في مدينة..
كان ليل يغني :"قاتم أنا لكني صادق نقي ,حزين ..لكني أبدا لا أموت"
وفي تلك المدينة كان ثمة ثلج يهطل , يمحو أثر كل شىء...الا الليل
&&&&
وحده الليل.. من تحدى الثلج في تلك المدينة , غير آبه لزيف بياضه..
هي أيضا.. كانت وحدها من تحدى الثلج في تلك المدينة
هي أيضا.. لم تحن رأسها للثلج يوما..
"كان رأسها مرفوعا رغم كونه صغيرا"
&&&&
وحده الحب من طأطأ ذلك الرأس الصغير..
لم تبح أبدا بحبها له ..و لم يعلموا أبدا ان انحناءة رأسها كان لأجله فقط.
أحبته..
فلم تقو أبدا أن ترى رأسه محنيا ..قبلت بانحناءة رأسها عوضا عنه..
كان رأسها محنيا ..أجل ,لكن بخشوع ..وهم كانوا يرفعون رؤوسهم الكبيرة "دونما احساس بثقل الفراغ"
&&&&
ذات يوم سألها :
-لماذا تكرهين الثلج؟
فأجابت:
-أكره برودته و صقيعه,انه لون الموت والأكفان!!
فأجاب:
-لكن الثلج واضح!!
أجابت:
-أمعن نظرك في الأشياء ..انظر , ها هي ذي الشمس ستلغي الآن زيفالثلج..ليس الأبيض هو النقاء....
انه خدعة ليس الا....
&&&&
لشد ما نادته فبل أن يغيب...لكنها لم تكن تسمع سوى صوتها ..
وحده الليل.... من كان سميرها في صقيع الأبيض وزيفه
وحده الليل ....من كان يعيد ترانيم الصدى اليها
صوت
صدى و...
ليل
_________________
خلّفتُ اسمكَ وشماً تحت جلدي و اللغةُ خلاصي
حبُّك ..أهوالي التي لا يتّسعُ لها فضاء...
و اللغةُ مظلّة ..أقفز بها بسلام الى جزر النسيان
و..أنا ...
أكتب ...
لأهرب منك .....
و لكن ...اليك !!