قررتُ الرحيل
إلى متى سنظلُ نبكي ما جرى ...ونظلُّ نندبُ حظنا العاثر سائِريْن على طريق ٍ لا يبدو لي في نهايته إلا سقوط ٌفي هاوية ٍقاومت ُالسقوط فيها عبر السنوات الماضية فقط لأنني أرى السقوط فيها سقوطاً لا نهوض بعده .... لذلك واحتراماً للسنوات العشر الماضية لن أسقط الآن ....احتراما ً للدموع والشموع .... احتراما ًللورود والفراشات ..... احتراما ً لكل ما قدمته من تضحيات وما تكبدته من خسائر .... لا لن أسقط .... لن أسمح لأحد بأن يجرني إلى تلك الهاوية وخاصة ً أنت ِ ..... احتراما ً لما كان وما هو الآن كائن .... فأنت لست أنا التي أعشقها وأعبدها والتي تستطيع وحدها ووحدها فقط أن تحركني وتسيرني كيفما تشاء .... أنت كل شيء ... لكننا أنا وأنت معا ً لاشيء .... أنت لديك كل شيء ولكن .. أنا وأنت لن يكون لنا معا ً إلا العدم .... ثم إنه عليك أن تتذكري أمراً مهما ًهو أنه لا يحق لك أن تضحّي بأي شيء مما تملكين .... لأن ما تملكينه حتى هذه اللحظة أولا ً لم يأت من فراغ وثانيا ً لم يكن يوما ً نتاج جهدك الخاص حتى وجودك بحد ذاته .... فأنا منحتك كل شيء عندما ضحّيت بكل شيء من أجل لاشيء .. ومن حقّ هذا اللاشيء أن يحلم بأن يصير شيئا ً في يوم من الأيام ..لذلك لن أسمح لك بأن تضيعي كل شيء من أجل لاشيء فتقتلين بذلك لا شيئي من أجل أن يحيا لا شيئك الذي لن يستطيع أن يعيش وحيدا ً عندما تفعلين ..... لن أسمح لك بأن تحرميني حتى العدم الذي أوصلتني إليه فالعدم خير من الانعدام وبالتالي فهو خير من المستحيل .... ولكن هل تعرفين ما هو المستحيل ..؟ المستحيل هو ما تطلبين حتى ولو كان الثمن جرحا ً جديداً ...... بعد أن اعتادت الصخور على الجراح .. كل الأبواب باتت اليوم مشرعة ً إلا بابا ً واحدا ً وهو أن أضيع الاتجاه بعد أن أمسكت ُبداية الطريق ... الذي اخترت ِ منذ ذلك اليوم المشؤوم أن لا تكوني معي فيه لذلك عندما قررت ُ المضي قدما ً حجزت ُ تذكرة ً لشخص ٍواحد ٍ فقط فحقيبتي لا تتسع إلا لجراحاتي وحدي وآلامي وحدي وآمالي وأحلامي وحدي ... ولكن وإني وإن قررت السفر وحيدا ً فإني لا أمانع ولن أمانع أن تشاركني في رحلتي الجديدة رفيقة ٌ جديدة ألقاها في الطريق شرط أن يكون قصدنا واحدا ً وحلمنا واحدا ً وأن يكون بمقدور أحدنا أن يتخلى عن حقيبته فقط لأنه إن فتح حقيبة َالآخر سيجد فيها حقيبته ُ .... نعم تلك وحدها التي تستحقّ ُأن أرافقها وأن ترافقني في هذا المشوار الطويل بعد أن مللت المشي مع رفيق ٍ يمشي وعينه ُ للوراء
لأنه الحب تعشق الروح التمزق إذ كان ذاك يسعد الحبيب
Rbeah
