بسم الله الرحمن الرحيم
هي أول مشاركة لي في مجال الشعر , أتمنى أن ينال موضوعي المتواضع هذا إعجابكم
حرب البسوس: هي حرب قامت بين قبيلتي بكر وتغلب وأستمرت 40 عاما من 494 إلى 534 بسبب مقتل كليب بن
ربيعة التغلبي على يد جساس بن مرة البكري وإنتهت بانتصار بكر على تغلب .
كليب وائل :
هو وائل بن ربيعة ولد سنة 187 قبل الهجرة ، ونشأ في حجر أبيه ودرب على الحرب ، ثم تولى رئاسة الجيش لبكر ،
وتغلب زمنا .. ثم دخله زهو شديد ، وبغى على قومه لما هو فيه من عزة وانقياد معد له . حتى بلغ من بغيه أنه كان
يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه ، وإذا جلس لا يمر أحد بين يديه إجلالا له ، ولا يحتبي أحد في مجلسه غيره ،
ولا يغير إلا بإذنه ، ولا تورد ابل أحد مع ابله ، ولا توقد نار مع ناره ، ولم يكن بكري ولا تغلبي يجير رجلا ، ولا بعيرا ، أو
يحمي حمى إلا بأمره ، وكان يجير على الدهر فلا تخفر ذمته ، وكان يقول : وحش أرض كذا في جواري ، فلا يهاج ! وكان
هو الذي ينزل القوم منازلهم ، ويرحلهم ، ولا ينزلون ولا يرحلون إلا بأمره ، وقد بلغ من عزته ،
وبغيه أنه اتخذ جرو كلب ، فكان إذا نزل منزلا به كلأ قذف ذلك الجرو فيه فيعوي ، فلا يرعى أحد ذلك الكلأ إلا بإذنه ، وكان
يفعل هذا بحياض الماء فلا يردها أحد إلا بإذنه أو من آذن بحرب ، فضرب به المثل في العز فقيل : أعز من كليب وائل .
وكان يحمي الصيد فيقول : صيد ناحية كذا وكذا في جواري فلا يصيد أحد منه شيئا . قيل انه مر يوما بمرعى فيه قبرة
وقد باضت ، فلما رأته صرصرت ، وخفقت بجناحيها
فقال : من روعك ؟ أنت في ذمتي ، ثم أنشد :
يالك من قبرة بمعمري - لا ترهبي خوفا ولا تستنكــري
قد ذهب الصياد عنك فابشري - ورفع الفخ فماذا تحذري
خلا لك الجو فبيضي واصفري - ونقري ما شئت أن تنقري
فأنت جاري من صروف الحذر - إلى بلوغ يومـك المقـدر
ناقة البسوس :
نزلت سعاد البسوس خالة جساس ضيفة عند إبن خالتها وأصبحت في حِماه
فقتل كليب ناقة البسوس لأنه وجدها ترعى مع نوقه
فرجعت الناقة مضرجة بالدماء ورأتها صاحبتها

وصرخت تقول : واذلاه واغربتاه آهاذا جوارك يامرة اهاذا جوارك يا ابن شيبان ...يالبكر !!
وأنشدت تقول :
لعـــــمريَ لــو أصبحتُ في دار ِمنقذٍ.... لمـــــا ضيمَ سعــدٌ وهو جارٌلأبياتي
ولكنـــني أصبحـــــتُ في دار ِغُربةٍ .... متى يعدُ فيها الذئبُ يعدُ على شاتي
فيا سعـــــدُ لا تغـررْ بنفسكَ وارتحلْ .... فـــــإنكَ في قوم ٍعن الجار ِأمواتي

فسمعها إبن خالتها جساس وقال لها أبشري أيتها الحرة سأقتل بناقتك جمل أعظم !!
مرت بكر بن وائل على نهي ( غدير ) يقال له شبيت
، فنفاهم كليب عنه ، وقال : لا يذوقون منه قطرة ، ثم مروا على نهي آخر يقال له الأحص
، فنفاهم عنه وقال : لا يذوقون منه قطرة ، ثم مروا على بطن وادي الجريب فمنعهم إياه
، فمضوا حتى نزلوا الذنائب ، واتبعهم كليب وحيه حتى نزلوا عليه ، فمر عليه
جساس ومعه ابن عمه عمرو بن الحارث بن ذهل ، وهو واقف على غدير الذنائب ، فقال له :
طردت أهلنا عن المياه حتى كدت تقتلهم عطشا ! فقال كليب : ما منعناهم من ماء إلا
ونحن له شاغلون . فقال له جساس : هذا كفعلك بناقة خالتي ( يعني البسوس ) ، فقال له : أو
قد ذكرتها ! أما إني لو وجدتها في غير ابل مرة لاستحللت تلك الإبل بها ! أتراك
مانعي أن أذب عن حماي ! فعطف عليه جساس فرسه فطعنه برمح فأنفذ
حضنيه . فلما أحس بالموت قال : يا جساس ، اسقني من الماء . فقال : ما عقلت استسقاءك
الماء منذ ولدتك أمك إلا ساعتك هذه .
فكتب وصيته لأخيه الزير وهي 10 ابيات ,كتبها بدمائه !

هديت لك هديه يامهلهل عشر أبيات تفهمها الذكاه
أول بيت أقوله أستغفرالله أله العرش لايعبد سواه
وثاني بيت أقول الملك لله بسط الآرض ورفع السماء
وثالث بيت وصي باليتامى واحفظ العهد ولاتنسى سواه
ورابع بيت أقول الله اكبر على الغدار لاتنسى أذاه
وخامس بيت جساس غدرني شوف الجرح يعطيك النباه
وسادس بيت قلت الزير أخي شديد البأس قهار العداه
وسابع بيت سالم كون رجال لآخذ الثار لاتعطي وناه
وثامن بيت بالك لاتخلي لاشيخ كبير ولافتاه
وتاسع بيت بالك لاتصلح وأن صالحت شكوت للاله
وعاشربيت أن خالفت قولي فأنا وياك الى قاضي القضاه
والآن ندعكم مع الأبيات الرائعة لرثاء الزير لأخيه كليب

دعــــــــوتكَ يا كـــلـــيبُ فلم تجــبني ..وكيف يجـــــــــــــــــيبني البلدُ القَفارُ
أجــــــبني يا كُـــــليبُ خــــــــلاك ذمٌ..لقد فُجِعتْ بفارســــــــــــــــــــها نِزارُ
كأني إذ نــعــى النــاعـــي كـــلـــيــباً..تـــطـــــايرَ بــيــنَ جـــنــبــي الشــرارُ
ســـــــــألتُ الحـــــيَ أينَ دفــــنتموهُ....فـــقـــالوا لي بأقـــصـــى الحـــيِ دارُ
فســــــــــــرتُ إليه من بلدي حـــثيثاً..وطــــــار النــــومُ وامـــــــتنعَ القــــرارُ
خُـــــذِ العـــهــــدَ الأكـيدَ عليَّ عُمري..بـــتـــركـــــي كـــلَ ما حـــــوتِ الديارُ
ولســـتُ بخـــــالعٍ سيفي ودرعي....إلى أن يخـــلــــع اللــــيلُ النـــــهـــارُ
وأيضا من القصائد الجميلة التي قالها الزير في رثاء أخاه :

كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها ..... إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن يُخَلّيها
كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ ..... تقود خيلا إلى خيل تلاقيها
نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ لَهُم ..... مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها
لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَت ..... وَحالَتِ الأَرضُ فَاِنجابَت بِمَن فيها
أَضحَت مَنازِلُ بِالسُلّانِ قَد دَرَسَت ..... تَبكي كُلَيباً وَلَم تَفزَع أَقاصيها
الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن طبائعه ..... ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها
القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتَها ..... زهواً إِذا الخَيلُ بُحَّت في تَعاديها
تَكونُ أَوَّلَها في حينِ كَرَّتِها ..... وَأَنتَ بِالكَرِّ يَومَ الكَرِّ حاميها
قتلك جساس ياعزي وياسندي ...وليس جساس من يحسب تواليها
ونشبت الحرب بين القبيلتين وأسرف الزير في القتل ولم يشتفي
فأرسل إليه الحارث بن عباد ( الفارس الذي اعتزل الحرب 40 عاما ووقف على الحياد ) ابنه جبير
محملا اياه برسالة :
اعلم ياسالم انك قد اسرفت في القتل وادركت ثأرك بما قتلت من بكر
وقد ارسلت ابني اليك فإما أطلقته وأصلحت ذات البين فقد مضى من الحيين في هذه الحروب
من كان بقاؤه خير لنا ولكم وإما قتلته بأخيك وأصلح بين الحيين والختام سلام
فقال الزير : أهذا الأمعة الصعلوك بكليب !!!!
فقال جبير : ماكنت أمعة ولاصعلوكا وماكان كليب أشرف مني ومن أبي
فهجم الزير على جبير قائلا " بوء بشسع نعل كليب " وقتله
فلما وصل خبر مقتل جبير إلى الحارث بن عباد حزن كثيرا وعزى نفسه بأنه قتل بكليب فارس العرب
فلما أخبروه بأنه قتل بشسع نعل كليب طار ثوابه وفقد عقله وأصبح يصيح كالمجنون :
طالبا فرسه النعامة : قربا مربط النعامة مني , قربا مربط النعامة مني , أين سربالي أين سهمي ورمحي
آه عليك ياجبير ,أقسم لأقتلن به عدد الحصى والنجوم والرمال !!!

قُلْ لأم ِالأغر ِ تبكي جُبيراً .......................... حيلَ بين الرجالِ والأموالِ
ولعمريْ لأبكينَ جبيراً......................... ما أتى الماءَ من رؤوسِ الجبالِ
ياجبيرَ الخيراتِ لا صُلحَ حتى ................. نملأ البيدَ من رؤوسِ الرجال ِ
وتقرُ العيونُ بعدَ بكاها ..........................حين تسقي الدما صدورَ العوالي
أصبحت وائلُ تعجُ من الحر ......................... بِ عجيجَ الجمالِ بالأثقال
ِ
لم أكن من جناتها علم الله ............................. وإني بحرها اليومَ صال ِ
تجنبتُ وائلَ كي يفيقوا ............................... فأبت تغلبُ علي اعتزالي
أشابوا رأسي بقتلِ جُبير ٍ .................................. قتلوه ُظلماً بغيرِ قتال ِ
قتلوهُ بشسع ِنعلِ كليبٍ .............................. إن قتلَ الكريم بالشسع ِغال ِ
يابني تغلبَ خُذوا الحذرَ إنا ........................ قد شربنا بكأسِ موتٍ زلالِ
يابنيْ تغلبَ قتلتمْ قتيلاً............................... ما سمعنا بمثلهِ في الخوالي
ووصلت هذه القصيدة الى سمع الزير فقال :
فضحك كثيرا وقال : أتدرون لماذا يقول قربا مربط النعامة مني !
لأنه أعمى هههههههههه
ثم نحن لدينا القتيل الذي لم نسمع بمثله في الخوالي وليس إبنه الصعلوك !!

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي=لِكُلَيـب الَّـذِي أَشَـابَ قَذالِـي
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي=إِنَّ قَـولِـي مُطـابِـقٌ لِفِعالِـي
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي=لِكُلَيـبٍ فَـداهُ عَمِّـي وَخالِـي
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي=مَـعَ رُمـحٍ مُثَـقَّـفٍ عَسَّـالِ
فرد الحارث بن عباد عليه :

قربا مِربط َالنعامة ِمني ............. لقحت ِحربِ وائلَ عن حيال ِ
قربا مِربط َ النعامة مني ..................... لكريم متوج بالجمال ِ
قربا مِربط َ النعامة مني......................لجبير مفكك الأغلال ِ
قربا مِربط َ النعامة مني .................لجبير فداهُ عمي وخالي
قربا مِربط َالنعامة مني .............. ليس قولي يرادُ لكن فِعالي
قربا مِربط َالنعامة مني ....... طالَ ليلي على الليالي الطوال ِ
قربا مِربط َالنعامة مني ...... شاب َرأسي وأنكرتني العوالي
فرد الزير :

فأني قد تركت بواردات ٍ جبير في دم مثل العبير
فتكتُ به بيوت بني عبادٍ وبعض الغشم أشفى بالصدور
ولعمري لقد وطأت بني بكر بما قد جنوه وطأ النعال ِ
إنني زائر جموع لبكر بينهم حارث يريد نضال
قد شفيت الغليل من آل بكر آل شيبان عم ٍ وخال
لاتمل القتال ياابن عبادٍ صبر النفس إنني غير سال
ياخليلي قربا اليوم مني كل وردٍ وأدهم ٍ صهال
قربا مربط المشهر مني إن قولي مطابق لفعال
وآن أوان الحرب :
فركب الحارث بن عباد حصانه ودخل المعركة يردد هذين البيتين:

قربا مِربط َالنعامة مني ..................... ليس قلبي عن القتال بسال ِ
قربا مِربط َالنعامة مني .................. إنا لا نبيعُ الرجالَ بيع النعال ِ
وذهب وقاتل وكسر ظهر الزير ,,وفي ذلك اليوم إنتصرت بكر على تغلب
وأحب أن اختم ببيتن الشعر الرائعين التي أنهى بهما الزير حياته :
بعد خسارته للمعركة, طلب الزير من قومه الرحيل فأرسلو معه رجلين ليساعداه
في الطريق , فملا الرجلان صحبته وأحس بذلك الزير
فقال لهما إني أرى موتي في عيونكما :
هل تحفظان الشعر فقالو قليلا ! فقال انقلوا عني هذا البيت ثم اقتلوني
من مبلغ الحيين أن مهلهلا ...لله دركما ودر أبيكما
وطلب منهم الزير أن يعيدا عليه البيت فقالوه له وحفظوه عن ظهر قلب
ثم عاد الرجلان الى بني تغلب واخبروهم بأن الزير لسعته أفعى ومات
فسالوهم ألم يقل شيئ قبل موته فقالو بلى :
من مبلغ الحيين أن مهلهلا ...لله دركما ودر أبيكما
وكانت أبنة كليب تجيد الشعر فقامت بتفسير البيت إلى
من مبلغ الحيين أن مهلهلا ..أضحى قتيلا في الفلاة مجندلا
لله دركما ودر أبيكما ...........لايبرح العبدان حتى يقتلا
فقتل القوم الرجلان !!
أمضى الزير 40 سنة من حياته في الثأر وأخذ بثأره من قاتليه قبل مماته !!
|