مرحباً هدية للموقع من اشعار عبد الله بن الدمينة
أُقَضي نَهاري بالحَديث وبالمُنَى
ويَجمَعُنِي وَالهَم بِالليلِ جامعُ
نَهَارِي نَهارُ الناسِ حَتى إِذا بَدا
لي الليلُ هَزتنِي إِليكَ المَضاجعُ
لَعَمرِي لقد بَرحنَ بي فوقَ ما تَرى
وَلاقَيتُ ما لم يَلقَ منهُن تابعُ
وقُدتُ الصبا من غيرِ فُحشٍ وقادَنِي
كََما قِيدَ في الحَبلِ الجَنيبُ المُطاوعُ
فَأَسلَمَني البَاكُون إِلا حَمَامةً
مُطَوقَةً قَد صانَعت مَا أُصانعُ
إِذا نحنُ أنفذنا الدُمُوع عَشِيةً
فَمَوعِدُنا قَرنٌ مِنَ الشمسِ طالعُ
وهو أحد من تيمهم الحب ففاض شعراً بذكر محبوبته وعرف عنه كثرة الغزل، مع رقة في شعرة وعذرية فطرية أملتها عليه بيئته المحافظة، كما يتبين من البيت الرابع في القصيدة أعلاه. أما جمال خلقته فقد كان جلياً واضحاً، كما قالت حبيبته أميمة فيه حين أنشدت:
أيا حســــــن العينين أنت قتلتني
ويا فارس الخيلين أنت شــــفائيا
إشــــارة إلى جمال خلقته وفروسيته إذ كان فارســــاً مغواراً شديد البأس. سكن بيشة وتربة ورنيــــــة وتثليث في منطــــقة عسير اليوم ولقي مصــــــرعه غيلة في تبــــالة حوالي 031هـ. وله قصــــــائد رائعـــــة ومشـــهورة بـــــــــين العامة والخاصة.
ظنه بعض رواة الشعر جاهلياً لقصائد أثرت عنه فيها منحى شعراء الصعاليك، لكن شعره فيه من المعاني الإسلامية ما يدل على إسلامه بل وتدينه ومن ذلك قوله:
أَيا رَب أَدعُوكَ العَشيةَ مُخلصاً
لتَعفوَ عَن نَفس كَثير ذُنوبُهَا
قَضَيتَ لَها بالبُخلِ ثُم ابتَلَيتَها
بِحُب الغواني ثُم أنت حَسيبُها
خَليلي ما من حَوبَة تَعلَمانها
بِجِسمِي إلا أُمُ عَمرٍو وطَيبُهَا
أَهُمُ بِجَذ الحَبل ثُم يَرُدُني
تَذَكُرُ رَيا أُم عَمرٍو وَطِيبُها
وَبَردُ ثَناياها إِذا ما تَغَورَت
نُجُومٌ يَشِفُ الواجِدِينَ غُيُوبُهَا
وَقَد زَعَمَوا أن الرياح إِذا جَرَت
يَمانيةً يَشفِى المُحِب دَبِيبُهَا
وَقَد كَذَبُوا لا بَل تَزيدُ صَبَابَةً
إذا كان من نَحو الحَبيب هُبُوبُهَا
فَيَا حَبذَا الأَعراضُ طابَ مَقِيلُها
إِذا مسها قَطرٌ وهَبت جَنُوبُهَا
وقال كذلك:
أبلغ سَلامَةَ أَنى لستُ ناسيها
وَلا مُطيعٌ بِظَهرِ الغَيبِ واشِيها
يا لَيتَنا فَردَا وحشٍ نَعِيشُ معاً
نَرعَى المِتان ونَخفَى فِي فيافيها
ودُونَها قَومُ سَوء يَنذُرُنَ دَمِى
فَالَموتُ إِتيانُها وَالمَوتُ هَجرِيهَا
يا قاتَلَ الله سَلمى كَيفَ تعجبني
وَأُخبِرُ الناس أَني لا أُباليهَا
إِني ليأخذني مِن حُبها عَرَضٌ
عِندَ الصلاةِ فأَنسَى أَن أُصَليهَا
لَنظرَةٌ مِن سُلَيمَى اليَومَ واحِدةٌ
أَشهَى إِليّ مِنَ الدُنيا وما فِيهَا
وهي أبيات تعكس بيئته الإسلامية. وأما صعلكته فهي من باب الشجاعة والإقدام والمغامرة، خاصة لما أثر عنه من شجاعة يكســوها الحياء. فهو القائل في الحياء مخافة الواشي وإكراماً لمحبوبته:
بأهلي ومالي مَن جَلَبتُ لَهُ أذى
وَمَن حَمَلت ضِغناً عَلَيَّ أقَاربُه
وَمَنَ هُوَ أهوَى كُل مَن وَطِئَ الحَصى
إِلي وَيَجفوني ويَغلُظُ جانُبه
وَمَن لَو جَرى الشحناءُ بَيِني وَبَينَهُ
وَحارَبَنَي لَم أَدرِ كَيفَ أُحارِبُه
وَإِني لَيثنيني الحَياء وَانثني
عَلَى مِثلِ حَد السيف وَجداً أُغالُبه
مَخافَةَ أن تَلقى أذى مِن مَليكها
بأمرٍ يَرَى الواشونَ أنىَ جَالُبه
وهذا الحياء هو خُلق جميل وصفة عربية أصيلة. أما شــــاعرنا فله جملة من المبادئ والصفات الحسنة ومن ذلك إكرام الضيف خاصة لما اشتهر عن أهل بيشة وما جاورها من كرم حاتمي أصيل فقد ورد عنه:
أَبيتُ خَمِيصَ البَطنِِ غَرثَان جائعاً
وأُوثرُ بالزاد الرفِيقَ على نَفسِي
وأُفرِشُهُ فَرشِي وَأفتَرِشُ الثرَى
وأَجعَلُ مَس الأَرضِ مِن دُونِهِ لَبسِي
حِذارَ أَحاديثِ المَحافلِ في غَدٍ
إِذا ضَمَّنِي يَوماً إلَى صدرِهِ رَمسِي
وغرثان تعني جائع بلغة اليوم، وهذا إكرام للضيف لا يوازيه إكرام، كيف لا وهو يفترش الأرض ليجود بفراشه لضيف طارق، بل ويمنحه حتى رداءه ليقيه من هوام الأرض.
كما ورد عنه أبيات رائعة في المشورة فأثر عنه قوله:
خَلِيلَي لَيسَ الرأي في صَدرِ واحدٍ
أَشيِرا عَلَيَّ اليَومَ ما تَريَانِِ
أَأَركَبُ صَعبَ الأَمرِ إِن ذَلُولَهُ
بِنَجرَانَ قَد أَعيا بِكل مَكانِ
أَلا فاحملاني بارَك الله فِيكُمَا
إِلَى حاضِرِ القَرعاءِ ثُم ذراني
وهو سلوك حكيم لكل من بحث عن الرأي السديد في حل معضلة يواجهها، وهو منهج نبوي اتخذه رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله "أشيروا عليّ أيها الناس".
تغنى شاعرنا ابن الدمينة بقومه فأجاد وأطرب إذ يقول:
وَخَثعَمُ قَومِي ما مِنَ الناسِ مَعشَرٌ
أَعَمُ نَدى مِنهُم وَأَنَجى لِخائِفِ
وَأَفدَى لِمَغلُولٍ وَأَوفَى بِذِمةٍ
وَأَوقَى لِضَيمٍ عَن نَقِيلٍ مُحالِفِ
وَأَجبَرُ لِلمَولَى إِذا رَق عَظمُهُ
وَأَسرَعُ غَوثاً يَومَ هَيجاً لهاتفِ
إِذا حارَبَوا شدُوا عَلَى ثَروَة العِدَى
جِهاراً وَلَم يَغزُوا فرُودَ الخَوالِفِ
فَإن يُسأَلوا المعروفَ لا يَبخَلُوا بِهِ
وَلَم يَدفَعُوا طُلابهُ باِلحَسائِفِ
وهي صفات رائعة في النجدة والكرم والشجاعة والفدية والوفاء، ثم إنه يقول عنهم إنهم لا يغزون الأبرياء والعزل مما اسماهم بالأفراد من الخوالف، وهو خلق دعا إليه الإسلام قبل مواثيق الأمم المتحدة بأكثر من ألف سنة، وأكده شعراء وأدباء العربية على مر العصور. ولقد امتدح شاعرنا كرم قومه وأنفتهم بقوله:
وإِنكَ إِن فَخَرتَ بِغَيرِ شَيءٍ
تَرُدُ بِهِ حديثَ المُبطِلِينَا
فَإِن لِخَثعَمٍ آيات نُعمَى
أَماراتِ الهُدَى نوراً مُبينَا
وَمِن آياتِ رَبك أَن تَرَاَنأ
بِمَسكَنَةِ القَبائِل مارَضِينا
وَإِنكَ إن تَرى منا فقيراً
يُضيفُ غنِيَّ قَومٍ آخَرِينا
وَإن الجَارَ يَنُبتُ في ثَرَانَا
ونُعجِلُ بالقِرَى لِلنازِلِينا
وإِنا لَن نُصاحِبَ رَكبَ قَومٍ
وَلاَ أَصحابَ سِجنٍ ما حَيِينا
وابن الدمينــــــة في قصــيدته هذه، قد عارض عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة، وهو من عشــــرات الشـــــعراء الذين عارضــوا تلك القصيدة التاريخية.
لقد أبــــــدع ابن الدمينة في التغني بنجد وصباها وله عدة قصـــــائد لعل أشهرها قصيدة "ألا يا صبا نجد" التي عارضها من بعده عشرات الشعراء ولايزالون إلى يومنا هذا، يقول في مطلعها:
أَلاَ هَل مِن البَينِ المُفَرقِ مِن بُد
وَهَل لِلَيَالٍ قَد تَسَلَّفنَ مِن رَد
إلى أن يقول:
نَوَى أُم عَمرٍو حَيثُ تَغتَرِبُ النوى
بها ثُم يَخلو الكاشِحُونَ بها بَعدِى
ويضيف:
وظني بها وَالله أَن لَن تضيرني
وُشَاةٌ لَدَيها لاَ يَضِيرُونَهَا عندي
وَقَد زَعَمُوا أَن المُحِب إِذَا دَنَا
يَمَلُّ وَاَن النأي يَشفِي مِنَ الوَجدِ
بِكُل تَدَاوَينَا فَلَم يُشفَ مَا بنَا
عَلَى أَن قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ
هواي بهذَا الغَور غَور تهَامَة
وَلَيسَ بهَذا الحَي مِن مُستوَى نَجدِ
فَوَ الله رَب الَبيت لاَ تجدينني
تَطَلبتُ قَطعَ الحَبلٍ مِنكُم عَلَى عَمدِ
وَلا أَشتَرِى أَمراً يَكُونُ قَطِيعَةً
لِماَ بَينَنَا حَتى أغيب في اللحدِ
فَمِن حُبهَا أحببت مَن لاَ يحبني
وَصَانَعتُ مَن قَد كنتُ أُبعِدُهُ جهدي
أَلا رُبما أَهدَى ليَ الشوقَ وَالجَوَى
عَلى النأي مِنهَا ذُكرةٌ قَلمَا تجدي
أَلا يا صَبا نَجدٍ مَتَى هِجتِ مِن نَجدِ
لَقَد زَادَني مَسرَاكِ وَجداً عَلَى وَجدِ
أأن هَتَفَت وَرقاءُ في رَونَقِ الضُحى
عَلَى فَنَنِ غَض النباتِ مِنَ الرندِ
بَكيتَ كَما يَبكي الوَليدُ وَلَم تكُن
جَلِيداً وأبديت الذي لَم تَكُن تُبدِي
وَحَنت قَلُوصي مِن عَدَانَ إِلى نَجدِ
وَلَم يُنسِها أَوطَانَهَا قِدَمُ العَهِدِ
قصيدة "ألا ياصبا نجد" هذه عارضها شـــــعراء كُثـــر أشهرهم إسحاق الموصلي، والأمير الصنعاني، وما نسب لمجنون ليلى، ويزيد بن الطثرية (مع أن بعض الرواة ينسبها له) ومكي الجوخي ومحمود قبادو شاعر تونس في القرن التاسع عشر.
كما أن له قصائد أخرى تغنى فيها بنجد وصبا نجد. ويرجع ذلك لأنه نشأ وتربى في الواحات المزدهرة جنوب نجد مثل بيشة وتنقل من اليمن شرقاً إلى العراق شــــمالاً مروراً بنجد. ومن قصائده الأخرى قوله:
وَما وَجدُ أَعرابِيةٍ قَذفَت بِها
صُرُوفُ النوى مِن حَيثُ لَم تَكُ ظَنت
تَمَنت أَحالِيبَ الرعاءِ وخَيمةً
بِنَجدٍ فَلَم يُقدَر لَها ما تَمَنتِ
إِذا ذَكَرَت ماءَ العِضاه وطِيبهُ
وَبَردَ الحَصَى مِن بَطنِ خَبتٍ أرَنَّتِ
بِأَعظَمَ منى لَوعَةً غَيرَ أنني
أجَمجمُ أحشائي على ما أَجنتِ
وَكانَت رِياحٌ تَحملُ الحاجَ بَينَنَا
فَقَد بَخلَت تِلكَ الرياحُ وَضَنتِ
وكلمات هذه القصيدة تذكرنا بتلك الأبيات الشعرية الجميلة التي قالتها زينب الضبية شوقاً للبادية وطيب العيش فيها بعد أن تزوجت وعاشت في المدينة متضجرة بائسة. كما أن لشاعرنا قصيدة أخرى رائعة في التغني بنجد من أربعة أبيات يقول فيها:
أَيا أَخَوَي بالَمدينَة أَشرفا
بِيَ الصمدَ أَنظُر نَظَرةً هَل أَرى نَجدَا
فَإِن بِنَجدٍ مَن بَراني حُبُهُ
فَلَم يتَّرِِكْ مِني عِظَاماً ولا جِلدَا
فَما زادَنِي الإشرافُ إلا صبَابَةً
وَلا ازددتُ إِلا عَن مَعارِفها بُعدَا
فَقالَ الَمدينيان أَنتَ مُكلفٌ
بِداعِي الهَوى لا تَستَطِيعُ لهَُ رَدا
ولعل البــــيت الأخير عمَّ على بعض مؤرخي الأدب مثـــــل ابن عبدالبر صاحب العقد الفريد فنســــــــب شاعرنا إلى المدينة المنورة، وإن كانت الشـــواهد الأدبية تدل على انه عـــــاش في واحــــات الحجاز جنوب نجد.
لقد أكثــــــر ابن الدمينة من ذكر نجد في شــــــعره لكنه لم ينس موطنه فقد قال شعراً في قــــومه وفي منــــــــازلهم وأوديتهم، فيذكر أن حبيبته تســـكن واحات تثليث الظليلة:
عُقَيِليةٌ أَما مَلاثُ إِزارِها
فَدِعصٌ وَأَما خَصرُها فَبَتِيلُ
تَرَبعُ أَكنَافَ الحِمَى وَمَقِيلُها
بتَثليثَ مِن ظِل الأَرَاكِ ظَليلُ
أَيَا زَيَنةَ الدُنيا ويا مُنتَهَى المُنَى
وَيا أَمَلِي هَل لي إِلَيكِ سَبِيلُ
فَدَيُتكِ أعدائي كَثِيرٌ وَشُقتِي
بَعيدٌ وأنصاري لَدَيك قَليلُ
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ جِئتُ بِعِلةٍ
فَأَفَنيتُ عِلاتِي فَكيفَ أَقُولُ
وقال في قصيدة أخرى:
ولَو أَن أُم الغَمرِ أمست مُقيمةً
بِتثليثَ أو بالخَط خَط عُمانِ
تَمَنَيتُ أن الله جامعُ بَيِننا
بما شَاءَ في الدُنيَا فَمُلتَقِِيَانِ
وكنا كَرِيِمَي مَعشرٍ حُم بينَنا
تَصَافٍ فَصُناهُ بِحُسنِ صِوَانِ
سَيَبقى ولا يَبلى ويَخفى ولا يُرى
فَما عَلِموا من أَمرِنَا بِبَيَانِ
ويخلص إلى القول:
أفي كل يومٍ أنتَ رَامٍ بلادَهَا
بعَينَين إنسَاناهما غَرِقان
إِذا اغرَورقَت عَينَايَ قَالَ صحابتي
لَقَد أُولِعت عَينَاكَ بالهَمَلاََنِ
كما ذكر بيشة في بيت قال فيه:
لَولا رَجَاؤُكَ لَم أسِر مِن بِيشةٍ
عَرضَ العِرَاقِ بِفتيَةٍ وَرَواحِلِ
لكن شاعرنا قد اشتهر بالشعر الغزلي العفيف، ومما قال:
وَلِي كَبِدٌ مَقرُوحةٌ مَن يَبيعُني
بها كَبِداً لَيسَت بِذاتِ قُروحِ
أَبَى الناسُ وَيبَ الناسِ أن يَشتَرونها
وَمَن يَشتَرِى ذا عِلة بِصَحيحِ
بَدا البَرقُ عُلوِياً فَلما تَصَوبت
غَوارِبُهُ باتَت ذُرَاهُ تلُوحُ
ألاَ يا غُرَابَ البَينِ مِم تُليحُ لي
كلامُك مشني وأَنتَ صَريحُ
وله كذلك:
أَلاَ لَيتَ شعري عَنك هَل تذكرينني
فذكرُك في الدُنيا إليّ حبيب
وَهَل لِي نَصِيبٌ في فُؤادِكِ ثابتٌ
كَمالكِ عندي في الفُؤادِ نَصيبُ
فَلَستُ بِمَتروكٍ فَأَشرَبَ شَربَةٍ
ولا النفسُ عَما لا تنالُ تَطِيبُ
رَأيتُ نُفُوساً تُبتلَى طَالَ حَبسُها
عَلَى غَيرِ جُرمٍ ما لَهُن ذُنُوبُ
فلا خَيرَ فِي الدُنيا إِذا أَنتَ لم تَزُر
حَبيباً وَلَم يَطرَب إِليك حَبيبُ
سُقِيتُ دَمَ الحَياتِ إِن لُمتُ بَعدَها
مُحِباً ولا عنفتُ حينَ يَحُوبُ
وإني لتعروني وَقَد نَام صحبتي
رَوَائعُ حتى لِلفُؤادِ وَجِيبُ
وقال:
فإن على الماء الذي تَرِدانِهِ
مُفَلجَةَ الأنيابِ دُرمٌ كُعُوبُها
فَما مُزنَةٌ بينَ السماكَين أَو مَضَت
مِن الغَورِ ثُم استَعرَضَتها جَنُوبُها
بِأحسَنَ مِنها يَومَ قَالَت وَحَولَنا
مِنَ الناسِ أَوشابٌ يُخافُ شَغُوبُهَا
تَغَانَيتَ وَاستَغنَيتَ عَنا بِغَيرِنا
هَنِيئاَ لِمَن فِي السر أَنتَ حَبِيبُهَا
فَقُلتُ لَها أنت الحَبِيبةُ فاعلمي
إِلى يَومِ يَلقَى كُل نَفسٍ حَسِيبُهَا
وَدِدتُ بِلا مَقتٍ مِنَ اللهِ أنها
نصيبي مِنَ الدنيا وَأَني نَصِيبُهَا