دخلت الغرفة ,كان الجو غائما في الخارج ,المطر ينهمر بقوة وبرودة الشتاء تنادي دفء الكلمة, والغيم يخفي وراءه حروف تشتاق إلى النور ,والمطر يلهب الاحساس ,البرد.. الغيم.. والمطر ,هؤلاء جميعا يدعون إلى بدء لحظات الولادة .. كل شيء مهيأ لاستقبال المولود الجديد المقص , الارفف, اللاصق
أنارت المدفأة, مدت الغطاء وجلست , كان الامر في بدايته سهلا ولعل صوت تساقط المطر على النافذة كان يزيد الامر سهولة .. يمر الوقت وينجلي الليل بإشراقة شمس يوم جديد , ومازالت في غرفتها تنتظر مولودها الجديد .
شهدت الشمس ساعات مخاضها ... وودعتها تاركة الليل بهدوئه وشاعريته يضفي عليها الحلم والصبر ..
مرت الايام.. لم تكن ولادة سهلة , لقد سهرت وعانت ,حللت وبحثت , تحققت .
تعسرت ولادتها , لكن عليها ان تلد ,لابد ان تلد ,كثفت جهودها , استمدت من الطبيعة التي خلقها الله تعالى ما يساعدها .. عانت وتعبت, وفي النهاية ولدت ..أخيرا ولادت, لم يكن أحد بجانبها , لم ينتظ أحد مولودها , هي فقط من انتظرته , وهي من فرحت به ,لكنها كانت تحلم بأن تجد حولها من يفرح به .. إنها تعرفه ,تعرف كل شيء عنه , لم تلده لتعرفه هي , بل ليعرفه كل من حولها , إنه يستحق أن ينظر فيه وليس إليه, لقد تعبت وبحثت ,استقصت وقرأت؛ ليعلم الجميع من هو مولودها .
حملته بين يديها برفق , ضمته إلى صدرها , حضنته عيناها وخرجت به إلى النور فرحة, والامل داخلها ينمو كلما لامست كلماته.. أفكارها.
أعطته لكل من تعرف ومن لاتعرف .حملته أيديهم برفق, لم تكن تريد أن يرفقوا به , تمنت لو أن اعينهم أكلته, شرّحته, لكنهم لم يفعلوا , حملوه بأطراف أصابعهم ومضوا به إلى رفوف مكتباتهم , باركوا لها مولودها , هي لم تنكر أنهم قالوا لها "مبروك ..ألف مبروك " .. فقط ,ثم :كيف حالك؟ وما هي أخبار الأولاد؟
استرجعته منهم وعادت به إلى حيث ولادته ـ غرفة المخاض والولادة ــ, كانت تعرف مسبقا من تجاربها أنها ستعود به من حيث خرج , فما زال المقص والأرفف تنتظره .
وهناك على الطاولة وضعته , أمسكت المقص والورقة وبدأت عمليات الأرشفة .. حملت كتابها ووضعته على الرف مع إخوانه ..
وقررت أن يكون مولودها الجديد عاريا شكلا مكتسيا مضمونا فلربما كان غلافه جميلا لدرجة جعلت الجميع يحبذ وضعه كتحفة في مكتباتهم التي تضم تحفا كثيرة ...
ربما ... كان علي مؤلفي الكتب ألا يختارو أغلفة جميلة لكتبهم لعلها تقرأ.. من أمة إقرأ..!

موضوع جميل جدا .. يلامس حال كثير منا
وربما هذه مشكلة المكتبات التي نُبْهَر باتساعها وقيمة الكتب التي تحملها .. وهي في الحقيقة لم تُقرَأ ممن يملكها واكتفى فقط بجمعها ورصّها على الرف
أشكر طرحك للموضوع

نايم الليل,
موضوعك ينبغي أن يكون في النادي العام
تم النقل

موضوع جميل جدا .. يلامس حال كثير منا

بلفعل موضوع حلو كتير واكيد بمثل الواقع تاعنا تئبل مروري خيي