آرتين لتعليم اللغات https://forum.art-en.com/ |
|
مناظرة بلاغية https://forum.art-en.com/viewtopic.php?t=11368 |
صفحة 1 من 2 |
الكاتب: | وتين [ الجمعة سبتمبر 05, 2008 2:25 am ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
السلام عليكم
عدنا ![]() حضر فصول العام مجلس الأدب في يوم بلغ منه الأريب نهاية الأدب، بمشهد من ذوي البلاغة، ومتقني صناعة الصياغة. فقام كل منهم يعرب عن نفسه، ويفتخر على أبناء جنسه. فقال الربيع: أنا شاب الزمان، وروح الحيوان، وإنسان عين الإنسان، أما حياة النفوس، وزينة عروس الغروس، ونزهة الأبصار، ومنطق الأطيار. عرف أوقاتي ناسم، وأيامي أعياد ومواسم، فيها يظهر النبات، وتنشر الأموات، وترد الودائع، وتتحرك الطبائع، ويمرح جَنيب الجنوب، وينزح وجيب القلوب، وتفيض عيون الأنهار، ويعتدل الليل والنهار. كم لي عقد منظوم، وطراز وشي مرقوم، وحلة فاخرة، وحلية ظاهرة، ونجم سعد يدني راعيه من الأمل، وشمس حسن تنشدنا بأبعد ما بين برج الجدي والحمل. عساكري منصورة، وأسلحتي مشهورة: فمن سيف غصن مجوهر، ودرع بنفسج مشهّر، ومغفر شقيق أحمر، وترس بهار يبهر، وسهم آس يرشق فينشق ورمح سوسن سنانه أزرق، تحرسها آيات، وتكنفها ألوية ورايات. بي تحمر من الورد خدوده، وتهتز من البان قدوده، ويخضر عذار الريحان، وينتبه من النرجس طرفه الوسنان، وتخرج الخبايا من الزوايا، ويفتر ثغر الأقحوان قائلاً: " أنا ابن جلا وطلاع الثنايا " : إن هذا الربيع شـيء عجيـب تضحك الأرض من بكاء السماء ذهـب حيثـمـا ذهبـنـا ودر حيث درنا وفضة في الفضـاء وقال الصيف: أنا الخل الموافق، والصديق الصادق، والطيب الحاذق. أجتهد في مصلحة الأصحاب وأرفع عنهم كلفة حمل الثياب، وأخفف أثقالهم، وأوفر أموالهم، وأكفيهم المؤونة وأجزل لهم المعونة، وأغنيهم عن شراء الفرا، وأحقق عندهم أن كل الصيد في جوف الفرا، نصرت بالصبا، وأوتيت الحكمة في زمن الصبا. بي تتضح الجادة، وتنضح من الفواكة المادة، ويزهو البسر والرطب، وينصلح مزاج العنب، ويقوى قلب النور، ويلين عطف التين والموز، وينعقد حب الرمان، فيقمع الصفراء ويسكن الخفقان، وتخضب وجنات التفاح ويذهب عرف السفرجل مع هبوب الرياح، وتسود عيون الزيتون، وتخلق تيجان النارنج والليمون، مواعدي منقودة، وموائدي ممدودة. الخير موجود في مقامي، والرزق مقسوم في أيامي. الفقير ينصاع بملء مده وصاعه، والغني يرتع في ربع ملكه وأقطاعه. والوحش تأتي زرافات ووحدانا، والطير تغدو خماصاً وتروح بطانا. " ابن حبيب رحمه الله تعالى " : مصيف له ظل مديد على الورى ومن حلا طعماً وحلل أخلاطـا يعالج أنـواع الفواكـه مبديـاً لصحتها حفظاً يعجـز بقراطـا |
الكاتب: | وتين [ الجمعة سبتمبر 05, 2008 2:28 am ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
وقال الخريف:
أنا سائق الغيوم، وكاسر جيش الغموم، وهازم أحزاب السموم، وحادي نجائب السحائب، وحاسر نقاب المناقب. انا أصد الصدى وأجود بالندى، وأظهر كل معنى جلي، وأسمو بالوسمي والولي، في أيامي تقطف الثمار وتصفو الأنهار من الأكدار، ويترقرق دمع العيون، ويتلون ورق الغصون، طوراً يحاكي البقم وتارة يشبه الأرقم، وحيناً يبدو في حلته الذهبية، فينجذب إلى خلته القلوب الأبية. وفيها يكفى الناس هم الهوام، ويتساوى في لذة الماء الخاص والعام، وتقدم الأطيار مطربة بنشيشها، رافلة في الملابس المجددة من ريشها، وتعصفر بنت العنقود، وتوثق في سجن الدن بالقيود، على أنها لم تجترح إثماً، ولم تعاقب إلا عدواناً وظلماً. بي تطيب الأوقات، وتحصل اللذات، وترق النسمات وترمى حصى الجمرات، وتسكن حرارة القلوب، وتكثر أنواع المطموم والمشروب. كم لي من شجرة أكلها دائم، وحملها للنفع المتعدي لازم، وورقها على الدوام غير زائل، وقدود أغصانها تخجل كل رمح ذابل " ابن حبيب رحمه الله " . إن فصل الخريف وافى إلينا يتهادى في حلة كالعروس غيره كان للعيـون ربيعـاً وهو ما بيننا ربيع النفوس وقال الشتاء: أ نا شيخ الجماعة، ورب البضاعة، والمقابل بالسمع والطاعة. أجمع شمل الأصحاب وأسدل عليهم الحجاب، وأتحفهم بالطعام والشراب. ومن ليس له بي طاقة أغلق من دونه الباب. أميل إلى المطيع، القادر المستطيع، المعتضد بالبرود والفرا المستمسك من الدثار بأوثق العرا، المرتقب قدومي وموافاتي، المتأهب للسبعة المشهورة من كافاتي. ومن يعش عن ذكري ولم يمتثل أمري، أرجفته بصوت الرعد، وأنجزت له من سيف البرق صادق الوعد، وسرت إليه بعساكر السحاب، ولم أقنع من الغنيمة بالإياب. معروفي معروف، ونيل نيلي موصوف، وثمار إحساني دانية القطوف. كم لي من وابل طويل المدى وجود وافر الجدا، وقطر حلا مذاقه، وغيث قيد العفاة إطلاقه، وديمة تطرب السمع بصوتها، وحيا يحيي الأرض بعد موتها، أيامي وجيزة، وأوقاتي عزيزة، ومجالسي معمورة بذوي السيادة، مغمورة بالخير والمير والسعادة. نقلها يأتي من أنواعه بالعجب، ومناقلها تسمح بذهب اللهب، وراحتها تنعش الأرواح، وسقاتها بجفونهم السقيمة تفتن العقول الصحاح. إن ردتها وجدت مالاً ممدودا، وإن زرتهاشاهدت لها بنين شهودا: وإذا رميت بفضل كاسك في الهوى عادت عليك من الدقيـق عقـودا يا صاحب العوديـن لا تهملهمـا حرك لنا عـوداً وحـرق عـودا فلما نظم كل منهم سلك مقاله، وفرغ من الكلام على شرح حاله، ، وتجاذبوا أطرف مطارف الثناء والشكر، وظهرت أسرار السرور، وأنشرت صدور الصدور، وهبت قبول الإقبال، وأنشد لسان الحال: وماذا يعيب المرء في مدح نفسه ... إذا لم يكن في قوله بكذوب؟ ثم انفض المجلس وحل النطاق، وتفرق شمل أهله وآخر الصحبة الفراق منقول للفائدة ولجماله أرجو أن ينال اعجابكم |
الكاتب: | عاشقة العربية [ الجمعة سبتمبر 05, 2008 2:58 am ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
أفنان, والعود أحمد ![]() أعجبتني فصاحة الربيع والشتاء .. أستطيع أن أصف كل فصل بكلمة من خلال ما وصفوا به أنفسهم .. فمثلا : الربيع .. الجمال ، وهذا الجمال بعد شتاء قاس الصيف .. رفق، رفق بجلود الناس من الملابس ![]() الخريف .. ذهبي ومتوازن الشتاء .. قاس ظالم أفنان, إنتقاء مميز .. سلم يداكٍ ![]() |
الكاتب: | محمد الصالح [ الجمعة سبتمبر 05, 2008 4:52 pm ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
....تضحك الأرض من بكاء السماء.... سلمت يداك اخت أفنان, ![]() |
الكاتب: | أ. عبد الرزّاق [ الجمعة سبتمبر 05, 2008 11:56 pm ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
أفنان, مرحباً بالأخت أفنان .... مناظرة جميلة حوت صنوفاً من البلاغة وألواناً من الجمال الأدبي وصدق من قال إنّ الكتابة رسم بالكلمات ... فما أجملها من لوحة ![]() |
الكاتب: | Tami [ الاثنين سبتمبر 08, 2008 2:12 am ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
أفنان, سلمت يداكي... ![]() كل فصل يعبر عن نفسه بأجمل الكلام و أروع التشابيه... |
الكاتب: | Hiba.Sh [ الأربعاء أكتوبر 01, 2008 4:59 pm ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
اقتباس:
فقال الربيع:
أنا شاب الزمان، وروح الحيوان، وإنسان عين الإنسان، أما حياة النفوس، وزينة عروس الغروس، ونزهة الأبصار، ومنطق الأطيار. عرف أوقاتي ناسم، وأيامي أعياد ومواسم، فيها يظهر النبات، وتنشر الأموات، وترد الودائع، وتتحرك الطبائع، ويمرح جَنيب الجنوب، وينزح وجيب القلوب، وتفيض عيون الأنهار، ويعتدل الليل والنهار. كم لي عقد منظوم، وطراز وشي مرقوم، وحلة فاخرة، وحلية ظاهرة، ونجم سعد يدني راعيه من الأمل، وشمس حسن تنشدنا بأبعد ما بين برج الجدي والحمل. عساكري منصورة، وأسلحتي مشهورة: فمن سيف غصن مجوهر، ودرع بنفسج مشهّر، ومغفر شقيق أحمر، وترس بهار يبهر، وسهم آس يرشق فينشق ورمح سوسن سنانه أزرق، تحرسها آيات، وتكنفها ألوية ورايات. بي تحمر من الورد خدوده، وتهتز من البان قدوده، ويخضر عذار الريحان، وينتبه من النرجس طرفه الوسنان، وتخرج الخبايا من الزوايا، ويفتر ثغر الأقحوان قائلاً: " أنا ابن جلا وطلاع الثنايا " : إن هذا الربيع شـيء عجيـب تضحك الأرض من بكاء السماء ذهـب حيثـمـا ذهبـنـا ودر حيث درنا وفضة في الفضـاء ![]() ![]() ![]() أفنان, رائعه كتير.. يسلمو إيديكي يا رب.. |
الكاتب: | د. خلدون صبح [ الاثنين أكتوبر 20, 2008 8:17 pm ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
هناك مناظرة لابن برد الأصغر على ألسنة الزهور عودوا إليها لمزيد من الفائدة ، و مناظرة بين الريح والشمس كانت الغلبة فيها للشمس؛ وهي جميلة جدا. |
الكاتب: | Hiba.Sh [ الاثنين أكتوبر 20, 2008 8:38 pm ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
د. خلدون صبح, شكرا جزيلا لك لإغراء الموضوع بهذه الإضافه.. أكيد راح أطلع على هالمناظره بإذن الله.. شكرا لك.. |
الكاتب: | عاشقة العربية [ الاثنين أكتوبر 20, 2008 11:32 pm ] |
عنوان المشاركة: | مناظرة بلاغية |
د. خلدون صبح, اقتباس:
هناك مناظرة لابن برد الأصغر على ألسنة الزهور عودوا إليها لمزيد من الفائدة
جميل أن نتحدث عن هذه المناظرات هنا ..المناظرة بين الأزهار من النثر الأندلسي هذه مقتطفات منها ![]() قال ابن برد الأصغر في مناظرة بين الأزهار يصف الورد على لسان الأزهار .. " وهو الأكرم حسبا وهو أحمر ، والحمرة لون الدم، والدم صديق الروح فقال النرجس الأصغر : والذي مهد لي في حجر الثرى، وأرضعني ثدي الحيا، لقد جئت بها أوضح من لبة الصباح وأسطع من لسان المصباح، ولقد كنت أستر من التعبد له، والشغف به، والأسف على تعاقب الموت دون لقائه، ما أنحل جسمي ومكّن سقمي، وإذ قد أمكن البوح بالشكوى فقد خف ثقل البلوى. ثم قام البنفسج، فقال: على الخبير والله سقطت، وأنا والله المتعبد له، والداعي إليه، والمشغوف به، وكفى ما بوجهي من ندب، ولكن في التأسي به أُنس. ثم قام البَهار فقال : لا تنظرنّ إلى غضارة نبتي، ونضارة ورقي، وانظر إليّ وقد صرت في حدقة باهتة تشير إليها وعينا شاخصة تندى بكاء عليه: ولولا كثرة لاباكين حولي .. على إخوانهم لقتلت نفسي ثم قام الخيريّ (الخزامى) فقال : والذي أعطاه الفضل دوني، ومدّ له بالبيعة يميني، ما اجترأت قط إجلالا له، والحياء استحياء منه، على أن أتنفس نهارا أو أساعد في لذة صديقا أو جارا، فلذلك جعلت الليل سترا واتخذت جوانحه كناً. هذا ما تحالف عليه أصناف الشجر، وضروب الزهر، فأعطت للورد قيادها وملكته أمرها" |
صفحة 1 من 2 | جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00 |
Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Group http://www.phpbb.com/ |