداء والأعداء / أبو القاسم الشابي
فنحللها تحليلا بلاغيا .. بيتا بيتا .. ثم نربط هذه الأبيات معا بخيط جميل وهو الحالة الشعورية للشاعر
وكلنا يعرف الكتابة والإبداع ويمر بحالات شعورية تشابه ما يكتبه الشعراء ، لذا فكلنا يمكنه أن يحلل ويجرب وننقد آراء بعضنا بأسلوب راق ومدعّم :wink:



سَــــــأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعــــــداءِ ـــــــــ كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّــــــــــمَّاءِ

أرْنُو إلى الشَّــــــمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً ـــــــــ بالسُّـــــــحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ

لا أرْمـــــــقُ الظِّلَّ الكـئيبَ ولا أرَى ـــــــــ مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّــــــــــوداءِ

وأَســــــيرُ في دُنيـــا المَشَاعرِ حالِماً ـــــــــ غَرِداً وتلكَ سَـــــــــعادةُ الشعَراءِ

أُصْغي لمُـوســــــيقى الحَياةِ وَوَحْيِها ـــــــــ وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَــــائي

وأُصيــــــخُ للصَّــــوتِ الإِلهيِّ الَّذي ـــــــــ يُحْيي بقـــــــــــلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ

وأقــولُ للقَــــــدَرِ الَّــــــذي لا ينثني ـــــــــ عَنْ حَرْبِ آمـــــــــــالي بكلِّ بَلاءِ

لا يُطْفِئُ اللَّهـــــبَ المؤجَّجَ في دمي ـــــــــ موجُ الأســى وعواصفُ الأَزراءِ

فـــاهدمْ فؤادي ما اســــــتطعتَ فإنَّهُ ـــــــــ ســــــيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ

لا يعـرفُ الشَّــــــكوى الذليلَة والبكا ـــــــــ وضراعَة الأَطفـــــــالِ والضّعفاءِ

ويعيــــــشُ جبّـــــــــَاراً يحدِّق دائماً ـــــــــ بالفجر بالفجرِ الجميــــــــلِ النَّائي

إِمـــــلأْ طريقي بالمخـاوفِ والدُّجى ـــــــــ وزوابعِ الأَشــــــــواكِ والحصباءِ

وانْشـــــر عـــليه الرُّعب واثر فوقه ـــــــــ رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأســــاءِ

سَــــأَظلُّ أمشــي رغمَ ذلك عـــازفاً ـــــــــ قيثــــــــــــــــارتي مترنِّماً بغنائي

أَمشــــــــي بروحٍ حـــــــالمٍ متَوَهِّجٍ ـــــــــ في ظُـــــــــــــلمةِ الآلامِ والأَدواءِ

النُّــــــور في قلبي وبيـــنَ جوانحي ـــــــــ فَعَلامَ أخشى السَّــــيرَ في الظلماءِ

إنِّي أنـــــــــا النَّايُ الَّـــذي لا تنتهي ـــــــــ أنغامُـــــــــــــهُ ما دام في الأَحياءِ

وأنــــا الخِضَمُّ الرحْبُ ليـــس تزيدُهُ ـــــــــ إلاَّ حياةً سَــــــــــــــــطْوةُ الأَنواءِ

أمَّـــــا إِذا خمـــدت حياتي وانقضى ـــــــــ عُمُري وأخرسَـــــــتِ المنيَّةُ نائي

وخبـــــا لهيبُ الكون في قلبي الَّذي ـــــــــ قد عاش مِثْلَ الشُّـــــــعْلَةِ الحمراءِ

فأنا السَّــــــــعيد بأنَّني مُتحــــــــوِّلٌ ـــــــــ عن عــــــــــــالمِ الآثامِ والبغضاءِ

لأذوبَ في فجر الجمال الســرمديِّ ـــــــــ وأرتـــوي من مَنْهَـــــــلِ الأَضواءِ

وأَقـــــولُ للجَمْعِ الَّذين تجشَّــــــموا ـــــــــ هَــــدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنـــــــائي

ورأوْا على الأَشــــواكِ ظلِّيَ هامِداً ـــــــــ فتخيَّــــــلوا أَنِّي قضيْتُ ذَمـــــــائي

وغدوْا يَشُـــــــــبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما ـــــــــ وجدوا ليشــــــوُوا فوقَهُ أشـــــلائي

ومضَــــوْا يَمُدُّونَ الخُـــوَانَ ليأكلوا ـــــــــ لحمي ويرتشــــــــــفوا عليه دِمائي

إنِّي أقـــــولُ لهمْ ووجهي مُشـــرقٌ ـــــــــ وعلى شـــــفاهي بَسْمَةُ اســـــتهزاءِ

إنَّ المعــــاوِلَ لا تَهُـــــــــدُّ مناكبي ـــــــــ والنَّــــــــــارَ لا تأتي على أعضائي

فارموا إلى النَّار الحشـائشَ والعبوا ـــــــــ يا مَعْشَـــــــرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي

وإذا تمرَّدتِ العَواصـــــفُ وانتشى ـــــــــ بالهـــــــــــــــولِ قلْبُ القبَّةِ الزَّرقاءِ

ورأيتمـــوني طـــــــــــائراً مترنِّماً ـــــــــ فـــــوقَ الزَّوابعِ في الفَضــاءِ النَّائي

فارموا على ظلِّي الحجارةَ واختفوا ـــــــــ خَــــوْفَ الرِّيـــــاحِ الْهوجِ والأَنواءِ

وهناكَ في أمنِ البيــــوتِ تطارحوا ـــــــــ غَثَّ الحـــــــــــــديثِ وميِّتَ الآراءِ

وترنَّمـــوا ما شــــــئتمُ بِشَـــــتَائمي ـــــــــ وتجـــــــــاهَروا ما شـــــئتمُ بعِدائي

أمَّــــــا أنـــــــــا فأُجيبكمْ مِنْ فوقكمْ ـــــــــ والشَّـــمسُ والشَّــــفقُ الجميل إزائي

مَنْ جَـــــــاشَ بالوحي المقدَّسِ قلبُه ـــــــــ لم يحتفــــــــل بحِجَــــــــــارةِ الفلتاءِ



*1 ونبدأ على بركة الله *1

الكاتب:  Safa alaasi [ الأربعاء فبراير 11, 2009 3:05 am ]
عنوان المشاركة:  فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء

هدى,
وأنا معك باذن الله ....ولكن ابدئي انتي حتى أرى كيف الاسلوب *1

الكاتب:  عاشقة العربية [ الأربعاء فبراير 11, 2009 3:15 am ]
عنوان المشاركة:  فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء

سأبدا أول بالبيت الأول .. لأعطي مثالا عن التحليل البلاغي وأثره في الأبيات *1
اقتباس:
سَــــــأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعــــــداءِ ـــــــــ كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّــــــــــمَّاءِ
- نلحظ هنا الكلمة الأخيرة من كل شطر (الأعداء - الشماء) أي كلمتا الضرب والعجز، فقد انتهيا بألف ممدودة وهمزة .. وهذا يسمى التصريع
ويكثر كثيرا جدا في شعرنا العربي في بداية كل قصيدة .. ويمنح القصيدة طابعا موسيقيا عذبا
- بين (الداء - الأعداء) ترصيع وهو يختلف عن التصريع .. إذا يكون تشابه آخر الكلمات في الشطر ذاته، وهذا يمنح البيت أيضا إيقاعا
- كذلك نرى التشبيه .. فقد شبه الشاعر نفسه بالنسر مسخدما أداة التشبيه الكاف إلا أنه لم يذكر وجه الشبه
- إن الشاعر يتحدث عن الآتي والمستقبل من خلال السين في (سأعيش) والتي تعطي معنى القوة والتحدي رغم كل المصاعب، فالداء والأعداء هم كبير يحتاج لعزيمة قوية .. يعبر عنها أبو القاسم في أبياته وسنكشفها معا :wink:

ها قد أعطيت مثالا جميلا لطريقة التحليل ..
أنتظر آراءكم وذوقكم التحليلي في الأبيات القادمة :wink: *1

الكاتب:  زمردة [ الاثنين فبراير 16, 2009 5:31 pm ]
عنوان المشاركة:  فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء

هدى,
فكرة رائعة *1
سأحاول في البيتين التاليين:
أرْنُو إلى الشَّــــــمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً ـــــــــ بالسُّـــــــحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
هنا نلمس قدراً من الأمل و التفاؤل لدى الشاعر مشبهاً ذلك بالشمس المضيئة, و يسخر من السحب و الأمطار و الأنواء التي تمثّل الجانب المظلم من حياته.
لا أرْمـــــــقُ الظِّلَّ الكـئيبَ ولا أرَى ـــــــــ مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّــــــــــوداءِ
هنا أيضاً يتابع بنفس فكرة البيت السابق و يبتعد عن أي فكرة تودي به إلى التشاؤم و هنا شبّه ذلك الظل الكئيب بإنسان يُرى و هو أبى النظر إليه و أيضاً رفض للنظر إلى قعر تلك الحفرة السوداء التي قد تسبب له أيّ نوع من التشاؤم.

و في كلا البيتين نلاحظ قوة عزيمة الشاعر.

الكاتب:  عاشقة العربية [ الاثنين فبراير 23, 2009 2:23 am ]
عنوان المشاركة:  فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء

عبير,
شرح جميل *1
سأشيرأيضا إلى مواضع البلاغة
اقتباس:
أرْنُو إلى الشَّــــــمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً ـــــــــ بالسُّـــــــحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
والجملة هنا خبرية
اقتباس:
لا أرْمـــــــقُ الظِّلَّ الكـئيبَ ولا أرَى ـــــــــ مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّــــــــــوداءِ
شرحك رائع *1
أيضا نلاحظ أسلوب النفي في البيت، مبتعدا به عن التشاؤم
أيضا الهوة السوداء كناية عن التشاؤم والظلام

تهمني متابعتك .. شكرا لك *ورود *1

الكاتب:  زمردة [ الاثنين فبراير 23, 2009 7:28 pm ]
عنوان المشاركة:  فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء

هدى,
الشكر لكِ عزيزتي و لإضافتك *1 .. حسناً سأتابع في البيت التالي:
وأَســــــيرُ في دُنيـــا المَشَاعرِ حالِماً ـــــــــ غَرِداً وتلكَ سَـــــــــعادةُ الشعَراءِ
هنا يتابع الشاعر التعبير عن الأمل في داخله و تفاؤله و كأنه يبتعد عن الدنيا المؤلمة في نظره بسبب مرضه و الأعداء من حوله و يجعل لنفسه دنيا خاصة به هي دنيا المشاعر و الأحلام التي من خلالها يبثّ شعره و يشعر بالسعادة

أيضاً هنا الجملة خبرية

الكاتب:  عاشقة العربية [ الخميس فبراير 26, 2009 3:21 am ]
عنوان المشاركة:  فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء

تماما *1
وفي قوله (غرد) يشبه نفسه بطائر غريد .. وهذه استعارة مكنية
أيضا بين (مشاعر وشعراء) جناس


سأرى الآن 8)
أُصْغي لمُـوســــــيقى الحَياةِ وَوَحْيِها ـــــــــ وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَــــائي
وأُصيــــــخُ للصَّــــوتِ الإِلهيِّ الَّذي ـــــــــ يُحْيي بقـــــــــــلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ

جعل للحياة موسيقى .. فكأنها آلة وهذه استعارة مكنية
وجعل للكون روحا .. ولروح الكون مادة تذاب وتمزج
وجعل الصوت محييا، هذه استعارة أيضا
وهنا بين (يحيي - ميت) تضاد
وترادف بين (أصيخ وأصغي)

من يكمل ؟ *1

الكاتب:  عاشقة العربية [ الأربعاء إبريل 08, 2009 10:58 pm ]
عنوان المشاركة:  فلنحلل معا .. سأعيش رغم الداء والأعداء

*ممم *ممم
سأتابع *hh

اقتباس:
وأقــولُ للقَــــــدَرِ الَّــــــذي لا ينثني ـــــــــ عَنْ حَرْبِ آمـــــــــــالي بكلِّ بَلاءِ
لا يُطْفِئُ اللَّهـــــبَ المؤجَّجَ في دمي ـــــــــ موجُ الأســى وعواصفُ الأَزراءِ
فـــاهدمْ فؤادي ما اســــــتطعتَ فإنَّهُ ـــــــــ ســــــيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
لا يعـرفُ الشَّــــــكوى الذليلَة والبكا ـــــــــ وضراعَة الأَطفـــــــالِ والضّعفاءِ
ويعيــــــشُ جبّـــــــــَاراً يحدِّق دائماً ـــــــــ بالفجر، بالفجرِ الجميــــــــلِ النَّائي
يشخّص الشابيّ القدر فيجعله إنسانا طاغية فيحادثه ويصفه بأنه يحارب آماله بجميع أنواع البلاء ..
فيقول له أن بلاءه مهما كان لن يوقف اللهب والثورة والرغبة في الاستمرار بالحياة
ولنلحظ (موج الأسى) و (عواصف الأزراء) فمتى كان للسى موج ؟ ومتى كان للأزراء عواصف ؟ أنه يضخّم الأسى والبلاء ليبيّن عِظَم صبره وتحديه لهذا القدر الذي يخاطبه .
وهذا التحدي ظهر جلياً في فعل الأمر (اهدمْ) وفيه تحدٍ واضح، فالفعل الأمر بمعناه العام هو طلب فعل أمر أو الكفّ عنه .. وهنا كان طلب الهدم من القدر ليس إلا حبا للمواجهة وثقة عالية فالفؤاد كالصخرة الصماء القاسية التي لن يهدمها القدر
وهنا التشبيه وقع بين الفؤاد والصخرة باستخدام أداة التشبيه (مثل) ووجه الشبه محذوف دلت عليه كلمة الصماء والتي تعطينا معنى القسوة والصلابة .
وكما شخّص الشابي هذا القدر، فقد شخّص فؤاده المتحدي الذي لايعرف البكاء والشكوى وهي صفات الإنسان :arrow: بل هو فؤاد يعيش متحديا جبارا ناظرا بتأنٍ وحذر لكل الأمور لذا كان محدقا لا ناظرا فحسب :idea:
إن تحديقه ليس إلا ترقبا للفجر الذي يحمل التغيير والتطور والثورة أيضا، ونلحظ كيف كرر (الفجر) ووصفه بالجمال والبعد *ممم
هو يعلم إذن أن هذا الفجر قد يطول بزوغه بسبب هذا القدر المتوحش ولكن الفؤاد صلد والنظر متفائل بالجميل القادم *sla

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00
Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Group
http://www.phpbb.com/