خبير بالتريكس,
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي الكريم حاولت أن أبحث بنفس لفظ الأبيات لكن لم أجدها بحرفيتها، وجدت أبياتا تشابهها للشاعر سليمان الصولة شاعر دمشقي من العصر الحديث .. وها هي القصيدة :

أتمنى ان اكون قد قدمت لك ما تبحث عنه .. مرحبا بك

رحل الأحبة و الفؤاد مولع
أسفا عليهم و التراب يجمع

ناديتهم يا راحلين بحقكم
عودوا فأني للبعاد و أجزع

نادى لسان الحال عنهم مخبرا
حكم الإله فإننا لا نرجع".



هذا ما استطعتُ إيجاده، ولا أعرف قائلها..

خبير بالتريكس,


بحثت لك أخي الكريم فوجدت لك هذا أتمنى أن تستفيد منه..

شعر القبور كلمات جميلة ترسل إلى الحياة الأخرى

مقالات واراء

نزار قباني لأبنه:"أتوفيق كيف أصدق موت العصافير و الأغنيات، و أن الجبين المسافر بين الكواكب مات"

اوصى الشاعر و الفيلسوف السوري أبو العلاء المعري الذي ولد عام 944 م ،أن يكتب على قبره بيت شعر قاله في حياته " هذا جناه أبي علي و ما جنيت على أحد" ، و لم تنفذ وصيته إلا في أواسط الثمانينات من القرن الماضي حين قامت الحكومة السورية بترميم قبره و كتابة وصيته المشهورة عليه و يقع القبر في مسقط رأسه مدينة معرة النعمان التابعة إلى محافظة ادلب.

نعم لقد غيبهم الموت فجأة فرحنا نبحث عن أمنيات نكتبها على قبورهم ، أمنيات أو كلمات ربما تكون لهم أو لنا نحن الأحياء، كلمات عذبة تشبه الحياة ،تساعدنا على تذكرهم بعد موتهم أو تذكرنا بحالنا في الحياة،ربما نبحث أيضا عن دعاء يشفع لهم، أو عن آية قرآنية تسلم برجوع الروح إلى بارئها ، نعم في ممالك الصمت حيث لا صوت و لا ضجيج رقدوا بسلام ،نقرأ باحترام ما كتب ،عبارات أوصوا بحفرها قبل موتهم على شواهد قبورهم .

أثناء جولتنا في مقابر دمشق الواقعة في منطقة باب الصغير ( جنوب دمشق) ، كان ثمة هدوء من نوع خاص يترك لنا مساحة حقيقية للتفكير بمن رحلوا كبارا كانوا أم صغارا، لنجد شعر من نوع خاص لا يوجد إلا في المقابر ،له علاقة بصعوبة الفراق و الفقد.



عند قبر نزار قباني

قصدنا قبر شاعر دمشق نزار قباني و قبل أن نقرأ ما كتب على قبره ، لفت نظرنا ما كتبه قبل وفاته على قبر أبيه توفيق و قد وقعه نزار باسمه : " يا أبي ..يا أبي اجتمعنا حواليك ، تطلع تجد بنا أصداءك، لم تسعك الدنيا فكيف قبر، أن يواري تحت الثرى كبرياءك، هذه ميتة النسور تلفك، تجد الأرض و السماء وراءك.".

أما الشعر على قبر الشاعر نزار قباني الذي توفي عام 1998 و دفن قرب ضريح والده، حفر على شاهدته عبارة فقيد الشعر العربي و قصيدة كان قد كتبها نزار قبل أن يموت لابنه توفيق تقول :" أتوفيق كيف أصدق موت العصافير و الأغنيات، و أن الجبين المسافر بين الكواكب مات، و إن الذي كان يخزن ماء البحار بعينيه مات، بأي اللغات سأبكي عليك، و موتك ألغى جميع اللغات".



على مقربة من قبر نزار بدت الدهشة على حفار القبور خالد مشينش لدى عندما شاهدنا نسجل ما كتب على هذا القبر و ذاك ، فسألناه عن سبب وجود شعر على شواهد القبور و كذلك في أماكن أخرى وجود آيات قرآنية أو أدعية فقال : " منذ أكثر من خمسين عاما كان الناس هنا لا يفضلون كتابة الآيات القرآنية على شواهد القبور ، خوفا من أن تنكسر و تقع على الأرض ،لذلك كانوا يكتبون الشعر، و حقيقة صار لي هنا أكثر من 25 عاما و كل القبور التي كتب عليها شعر قديمة، أما في هذه الأيام يكتب الناس الآيات القرآنية مثل الآية الكريمة المعروفة التي تقول بعد بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي ".و طبعا هذا لا يعني بأن البعض لم يعد يكتب شعرا على القبر.



أغلب الشعر المكتوب على شواهد القبور كان يتضمن اسم المتوفى، مثل ما كتب على قبر المرحومة جميلة :" يا صبور مدت إليك موائد الإحسان، و جزيت يا جميلة بالرضوان، لقد قدمت على كريم محسن، يعفو و يغفر للمسيء الفاني" .



و كذلك كتب على قبر سيدة اسمها ناجية: " لجأت إلى الرحمن ترجو عفوه، فتقبل المولى دعاء الداعية، نصبت ملائكة السما لقدومها، أبهى المباهج في الرياض الزاهية، و أتى البشير عن الإله مرددا، قال ادخلي في جنتي يا ناجية."

عبارات الفراق في شعر القبور

أغلب الأبيات الشعرية المكتوبة على الشواهد في المقبرة تعبر عن الفراق الأليم و البعد و البكاء الذي قر ح الأجفان، و قد اختصرت شاهدة قبر الحاج شريف تلك المعاني إذ كتب عليها :" يوم الفراق بعاد كم أبكاني ، ناديت من ألم الفراق بحرقة، و الدمع قرح بالبكا أجفاني، هذا الفراق فهل لنا من عودة ، فلقد أزال فراقكم كتماني، يا ليتهم عادوا إلى حسن الوفا، فلعل إن عادوا يعود زماني".
كتب على قبر الحاج نسيب دعوات للرجوع، غير أنها في نهاية الأمر تسلم بحكم الإله، و تقول الكلمات التي حفرت على شاهدة قبره عام 1975 :" رحل الأحبة و الفؤاد مولع، أسفا عليهم و التراب يجمع، فناديتهم يا راحلين بحقكم، عودوا فأني للبعاد و أجزع، فنادى لسان الحال عنهم مخبرا، حكم الإله إننا لا نرجع".

إذا كانت معظم الكلمات المحفورة على شواهد القبور تحكي عن صعوبة الفراق و كانوا يضعون الاسم أي اسم المتوفى ضمن الأبيات الشعرية ، فقد بدا في الكتابة على بعض الشواهد أن هناك شعرا يمكن أن يعبر عن كيفية حدوث الموت، أو أبيات شعرية تعبر عن صعوبة الفقد إذا ما كان المتوفى شابا صغيرا في العمر.

و هو ما أخبرنا به حفار القبور "سامر الحفار" الذي أخذ المهنة عن أبيه و أخذها أبوه عن جده حين توفي أخاه الشاب كتب على شاهدة قبره :" يوم الوداع تسمرت أقدامي ، جفت دموعي ثم ضاع كلامي، ماذا نقول و قد رحلت مبكرا ، لم نرتوي من نهرك المترامي".

أتمنى لك الفائده.. وأتمنى أن تكون ما تبحث عنه..

أنا بالخدمه..