صديقتي :
منذ قليل أغلقت سماعة الهاتف على صوت بكائك
منذ قليل وعدتك أن أكون أول من يكون في استقبالك بالورود هناك
منذ قليل حدثتك عن الغد القادم الأروع و الأجمل
منذ قليل بكيت معك دون أن تعلمي
منذ قليل كنت أضع يدي على سماعة الهاتف كي لايصلك صوت بكائي
صديقتي :
أنا لن أكون هناك كما وعدتك
أنا لن أمسك يديك بقوة... كي أمنحك قوة لا أملكها
أنا لن أحمل طرف فستانك الأبيض وأسير خلفك
لأزفك لرجل وفي قلبك آخر يحبك و تحبينه بجنون
كم تقسو علينا فساتيننا البيضاء حين تتحول الى أكفان مطرزة بالموت
سامحيني.....
فلا شيء يؤلمني كموت الحكايات النقية
لاشيء يؤلمني كشنق الأحلام الطاهرة بمشنقة التقاليد
فكم أشبعتنا العادات موتا .......و كم أشبعناها سمعا وطاعة
كم أشبعتنا العادات شنقا و حرقا و خذلانا ..و انكسارا
وكم أشبعناها سمعا و طاعة
صديقتي :
لماذا تخذلنا أحلامنا حين نبدأ بقطف ثمارها ؟
لماذا يخادعوننا بقولهم ان الأحلام تموت واقفة
وان الأحلام تموت شامخة ؟
كاذبون ..
فلا أحد يموت واقفا
لا أحد يموت شامخا
فأحلامنا حين تموت تنكسر وتكسرنا معها
أحلامناحين تموت تنحني ..وتحني ظهورنا معها
سامحيني
فلم تتسع أرض الله لحزني هذا المساء
فجئت هنا أكتب لك ما أكتب
وأعلم انك ستمرين من فوق الشواطئ هنا
ستقرئين.... و تبكين
فأنا قداخترت ان أحرق رسائلك التي خبأت عمرك بها
سأحرق عمرك لأنه لا طاقة لي على اعادتها اليه
لأني أعلم ماذا يعني أن يتسلم عاشق
رسائل نزفها ذات حكاية
حسبه انهيار شموخه هذه الليلة
ما أصعب انحناء وانكسار رجل شامخ
ما أصعب أن يبقى الرجل صامتا كالموت
هادئا منطفئا كالذبول
صديقتي :
لك في ليلة عمرك كل الحب ياصديقتي
فأعراس الياسمين
لا يليق بها سوى الوفاء..
( شهرزاد)
_________________
خلّفتُ اسمكَ وشماً تحت جلدي و اللغةُ خلاصي
حبُّك ..أهوالي التي لا يتّسعُ لها فضاء...
و اللغةُ مظلّة ..أقفز بها بسلام الى جزر النسيان
و..أنا ...
أكتب ...
لأهرب منك .....
و لكن ...اليك !!